logo
اقتصاد

السعودية تؤكد ثقتها الكبيرة في الإصلاحات اللبنانية

السعودية تؤكد ثقتها الكبيرة في الإصلاحات اللبنانية
وزير الخارجية السعودي يلتقي رئيس الوزراء اللبناني المستقيل نجيب ميقاتي في بيروت في 23 يناير 2025المصدر: رويترز
تاريخ النشر:24 يناير 2025, 03:41 م

يسود التفاؤل بشأن بداية تعافي الاقتصاد اللبناني، بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون، وسط دعم إقليمي ودولي.

وتعتبر المملكة العربية السعودية الداعم الأبرز للبنان في المنطقة، إذ بلغت حجم المساعدات السعودية أكثر من 2 مليار و698 مليون دولار أميركي، وفقاً لبيانات منصة المساعدات السعودية.

وفي هذا السياق، أعرب وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، خلال زيارته لبيروت، أمس الخميس، عن دعم بلاده الكامل لجهود لبنان في تجاوز أزمته الاقتصادية.

وشدد وزير الخارجية السعودي على أن بلاده تضع «الثقة الكبيرة» في قدرة لبنان على تنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحقيق الاستقرار والنمو لاستعادة مكانتها المستحقة في الساحتين العربية والدولية.

وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لوزير خارجية سعودي إلى لبنان منذ 15 عاماً، إذ جاءت زيارة الأمير فيصل، في وقت يتعافى فيه الاقتصاد اللبناني بعد عقد من الأزمات.

أخبار ذات صلة

حاكم مصرف لبنان بالإنابة: حل قريب لإعادة أموال المودعين

حاكم مصرف لبنان بالإنابة: حل قريب لإعادة أموال المودعين

إصلاحات اقتصادية أولوية 

أكد الأمير فيصل، في بيان بعد لقائه الرئيس عون، أن السعودية «تثق بشكل كبير» في قيادة لبنان وقدرتها على تنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحقيق الاستقرار في البلاد، مضيفاً أن هذه الإصلاحات ستعزز ثقة شركاء لبنان، وتفتح المجال أمام البلاد لاستعادة مكانتها المستحقة في الساحتين العربية والدولية.

وشدد وزير الخارجية السعودي، على أهمية الإصلاحات الاقتصادية لمواجهة الأزمة المستمرة في لبنان، والتي أثرت بشكل كبير على النظامين السياسي والمالي في البلاد.

اهتمام متجدد من المستثمرين

تشير التطورات الأخيرة إلى أن لبنان قد يكون على أعتاب انتعاش اقتصادي.

وأفاد كبير الاقتصاديين في بنك عودة، مروان بركات، بأن المستثمرين الأجانب والعرب أبدوا اهتماماً متجدداً بلبنان خلال الأسابيع الـ6 الماضية، لافتاً إلى أن بعض المستثمرين أعلنوا بالفعل عن استعدادهم للاستثمار في البلاد.

وقال بركات، في تصريح نقله موقع «AGBI» إن هذا الاهتمام من شأنه أن يكون له تأثير كبير على الاستثمار الخاص والنمو الاقتصادي.

بدورها، تعكس تصريحات الأمير فيصل الديناميكية الإقليمية الأوسع، إذ بدأت دول الخليج في إعادة التفاعل مع لبنان بعد سنوات من التوترات.

كما أعادت دولة الإمارات العربية المتحدة افتتاح سفارتها في بيروت الأسبوع الماضي، بعد أن أغلقتها منذ عام 2021؛ بسبب الخلافات السياسية. 

دعم السعودية لمستقبل لبنان

وتجدر الإشارة إلى أن علاقة السعودية بلبنان كانت متوترة في السنوات الأخيرة، ولا سيما بعد أن فرضت المملكة حظراً على واردات لبنان في عام 2021.

ولكن التحول الأخير في المشهد السياسي اللبناني، بعد انتخاب الرئيس عون، والأزمة السورية، قد جدد التفاؤل بين اللاعبين الإقليميين.

وكان الأمير فيصل، من بين أولئك الذين يدعون إلى تشكيل حكومة في لبنان بسرعة تحت قيادة الرئيس عون.

كما أكد، أن السعودية تتطلع إلى المستقبل، وليس إلى الماضي، عند تحديد مدى التفاعل مع لبنان.

علامات على تعافٍ اقتصادي

وتظهر المؤشرات الاقتصادية علامات مبكرة على التحسن في لبنان، وكذلك زيادة الاهتمام الاستثماري الخارجي.

وارتفعت أسعار السندات اللبنانية المتعثرة منذ إعلان وقف إطلاق النار مع إسرائيل في ديسمبر الماضي، إذ كانت انخفضت إلى 6 سنتات للدولار خلال انهيار لبنان الاقتصادي، لترتفع حالياً إلى 17 سنتاً، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من 5 سنوات.

وتوقع بركات أن يكون هناك «سيناريو إيجابي» للبنان، إذ يتنبأ بنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8% في عام 2025 بعد 6 سنوات متتالية من الانكماش.

ويعزى هذا النمو بشكل رئيس إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية، وانتعاش الاقتصاد بفضل الاستقرار السياسي الجديد.

علاوة على ذلك، فإن البنك المركزي اللبناني قد يستفيد من تدفق رأس المال الأجنبي، ما قد يعزز من قيمة الليرة اللبنانية، ويعيد بناء احتياطياته الأجنبية، التي تراجعت بشكل كبير في عام 2024.

المستثمرون السعوديون يتصدرون المشهد

وبدأت بعض الشخصيات البارزة مثل الأمير السعودي الوليد بن طلال، بالفعل في الالتزام باستثمارات كبيرة في لبنان، إذ أعلن عن خطط لإعادة بناء وإعادة افتتاح فندق «فور سيزونز» في بيروت، بحلول نهاية عام 2025، واصفاً هذه الخطوة بأنها جزء من «عصر جديد في لبنان».

وتعكس هذه الاستثمارات الثقة المتزايدة في مستقبل لبنان، إذ بدأ المجتمع الدولي في النظر إلى البلاد كوجهة استثمارية قابلة للنجاح مرة أخرى.

أخبار ذات صلة

لبنان بعد ملء الفراغ.. متى تتدفق المساعدات والاستثمارات الخليجية؟

لبنان بعد ملء الفراغ.. متى تتدفق المساعدات والاستثمارات الخليجية؟

 مساعدات تتجاوز الأزمات

على مر السنوات، أثبتت السعودية وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني، إذ تجاوز حجم المساعدات السعودية للبنان، 2 مليار و698 مليون دولار، وفقاً لبيانات منصة المساعدات السعودية.

وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، قدمت المملكة مساعدات شملت مواد غذائية، وأدوية، ومواد إيوائية، استفاد منها عشرات الآلاف من المتضررين.

وفقاً لتقارير مركز الملك سلمان للإغاثة، منذ عام 2024، استفاد أكثر من 1.7 مليون شخص من الدعم الإنساني المقدم إلى لبنان، بالإضافة إلى ذلك، استفاد 69,930 فرداً من المساعدات الغذائية والإيوائية والكسوة الشتوية. كما تم توزيع حليب الأطفال على 106,272 طفلاً، في حين استفاد 729,402 فرد من الأدوية والمستلزمات الطبية. 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC