اﻷثنين 30 ديسمبر 2024 م
ويثير هطول الأمطار الآمال بحصاد أفضل، بعد أن تأثرت العديد من المزارع بالجفاف والمرض في الأشهر الأخيرة. وعلى الرغم من تراجع الأسعار، فإن نقص الكاكاو لم ينته بعد، لا سيما في كوت ديفوار وغانا، بحسب المحللين.
وأرجع المختصون التراجع السعري إلى مبالغة كبيرة في الارتفاعات المسجلة في الأسابيع الماضية معتبرين أن التصحيح كان ضرورياً. يشار إلى أن العديد من منتجي الشوكولاتة الذين يستخدمون الكاكاو لصنع الحلوى كانوا قد تحوطوا بالفعل ضد تقلبات الأسعار قبل أشهر حتى لا يتعرضوا لأسعار باهظة.
وأبلغت شركة هيرشي مثلاً المستثمرين أن إمدادات الكاكاو الخاصة بها كانت محتجزة لمدة عام - ولكن تقارير بلومبرغ أكدت أن الأسعار أصبحت باهظة الثمن في الفترة الماضية لدرجة أنه حتى التجار لم يعودوا يشترونه. وتعود المبالغة في الصعود في الأسابيع الماضية إلى اضطرار بعض الذين كانت لديهم مراكز بيع على المكشوف إلى إغلاقها، ما ساهم في الارتفاع.
وهناك أسباب تتعلق بالعرض وراء الارتفاع الجنوني. وكان للطقس تأثير واضح على حجم المحصول في كوت ديفوار وكذلك في غانا في الخريف الماضي، وربما كان هذا هو العنصر الأول الذي دفع الأسعار صعوداً.
أما العنصر الثاني الذي أدى إلى هذه الارتفاعات في الأسعار فيعود للطلبات الصناعية الكبيرة التي جاءت في وقت متأخر جدًا. ثم تم تضخيم هذا الوضع برمته من خلال نشاط صناديق التحوط التي تراهن على الصعود.
وقد أدت فترات هطول الأمطار الغزيرة التي أعقبها الجفاف في غرب إفريقيا إلى انخفاض غلة المحاصيل، بالإضافة إلى مرض الجذور المنتفخة الذي يؤثر على صحة أشجار الكاكاو. لكن صحيفة فايننشال تايمز لاحظت أنه نظرا لأن أسعار الكاكاو كانت أقل بكثير لفترة طويلة قبل الارتفاع الأخير، فإن المزارعين لم يكن لديهم المال لمعالجة هذه الأمراض.
ويعد غرب إفريقيا موطناً لعدد من أكثر الدول إنتاجاً للكاكاو على مستوى العالم، والتي تورد محاصيلها الكبرى شركات المنتجات الغذائية مثل "نستله" و"مارس" و"هيرشي" رغم كون تجارة الكاكاو في إفريقيا مثار جدل بسبب حصول المزارعين على حصة قليلة من أرباح هذه الصناعة.
واحتلت كوت ديفوار المركز الأول كأكبر منتج للكاكاو بإنتاج بلغ 2.2 مليون طن سنوياً، أو ما يعادل ثُلث الإنتاج العالمي.
