logo
اقتصاد

حرب ترامب التجارية تُعمّق تدهور معنويات الشركات العالمية

حرب ترامب التجارية تُعمّق تدهور معنويات الشركات العالمية
صورة جوية تظهر سيارات جديدة من علامات تجارية مختلفة جاهزة للبيع في محطة لوجستية للسيارات في إيسن، غرب ألمانيا، في 22 نوفمبر 2024. المصدر: أ ف ب
تاريخ النشر:24 أبريل 2025, 03:36 م

تعاني الشركات في العديد من القطاعات ارتفاعاً في التكاليف، وتُراجع توقعاتها المالية نحو الانخفاض، وتُحذر من تزايد حالة عدم اليقين، في ظل تصاعد الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أربكت سلاسل الإمداد، وأثارت مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي.

وقد سلّطت التصريحات الصادرة اليوم الخميس عن كبريات شركات الأغذية المعلبة الضوء على تزايد القلق في أوساط المديرين التنفيذيين والمستثمرين، وسط مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب وهجماته على رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول إلى تقويض ثقة المستهلكين.

وقال لوران فريكس، الرئيس التنفيذي لشركة «نستله»، خلال مكالمة لمناقشة النتائج المالية لرويترز: «بعض القرارات السياسية والاقتصادية زادت من تقويض ثقة المستهلكين الهشة أصلاً».

أما شركة «يونيليفر»، المصنعة لصابون «دوف»، فقد أشارت خلال إعلان نتائجها أيضاً إلى «تراجع في ثقة المستهلكين» في أسواقها بأميركا الشمالية، وشهدت الأسواق أداءً باهتاً اليوم الخميس، كما تراجع الزخم في ارتفاع الدولار، مع سعي المستثمرين لفهم تداعيات التصريحات المتلاحقة الصادرة عن إدارة ترامب بشأن الرسوم الجمركية وتوجهات «الاحتياطي الفيدرالي».

ورغم تعليق معظم الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً حتى 8 يوليو، لا تزال رسوم بنسبة 10% ورسوم على واردات الألمنيوم والفولاذ والسيارات سارية المفعول، إلى جانب ضرائب باهظة على السلع الصينية، والتي ردّت عليها بكين بإجراءات مماثلة.

تقليص الرسوم الجمركية

ونقلت «رويترز» عن مصدر أن إدارة ترامب تدرس تقليص الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية مؤقتاً في انتظار نتائج المفاوضات بين البلدين. ومع دخول موسم نتائج الربع الأول أسبوعه الثاني، بدأت الشركات في تقييم كلفة هذه الفوضى وتحديد الخطوات اللازمة للحد من تداعياتها.

فقد خفضت كل من شركة «ثيرمو فيشر ساينتيفيك» المصنعة للمعدات الطبية، وشركة «بيبسيكو» العملاقة للمشروبات والوجبات الخفيفة، توقعاتهما للأرباح السنوية، مشيرتين إلى الاضطرابات التجارية كأحد الأسباب الرئيسة.

كما حذّرت «ثيرمو فيشر» من أثر التخفيضات المقترحة في ميزانيات الأبحاث الأكاديمية ضمن خطط إدارة ترامب.

أما «هيونداي موتور» فقد أعلنت تشكيل فريق عمل خاص لمواجهة تداعيات الرسوم الجمركية، وبدأت بالفعل بنقل إنتاج بعض سيارات «توسان» من المكسيك إلى الولايات المتحدة.

وقال متحدث باسم الشركة: «نتوقع استمرار التحديات التجارية بسبب تصاعد الحروب التجارية وعوامل اقتصادية كلية أخرى يصعب التنبؤ بها».

وأضاف أن «هيونداي» تدرس أيضاً نقل إنتاج بعض الطرازات المخصصة للسوق الأميركية من كوريا الجنوبية إلى مواقع أخرى، مع تأكيد أهدافها للربحية السنوية.

وتُشكل «هيونداي» وذراعها «كيا» ثالث أكبر مجموعة سيارات في العالم من حيث المبيعات، ويعتمد ثلث إيراداتهما العالمية تقريباً على السوق الأميركية، فيما تمثل الواردات حوالي ثلثي مبيعات السيارات في هذه السوق.

وفي الصين، قال عملاق التجارة الإلكترونية «جي دي دوت كوم» إن قرابة 3,000 شركة تواصلت معه للاستفادة من صندوقه البالغ قيمته 200 مليار يوان (نحو 27.35 مليار دولار)، والذي أُعلن عنه في 11 أبريل لمساعدة المصدرين على بيع منتجاتهم داخل السوق المحلية خلال العام المقبل.

ثقة المستهلكين تتراجع

في إشارة إضافية إلى تآكل ثقة المستهلكين، صرّح ماغنوس غراث، الرئيس التنفيذي لشركة «إيسيتي» السويدية لصناعة الورق الصحي، لوكالة «رويترز» أن الطلب على منتجات النظافة في أميركا الشمالية تراجع من جانب الفنادق والمطاعم، إذ بات الناس يأكلون في الخارج بشكل أقل، ويترددون في السفر.

وأشارت شركة «نوكيا» المصنعة للهواتف إلى تأثير سلبي مؤقت ناجم عن الرسوم الأميركية، في حين خفّضت شركة «داسو سيستم»، التي تبيع البرمجيات لقطاعات السيارات والطيران والدفاع، توقعاتها لهوامش الأرباح؛ بسبب تقلبات السوق الناتجة عن الرسوم، وهو ما أدى إلى تراجع سهمها.

ورغم أن «نستله» و«يونيليفر» سجلتا مبيعات فصلية تفوقت على التوقعات، إلا أن كلتا الشركتين، إلى جانب منافسين كبار، تتجنب رفع الأسعار في الولايات المتحدة بشكل كبير للحفاظ على عملائهما وتفادي خسارتهم لصالح العلامات التجارية الأرخص.

وقد يُساهم هذا التوجه في تهدئة المخاوف من أن الرسوم الجمركية قد تُشعل التضخم، وتبطئ الاقتصاد الأميركي، رغم أن شركات أخرى مثل «إيسيلور لوكسوتيكا» المالكة لعلامة «راي بان»، و«إل جي إلكترونيكس»، و«إنتر بارفامز» أعلنت عن رفع أسعار منتجاتها في السوق الأميركية أو نيتها القيام بذلك قريباً.

وقال رامون لاغوارتا، الرئيس التنفيذي لشركة «بيبسيكو»، الخميس: «نتوقع مستقبلاً يتّسم بمزيد من التقلب وعدم اليقين، خاصة فيما يتعلق بتطورات التجارة العالمية، وهو ما قد يزيد من تكاليف سلسلة التوريد لدينا».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC