وظائف تُفقد وأخرى تُولد.. الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل سوق العمل
غالبية الدول تفتقد المعرفة وتتعاطى عشوائياً مع التقنية الأكثر نمواً
حذّر رئيس قسم التكنولوجيا والابتكار وتنمية المعرفة في «الأمم المتحدة للتجارة والتنمية» أنغيل غونزاليس سانز، من نتائج سلبية لعدم قدرة حكومات عديدة على مواكبة التطور السريع لمجال الذكاء الاصطناعي، وعجزها الحالي عن فهم ما يحدث، أو التكيّف مع ذلك التغيير والاستفادة منه لصالح اقتصاداتها.
ودعا في لقاء خاص مع «إرم بزنس»، الحكومات إلى التحرك العاجل عبر تطوير البنية التحتية، وتعزيز حوكمة البيانات، وإطلاق برامج تدريب وتأهيل.
كما لفت إلى مخاطر وجودية مستقبلية، وأخرى حالية من الذكاء الاصطناعي، تستوجب تعامل الأفراد والحكومات بحذر مع هذه التقنية الناشئة الأسرع نمواً بين مثيلاتها منذ ظهور الإنترنت قبل 25 عاماً، مع تقديرات بوصول حجم هذا النمو إلى 4.8 تريليون دولار في العقد المقبل.
أقرّ رئيس قسم التكنولوجيا والابتكار، بعدم تساوي تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصادات، مبيناً أن قلة من الاقتصادات المتقدمة بدأت الاستفادة منه بالفعل.
وأشار إلى تناقض العديد من الدراسات حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على أسواق العمل، لأن ما نراه لا يزال قائماً على تجربة محدودة جداً لما يمكن أن تفعله الشركات بهذه التكنولوجيا.
وأضاف: «لا نزال في مرحلة تعلم فيها معظم الشركات كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في أجزاء معينة من أعمالها، وأين قد لا يكون مفيداً، لذلك يجب التعامل مع كلّ التقديرات بحذر شديد».
أوضح سانز أنّ الأمم المتحدة ترجح تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف وفق مسارين تحددهما مهارات الموظف:
وأكّد وجوب استثمار الحكومات في برامج إعادة التدريب لتجنّب الآثار السلبية، ليتمكّن الموظفون والعمّال من العثور على مجالات لا يؤثر الذكاء الاصطناعي بها بشكل كبير، مضيفاً أنّ المنظمة الأممية لا تتفق مع التوقّعات الأكثر تشاؤماً بشكل عام، فيما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون له تأثير إيجابي على العمالة ومستوى الرفاهية، بعد فترة من التكيّف.
أشار المسؤول الأممي إلى نقص في فهم الحكومات الإستراتيجي لتطوّر الذكاء الاصطناعي، ما يسفر عنه تفاعلها بشكل عشوائي أحياناً، داعياً إلى ضرورة تلبية الحكومات الاحتياجات التالية:
كما دعا سانز الحكومات إلى التعاون مع القطاع الخاص من خلال شراكات بين القطاعين، لتطوير فهم ما يحدث من تطورات متسارعة في هذا المجال؛ لأنّ عدم فهم التكنولوجيا يعني عدم القدرة على تطوير سياسات فاعلة حولها.
وأشار في هذا السياق، إلى عدم امتلاك دول عديدة تحليلاً جاداً لنقاط قوّتها وضعفها في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يستوجب حاجتها إلى فهم تلك النقاط أوّلاً، ثمّ القيام بتمارين استشرافية لتوقّع المسار الذي ستسلكه أوضاعها في الأعوام المقبلة.
على صعيد آخر، دعا المسؤول الأممي الجمهور إلى فهم الاتجاه الذي تسلكه التكنولوجيا، وماهية التقنيات الرقمية عموماً، والذكاء الاصطناعي خصوصاً، ليكونوا أكثر وعياً بالمخاطر الحقيقية المرتبطة بتلك التكنولوجيا.
وختم بالإشارة إلى مخاطر وجودية مستقبلية من الذكاء الاصطناعي، لناحية أنّ تلك الأنظمة قد تخرج عن السيطرة، وتتسبب بأضرار جسيمة، مبيناً أن مخاطر اليوم تتعلق بأنظمة الذكاء الاصطناعي المتاحة للمستهلكين، والتي قد تولد معلومات خاطئة، ما قد يؤدّي إلى آثار سلبية جدّاً في مجالات مثل الصحة أو الأمن العام.