يشهد سوق زيت الزيتون في السعودية حالياً ارتفاعاً في الأسعار، إذ يتراوح سعر لتر زيت زيتون البكر الممتاز «عصرة أولى» بين 70 ريالاً (19 دولاراً) و140 ريالاً (37 دولاراً) حسب الصنف والمنشأ.
وبحسب التقارير التي تناقلتها صحف سعودية، في وقت سابق، فإن العوامل والأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع، هي الجفاف الذي أثر في زيت الزيتون في منطقة حوض البحر المتوسط؛ ما قلل من المعروض من الزيت وسط زيادة الطلب، وإلى جانب ذلك يستغل بعض التجار هذا النقص في العرض لزيادة الأسعار زيادة مبالغاً فيها.
وتطرقت التقارير إلى أن ارتفاع الطلب وقلة المعروض من نوعية الزيت "البكر الممتاز» أصبح لها سوق رائجة، موضحين أن حتى المتبقي من عملية عصر الزيتون "التفل» بات يباع علناً في السوق، بعد أن كان يُسْتَخْدَم لصناعة المستحضرات التجميلية والصابون.
وأوضح منتجون محليون، أن أسعار الزيت البكر المنتج محلياً تتراوح بين 45 و50 ريالاً للتر من المزرعة، على حين يُضَارَب بالأسعار في مناطق أخرى ليصل سعر اللتر إلى ما يزيد على 100 ريال، موضحين أن بعضهم أفاد بأن سعر تنكة الزيت البالغ وزنها 16 لتراً يصل لدى بعض التجار في جدة إلى 1200 ريال.
يُتوقع أن يتراجع حجم إنتاج زيت الزيتون عالمياً إلى 2.31 مليون طن متري خلال الموسم الحالي (2023/2024)، وفقاً لموقع "ستاتيستا"(Statista).
وبينت الإحصائية، التي رصدت الفترة من 2012 إلى الموسم الحالي 2024، تذبذباً في إنتاج الزيتون، والذي يعود إلى تغيرات وتقلبات المناخ من ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة كميات الأمطار، والعواصف، والتي تؤثر سلباً على شجرة الزيتون.
أدى ارتفاع الغش التجاري على زيت الزيتون، إلى قيام جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» السعودية إلى إنجاز أول ابتكار علمي لتطوير طريقة جديدة تُمكن من كشف المواد المغشوشة في زيت الزيتون وتحديد كميتها، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للغذاء والدواء، وذلك بالتزامن مع تسجيل الاتحاد الأوروبي هذا العام رقماً قياسياً في معدلات الغش التجاري، وتزوير الملصقات المتعلقة بمنتجات زيت الزيتون، ما يُشكل تهديداً لهذا الصناعة وإثارة شكوك المستهلكين الذين لم يعد بإمكانهم التأكد من جودة ما يشترونه.
ومع أن المملكة تُعد من أكبر الدول المستوردة لزيت الزيتون على الصعيد العالمي، فإن المخاوف تزداد بشأن تلاعب بعض المنتجين بزيت الزيتون وزيت الزيتون البكر، إذ تخلط بزيوت نباتية أخرى، فيتيح هذا الأمر للمنتجين بيع منتجات ذات جودة منخفضة بأسعار أقل؛ ما يؤدي إلى تضليل المستهلكين.
كما تسعى الهيئة العامة للغذاء والدواء في هذا الإطار إلى تأمين سلامة الغذاء لجميع المواطنين والمقيمين في المملكة، وقد بدأت الهيئة فعلاً في البحث عن طرق تحليلية مبتكرة لتقييم زيت الزيتون، واختارت «كاوست» بوصفها شريكاً أساسياً يُعتمد عليه في هذا الجهد.