logo
اقتصاد

بعد عام من رئاسة ميلي.. اقتصاد الأرجنتين يشهد «النجاح المدوي للمنشار»

بعد عام من رئاسة ميلي.. اقتصاد الأرجنتين يشهد «النجاح المدوي للمنشار»
خافيير ميلي وهو يلوح بمنشار خلال تجمع سياسي في لا بلاتا، محافظة بوينس آيرس، الأرجنتين، في 12 سبتمبر 2023.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:11 ديسمبر 2024, 02:59 م

بعد مرور عام على وصول خافيير ميلي إلى السلطة، تحظى سياسة الرئيس الأرجنتيني اليميني المتطرف بإشادة كبيرة لإصلاحها اقتصاد البلاد، بينما تواجه انتقادات حادة بسبب آثارها السلبية على الجانب الاجتماعي.

وتم انتخاب خافيير ميلي في نوفمبر 2023 بنسبة 55.5% من الأصوات، ليصبح أول اقتصادي يتولى رئاسة الأرجنتين. وكانت سياسته الاقتصادية، التي وُصِفت بأنها ليبرالية متطرفة، محط اهتمام الصحافة الدولية.

بعد مرور عام كامل على توليه منصبه، تسخر صحيفة «لا ناسيون» من أولئك الذين توقعوا انهيار الاقتصاد، إذ تُشيد الصحيفة المحافظة بالإصلاحات السريعة التي بدأها ميلي، وتقول: «على الرغم من أن ميلي لم يحقق وعودة الاقتصادية كاملة كما كان يخطط، فإنه تمكن من القضاء على العجز المالي في غضون شهر واحد فقط».

وفقًا للصحيفة الاقتصادية البريطانية «ذا إيكونوميست»، عندما تولى ميلي منصبه كانت معدلات التضخم تصل إلى 13% شهرياً، ثم ارتفعت إلى 25% بعد تخفيض قيمة البيزو الأرجنتيني، ولكن التضخم الآن أصبح أقل من 3% شهرياً.

وتشير صحيفة «أمبيتو فينانسيرو» إلى أن السنة الأولى لميلي كانت مليئة بـ «إجراءات مالية ونقدية مهمة»، و«سياسة سعر الصرف التي حافظت على معدل ثابت بنسبة 2% شهرياً طوال العام».

إنجاز آخر معترف به في الصحافة الاقتصادية والليبرالية هو العودة إلى الفائض المالي. كما توضح «لا ناسيون»، فرغم الظروف الاقتصادية الصعبة في الأرجنتين عند وصول ميلي إلى السلطة، «تمكنت الحكومة من تحقيق فائض مالي بلغ 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يختلف عن العجز الكلي الذي بلغ 6.1% في نهاية عام 2023».

الخاسرون الكبار من سياسة «المنشار»

«المنتفعون الرئيسون من سياسة ميلي في عامه الأول كانت الشركات الكبرى، التي استفادت بشكل كبير من التحرير الاقتصادي»، كما توضح «إل بايس أمريكا». ولكن هذا لم يكن دون تضحيات. ووفقا للصحيفة: «المتقاعدون، موظفو الدولة، وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة هم الأكثر تضرراً من النموذج الذي قلص الإنفاق العام».

ووصفت صحيفة «باجينا12» سياسته بأنها «نجاح يعتمد على النجاح المدوي للمنشار» - الرمز الذي استخدمه ميلي ليعبر عن عزمه تقليص النفقات العامة. «كان المنشار مرادفاً لانخفاض كبير في عدد الموظفين الحكوميين، فقد تم تسريح 40,000 موظف، بالإضافة إلى العديد من تسريحات العمل في القطاع الخاص، ليصل العدد الإجمالي إلى 200,000 عامل»، كما تُشير الصحيفة اليسارية.

الأزمة التي يواجهها المتقاعدون

«إل بايس أمريكا» تركز على مصير المتقاعدين، الذين يُعتبرون «الخاسرين الرئيسين» في السنة الأولى من رئاسة ميلي: «انخفضت المعاشات الدنيا، التي يتقاضاها 65% من المتقاعدين، بنسبة 13% في المتوسط منذ العام الماضي»، ونتيجة لذلك، فإن المعاش الأدنى اليوم يعادل 320 دولارًا (304 يورو) شهريًا، وهو مبلغ بالكاد يتجاوز خط الفقر في الأرجنتين.

اقتصاد لا يزال هشاً

بينما كانت سياسة ميلي مفيدة للشركات الكبرى في قطاع الطاقة مثل شركة النفط (YPF)، إلا أن الوضع الاقتصادي في الأرجنتين لا يزال غير مستقر. كما توضح «ذا إيكونوميست»، «دخل الاقتصاد في حالة ركود خلال عام 2023، وارتفع معدل البطالة بشكل ملحوظ». وتشير صحيفة «إل بايس أمريكا» إلى أن «أخطر نتيجة» لسياسات ميلي كانت «زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر، فقد ارتفع العدد من 42% في النصف الثاني من 2023 إلى 53% في النصف الأول من هذا العام».

مع ذلك، ومنذ توليه المنصب، أعلن ميلي صراحةً عن المسار الذي سيتبعه، دون أن يؤثر ذلك سلباً في صورته العامة: «كان على حق. من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 3.5% هذا العام، وأن تصل معدلات التضخم السنوي إلى حوالي 120% في 2024. ورغم ذلك، تظل شعبية الرئيس تفوق 50%، ويحقق مستوى ثقة أعلى من أي من آخر ثلاثة رؤساء بعد مرور 12 شهرًا من ولايته»، كما يُذكر في «وول ستريت جورنال».

الخطوة التالية الحاسمة للأرجنتين هي «إجراء الانتخابات التشريعية لعام 2025 بنجاح» لتجنب «الاضطرابات التي قد تعرقل عملية خفض التضخم»، كما تشير الصحيفة الأرجنتينية «إل إيكونوميستا».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC