الخميس 24 أبريل 2025 م
شهدت المعنويات في سوق العقارات التجارية في الولايات المتحدة أكبر تراجع لها خلال الربع الأول منذ جائحة «كوفيد-19»، بحسب ما كشفته دراسة استقصائية جديدة، عزت هذا التراجع إلى السياسات الجمركية الجديدة التي أقرّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه «مجلس تمويل العقارات التجارية» (CREFC)، بين 31 مارس و7 أبريل، أن التفاؤل في القطاع تراجع بنسبة 30.5% مقارنة بالربع الرابع من العام 2024، وهو ثاني أكبر انخفاض يُسجل على الإطلاق، ولا يتجاوزه سوى الهبوط الحاد الذي شهده السوق في بداية الجائحة العام 2020.
وأشار الاستطلاع إلى أن 80% من المشاركين يتوقعون تدهور الأوضاع الاقتصادية خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، مقارنة بـ12% فقط في الربع الأخير من 2024. كما توقّع نصف المشاركين تراجعاً في أوضاع سوق العقارات التجارية خلال الفترة ذاتها.
وذكر 6 من كل 10 مشاركين أن تصاعد المخاطر المرتبطة بسياسات الإدارة الأميركية التجارية، وارتفاع التوترات الجيوسياسية، كانا عاملين أساسيين في تدهور توقعاتهم. كذلك، أعرب 60% من المستجيبين بعد ما أُطلق عليه «يوم التحرير» عن قلقهم من ارتفاع تكاليف البناء نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة.
وأفاد نحو 70% من المشاركين أنهم يتوقعون أن يتضرر قطاع المكاتب بسبب إلغاء وزارة الكفاءة الحكومية لعقود الإيجار العقاري الفيدرالية.
من جانبها، قالت ليزا بندرغاست، الرئيسة والمديرة العامة لـ«مجلس تمويل العقارات التجارية»، في بيان صحفي: «الانخفاض الحاد في مؤشر ثقتنا هو، بلا شك، إشارة إلى القلق، ولكن خلف هذه الأرقام، نلاحظ بعض جيوب التفاؤل الحذر، خاصة فيما يتعلق بإمكانية أن تُسهم تخفيضات أسعار الفائدة بتحفيز سوق العقارات الذي بقي مشلولاً خلال معظم العام 2024».
وأضافت بندرغاست: «ما يجعل نتائج هذا الربع كاشفة بشكل خاص هو التباين الصارخ مع مستوى الثقة القياسي المُسجَّل في الربع السابق، وهو ما يبرز مدى سرعة تغيّر المزاج العام في السوق تبعاً لتحولات السياسات الاقتصادية».
ومن بين النقاط الإيجابية التي أوردها الاستطلاع، توقّع 8 من كل 10 مشاركين أن تبقى إصدارات السندات المدعومة برهون عقارية تجارية «CMBS» مستقرة أو تتراجع بشكل طفيف رغم التحديات الحالية، وذلك بعد أداء قوي شهدته هذه الإصدارات في الربع الرابع من العام الماضي، وفقاً لما ذكره المجلس.
