logo
أسواق

هل يمكن للأسهم تحقيق عام ثالث من المكاسب الكبيرة؟

هل يمكن للأسهم تحقيق عام ثالث من المكاسب الكبيرة؟
تُظهر شاشة إلكترونية بيانات سوق الأسهم في بورصة نيويورك للأوراق المالية بمدينة نيويورك، الولايات المتحدة، بتاريخ 26 أبريل 2022.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:8 ديسمبر 2024, 04:17 م

مع دخولنا عام 2025، تسود حالة من الترقب في وول ستريت، حيث تتزايد التساؤلات حول قدرة سوق الأسهم على مواصلة أدائه القوي وسط تحديات متعددة، ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، شهد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ارتفاعاً بنسبة 28% خلال عام 2024، مسجلاً مكاسب سنوية تتجاوز 20% للسنة الثانية على التوالي، وهو إنجاز لم يتحقق منذ فترة الأربع سنوات التي انتهت في 1998.

التوقعات لعام 2025

رغم الأداء الاستثنائي لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» (S&P 500) في عام 2024، حيث ارتفع بنسبة 28%، يتوقع الخبراء في المؤسسات المالية الكبرى تباطؤاً في النمو خلال عام 2025.

وتشير توقعات بنوك كبرى مثل «جي بي مورغان» (J.P. Morgan) و«مورغان ستانلي» (Morgan Stanley) و«غولدمان ساكس» (Goldman Sachs) إلى تحقيق المؤشر مكاسب متواضعة بنسبة 6.7% ليصل إلى حوالي 6500 نقطة بنهاية العام.

أما «باركليز» (Barclays)، فقد رفع توقعاته إلى 6600 نقطة، بينما وضع «بنك أوف أميركا» (Bank of America) سقفاً عند 6666 نقطة، ويتوقع «دويتشه بنك» (Deutsche Bank) ارتفاع المؤشر إلى 7000 نقطة.

أخبار ذات صلة

«وول ستريت» تتماسك بعد أرقام قياسية وأسهم أوروبا تواصل باتجاهها الصاعد

«وول ستريت» تتماسك بعد أرقام قياسية وأسهم أوروبا تواصل باتجاهها الصاعد

 

عوامل داعمة وتحديات محتملة

يتوقع المحللون أن تكون السياسات الاقتصادية الجديدة عاملاً محفزاً لدعم سوق الأسهم، خاصة تلك التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والاستثمار.

الإدارة الأميركية الجديدة تسعى لتطبيق سياسات ضريبية وتجارية قد تسهم في تقليل التكاليف، وزيادة أرباح الشركات.

ومع ذلك، يواجه السوق تحديات كبيرة، مثل تأثير أسعار الفائدة المرتفعة التي قد تثقل كاهل الاقتصاد، وتزيد تكاليف الاقتراض على الشركات، إضافة إلى اضطرابات جيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم قد تؤثر في ثقة المستثمرين واستقرار السوق.

الحروب التجارية المحتملة أيضاً تُعد مصدر قلق، حيث يمكن أن تؤثر في تدفق التجارة العالمية، وتضع ضغطاً إضافياً على الاقتصاد.

أداء القطاعات والأسهم الرئيسة

شهد عام 2024 قيادة قوية من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «إنفيديا» (NVIDIA)، و«أبل» (Apple)، و«مايكروسوفت» (Microsoft)، التي استفادت من الحماس المتزايد حول الذكاء الاصطناعي، وفي المقابل بدأت الأسهم الحساسة اقتصادياً والأسهم الصغيرة، مثل مؤشر «راسل 2000» (Russell 2000)، في تحقيق مكاسب ملحوظة، ما يشير إلى توسع القاعدة الداعمة للسوق.

أخبار ذات صلة

تعرف على المرشح لقيادة «الأوراق المالية».. هل يُغير ملامح «وول ستريت»؟

تعرف على المرشح لقيادة «الأوراق المالية».. هل يُغير ملامح «وول ستريت»؟

 

نظرة مستقبلية حذرة

بينما يتوقع بعض المحللين استمرار الزخم الإيجابي، يحذر آخرون من المبالغة في التقييمات الحالية، يتداول مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" عند معدل 22 ضعف أرباحه المتوقعة، وهو أعلى من متوسطه الخمسي، بينما يتداول قطاع التكنولوجيا بمعدل 30 ضعف أرباحه.

في ظل هذه التقييمات المرتفعة، يرى بعضهم أن أي تباطؤ في الابتكارات التكنولوجية، خاصة في الذكاء الاصطناعي، قد يؤدي إلى هبوط مفاجئ في السوق، كما أن ارتفاع الدولار الأميركي قد يُضعف أرباح الشركات متعددة الجنسيات.

الاستثمار في الفرص البديلة

مع استمرار الحذر بشأن أسهم التكنولوجيا، بدأ المستثمرون في البحث عن فرص أكثر توازناً، وتُظهر الشركات الصغيرة والقطاعات التقليدية، مثل الصناعات والطاقة، جاذبية أكبر بسبب تقييماتها الأقل تكلفة مقارنة بالأسهم الرائدة.

ويبقى السؤال الرئيس لعام 2025: هل يمكن للأسهم الحفاظ على زخمها في مواجهة التحديات؟ الإجابة تعتمد على قدرة السوق على تحقيق نمو متوازن في القطاعات المختلفة، واستمرار الظروف الاقتصادية المواتية، ورغم التفاؤل الحذر، يبدو أن السوق يقترب من نقطة قد تتطلب مراجعة توقعات الأرباح والأسعار.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC