تراجعت أسعار القمح في بورصة «يورونكست»، اليوم الأربعاء، فقد أثار ضعف الصادرات الفرنسية مخاوف بشأن ارتفاع المخزونات لدى أكبر منتج في الاتحاد الأوروبي، مما دفع الأسعار إلى التراجع بعد بلوغها أعلى مستوى في شهر.
وانخفض عقد القمح تسليم مارس في «يورونكست» – ومقرها باريس – بنسبة 1.2% إلى 233.25 يورو (242.02 دولار) للطن المتري عند الساعة 15:52 بتوقيت غرينتش، مبتعدًا عن ذروته البالغة 238.75 يورو التي سجلها الثلاثاء، وهو أعلى مستوى له منذ 3 يناير.
وبعدما تلقت بورصة «يورونكست» دعمًا هذا الشهر؛ بسبب مؤشرات على ضعف المنافسة الروسية، عادت الأنظار مجدداً إلى ضعف الصادرات الفرنسية.
وخفض مكتب «فرانس أغري مير» توقعاته لصادرات القمح اللين الفرنسي إلى خارج الاتحاد الأوروبي لموسم 2024/2025 إلى أدنى مستوى لهذا القرن.
وقد أدى بطء الصادرات إلى استمرار وفرة المخزونات في فرنسا، رغم أن محصول الصيف الماضي كان الأضعف منذ ثمانينيات القرن الماضي. وقال أحد المتداولين في العقود الآجلة: «مخزونات القمح مرتفعة، والمصدرون لا يرون طلبا كافيا في الوقت الحالي».
وتراجعت عقود مارس بوتيرة أسرع من العقود المؤجلة، إذ إن صوامع الموانئ كانت ممتلئة نسبياً، وفقاً للمتداولين.
وتغلب الاتجاه الهبوطي في «يورونكست» على الدعم الذي وفره تراجع اليورو أمام الدولار، إلى جانب قوة أسعار الحبوب في «شيكاغو».
وينتظر المتعاملون ما إذا كانت مناقصة الاستيراد التي نظمتها الجزائر يوم الأربعاء ستؤدي إلى مزيد من مبيعات القمح الأوروبي، رغم أن التوترات الدبلوماسية يُرجح أن تستبعد الإمدادات الفرنسية مرة أخرى.
وقال تاجر ألماني: «تجلب المناقصة الجزائرية بعض الطلب المرحب به في السوق، لكن يبدو أن دول أوروبا الغربية ستواجه صعوبة في الفوز بالعقود، نظراً لاستمرار انخفاض الأسعار الروسية وأسعار منطقة البحر الأسود».
وأشار المتداولون إلى أن عرض 30 ألف طن من القمح الروسي بنسبة بروتين 11.5% للتسليم في مارس من البحر الأسود بلغ 240 دولاراً للطن (FOB)، في حين تم عرض 30 ألف طن من القمح الروسي بنسبة بروتين 12.5% بسعر 245 دولاراً للطن.
أما القمح الأوكراني بنسبة بروتين 11.5% للتسليم إلى الموانئ البحرية، فكان يُعرض عند 239 دولاراً للطن (FOB).
وتراجعت المخاوف بشأن تأثير تفشي مرض الحمى القلاعية في ألمانيا الشهر الماضي على الطلب على الحبوب العلفية، بعدما أعلنت وزارة الزراعة الألمانية تخفيف بعض القيود، وأكدت أن التدابير المتخذة لاحتواء تفشي المرض كانت ناجحة.