logo
اقتصاد

مسؤول أممي لـ«إرم بزنس»: الحكومات تتعاطى بعشوائية مع الذكاء الاصطناعي

مسؤول أممي لـ«إرم بزنس»: الحكومات تتعاطى بعشوائية مع الذكاء الاصطناعي
اختصار الذكاء الاصطناعي (AI) في ردهة المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي في شنغهاي - الصين يوم 6 يوليو 2023المصدر: رويترز
تاريخ النشر:16 أبريل 2025, 04:35 م

حذّر رئيس قسم التكنولوجيا والابتكار وتنمية المعرفة في «الأمم المتحدة للتجارة والتنمية» أنغيل غونزاليس سانز، من نتائج سلبية لعدم قدرة حكومات عديدة على مواكبة التطور السريع لمجال الذكاء الاصطناعي، وعجزها الحالي عن فهم ما يحدث، أو التكيّف مع ذلك التغيير والاستفادة منه لصالح اقتصاداتها.

ودعا في لقاء خاص مع «إرم بزنس»، الحكومات إلى التحرك العاجل عبر تطوير البنية التحتية، وتعزيز حوكمة البيانات، وإطلاق برامج تدريب وتأهيل.

كما لفت إلى مخاطر وجودية مستقبلية، وأخرى حالية من الذكاء الاصطناعي، تستوجب تعامل الأفراد والحكومات بحذر مع هذه التقنية الناشئة الأسرع نمواً بين مثيلاتها منذ ظهور الإنترنت قبل 25 عاماً، مع تقديرات بوصول حجم هذا النمو إلى 4.8 تريليون دولار في العقد المقبل.

أنغيل غونزاليس سانز رئيس قسم التكنولوجيا والابتكار وتنمية المعرفة في «الأمم المتحدة للتجارة والتنمية» متحدثاً خلال مؤتمر أممي في باكستان يوم  2 ديسمبر 2024
أنغيل غونزاليس سانز رئيس قسم التكنولوجيا والابتكار وتنمية المعرفة في «الأمم المتحدة للتجارة والتنمية» متحدثاً خلال مؤتمر أممي في باكستان يوم 2 ديسمبر 2024 المصدر: موقع الأمم المتحدة

دراسات متناقضة

أقرّ رئيس قسم التكنولوجيا والابتكار، بعدم تساوي تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصادات، مبيناً أن قلة من الاقتصادات المتقدمة بدأت الاستفادة منه بالفعل.

وأشار إلى تناقض العديد من الدراسات حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على أسواق العمل، لأن ما نراه لا يزال قائماً على تجربة محدودة جداً لما يمكن أن تفعله الشركات بهذه التكنولوجيا.

وأضاف: «لا نزال في مرحلة تعلم فيها معظم الشركات كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في أجزاء معينة من أعمالها، وأين قد لا يكون مفيداً، لذلك يجب التعامل مع كلّ التقديرات بحذر شديد».

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة تحذر من ترك الذكاء الاصطناعي رهن نزوات السوق

الأمم المتحدة تحذر من ترك الذكاء الاصطناعي رهن نزوات السوق

 تهديد الوظائف

أوضح سانز أنّ الأمم المتحدة ترجح تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف وفق مسارين تحددهما مهارات الموظف:

  • الأول: الأشخاص ذوو المهارات العالية: يمكن أن يجعلهم أكثر إنتاجية بشكل كبير، وبالتالي يزيد الطلب على ذلك النوع من العمال، ما يؤدّي إلى ظهور فرص عمل جديدة لمن يمتلكون المهارات المناسبة.
  • الثاني: الأشخاص ذوو المهارات المتوسطة: قد يؤدّي الذكاء الاصطناعي إلى فقدان وظائفهم، لأنّ النماذج الحالية قادرة على استبدال ذلك النوع من العمال الذين يمتلكون قدرات معرفية معينة، لكنها ليست كافية لوضعهم في الفئة الأعلى من الكفاءات.

وأكّد وجوب استثمار الحكومات في برامج إعادة التدريب لتجنّب الآثار السلبية، ليتمكّن الموظفون والعمّال من العثور على مجالات لا يؤثر الذكاء الاصطناعي بها بشكل كبير، مضيفاً أنّ المنظمة الأممية لا تتفق مع التوقّعات الأكثر تشاؤماً بشكل عام، فيما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون له تأثير إيجابي على العمالة ومستوى الرفاهية، بعد فترة من التكيّف.

 تفاعل حكومي عشوائي

أشار المسؤول الأممي إلى نقص في فهم الحكومات الإستراتيجي لتطوّر الذكاء الاصطناعي، ما يسفر عنه تفاعلها بشكل عشوائي أحياناً، داعياً إلى ضرورة تلبية الحكومات الاحتياجات التالية:

  • إعداد سياسات للاستثمار في البنية التحتية، ليس فقط للإنترنت، بل أيضاً البنية التحتية الأساسية الأخرى مثل الكهرباء، لأنّ الذكاء الاصطناعي على الأرجح سيزيد بشكل كبير من الطلب على الكهرباء.
  • إعداد سياسات تتعلق بتطوير أطر جيّدة لحوكمة البيانات، مع توازن بين حماية خصوصية الأفراد، واحتياج الشركات إلى توليد القيمة والابتكار من خلال البيانات.
  • التعاون الدولي لحوكمة الذكاء الاصطناعي حول العالم في ظل وجود مخاطر حقيقية. 

كما دعا سانز الحكومات إلى التعاون مع القطاع الخاص من خلال شراكات بين القطاعين، لتطوير فهم ما يحدث من تطورات متسارعة في هذا المجال؛ لأنّ عدم فهم التكنولوجيا يعني عدم القدرة على تطوير سياسات فاعلة حولها.

وأشار في هذا السياق، إلى عدم امتلاك دول عديدة تحليلاً جاداً لنقاط قوّتها وضعفها في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يستوجب حاجتها إلى فهم تلك النقاط أوّلاً، ثمّ القيام بتمارين استشرافية لتوقّع المسار الذي ستسلكه أوضاعها في الأعوام المقبلة.

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة: علينا التحكم بالسلاح النووي لا الذكاء الاصطناعي

الأمم المتحدة: علينا التحكم بالسلاح النووي لا الذكاء الاصطناعي

تجنب مخاطر الذكاء الاصطناعي 

على صعيد آخر، دعا المسؤول الأممي الجمهور إلى فهم الاتجاه الذي تسلكه التكنولوجيا، وماهية التقنيات الرقمية عموماً، والذكاء الاصطناعي خصوصاً، ليكونوا أكثر وعياً بالمخاطر الحقيقية المرتبطة بتلك التكنولوجيا.

وختم بالإشارة إلى مخاطر وجودية مستقبلية من الذكاء الاصطناعي، لناحية أنّ تلك الأنظمة قد تخرج عن السيطرة، وتتسبب بأضرار جسيمة، مبيناً أن مخاطر اليوم تتعلق بأنظمة الذكاء الاصطناعي المتاحة للمستهلكين، والتي قد تولد معلومات خاطئة، ما قد يؤدّي إلى آثار سلبية جدّاً في مجالات مثل الصحة أو الأمن العام.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC