بلغ سعر الذرة في الولايات المتحدة أعلى مستوى له منذ ستة أشهر، مع توقعات بتوقف الارتفاع في ظل تقلبات أسواق الحبوب والزيوت المدفوعة بعدم اليقين المناخي والتجاري، وفقاً لمحللين.
وارتفع سعر الذرة أمس الثلاثاء، إلى أعلى مستوى له في شيكاغو منذ 20 يونيو الماضي، في حين ظل سعرها مستقراً في أوروبا.
وعلى بورصة «يورونكست» ناهز سعر طن الذرة 207 يوروهات اليوم الأربعاء.
ويبدو أن هذا الانتعاش الأميركي، الذي غذته توقعات وزارة الزراعة الأميركية (USDA) بزيادة استهلاك الإيثانول والصادرات، بدأ يفقد زخمه، خاصة في ظل التوقعات بالمنافسة المحتملة من الإنتاج اللاتيني الأميركي.
وقال دكس ويدماير، المحلل في شركة الوساطة «يو إس كومودتيز»، إن الذرة تحت الضغط من فول الصويا والقمح، إضافة إلى توقع حصاد أكثر وفرة مما كان متوقعاً في البرازيل، حيث الأوضاع المناخية مثالية.
كما رجح المعهد البرازيلي العام «كوناب» زيادة الإنتاج 3.4% على أساس سنوي، مع اقتراب موسم الحصاد.
ومع عودة دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية، لا يزال هناك تساؤل حول السياسة الأميركية المستقبلية بشأن الإيثانول، حيث يمتص الوقود الحيوي حالياً نحو نصف إنتاج الذرة في الولايات المتحدة.
ويشير المشغلون إلى «المستوى المنخفض تاريخياً» للريال البرازيلي مقابل الدولار، ما يعزز ميزة تنافسية للبرازيل، كما أضاف مايكل زوزولو، من شركة «جلوبال كومودتي أناليتكس آند كونسلتينغ».
وقال زوزولو: «يمكنني أن أفهم أن السوق يتساءل بشأن الطلب على الصادرات الذي تقدره وزارة الزراعة الأميركية، بالنظر إلى عدم اليقين في التجارة الدولية تحت حكم ترامب الذي وعد بزيادة الرسوم الجمركية على عدد من الشركاء التجاريين. كندا، خصوصاً، هي أكبر مشترٍ للإيثانول الأميركي حتى اليوم».
وفي الوقت نفسه، هبطت أسعار فول الصويا الأميركي يوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى لها منذ شهر ونصف، متأثرة بمؤشرات اقتصادية صينية مخيبة للآمال وحصاد وفير في أميركا اللاتينية. وقال زوزولو: «لا أعتقد أن الذرة والقمح يمكنهما مقاومة هذا الضغط، ومن المحتمل أن يتراجعا في أثره».