خفضت وزارة الاقتصاد الروسية توقعاتها لسعر خام «برنت» لعام 2025 بنسبة تقارب 17% مقارنة بتقديراتها السابقة في سبتمبر، وفقاً لوثائق اطلعت عليها وكالة «رويترز».
وأفادت وكالة «إنترفاكس» بأن الوزارة تتوقع في سيناريوهها الأساسي أن يبلغ متوسط سعر خام «برنت» 68 دولاراً للبرميل في عام 2025، مقابل 81.7 دولار في توقعات سبتمبر الماضي.
كما خفّضت الوزارة تقديراتها لسعر خام «أورالز» الروسي، وهو المزيج الرئيس الذي تصدره البلاد، إلى 56 دولاراً للبرميل، مقارنة بـ69.7 دولار كانت الحكومة قد اعتمدتها كأساس لموازنة 2025، وهو أيضاً دون «سعر العتبة» البالغ 60 دولاراً، الذي يحدد مستوى التحويلات إلى «صندوق الثروة الوطني»، وهو صندوق سيادي يُستخدم كاحتياطي مالي.
وقال ممثل عن الوزارة نقلت عنه وكالة «إنترفاكس»: «في السيناريو الأساسي، نفترض أن سعر التصدير سينخفض في مرحلة ما دون السعر المرجعي، ثم يعود للارتفاع. في هذا السياق، لا نستنزف موارد صندوق الثروة الوطني».
ويُعد سعر خام «أورالز» عنصراً أساسياً في الموازنة الروسية، إذ تمثل الإيرادات النفطية والغازية نحو ثلث إجمالي إيرادات الدولة. وأضاف المصدر ذاته: «من الناحية المالية، هذه ظروف صعبة لكنها معتادة».
ويُستخدم صندوق الاحتياطي الروسي، الذي أنشئ لمواجهة الأزمات، كأداة رئيسة لتمويل العجز المزمن في الموازنة. وقد تراجعت السيولة فيه من 112.7 مليار دولار قبل اندلاع النزاع في أوكرانيا إلى نحو 39 مليار دولار حالياً، أي ما يعادل انخفاضاً بنحو الثلثين.
وتُظهر التقديرات الجديدة لسعر خام «أورالز» وسعر صرف الروبل انخفاضاً بنسبة 21.5% في سعر النفط الروسي مقوماً بالروبل، ليبلغ 5,281 روبل للبرميل مقارنة بالتوقعات السابقة.
وكان البنك المركزي الروسي قد حذر في مطلع أبريل من أن أسعار النفط قد تبقى دون التوقعات لعدة سنوات؛ بسبب تراجع الطلب العالمي. وسجل سعر خام «أورالز» أدنى مستوياته منذ عام 2023 مطلع أبريل، حيث تم تداوله عند نحو 53 دولاراً للبرميل، وواصل الانخفاض ليكسر حاجز 60 دولاراً الأسبوع الماضي.
وتراجعت إيرادات النفط والغاز الروسية بنسبة 10% على أساس سنوي في الربع الأول من العام، في حين كان متوسط سعر «أورالز» المقوم بالروبل منذ بداية أبريل أقل بنسبة 31% من المستوى المتوقع، مما أجبر الدولة على بدء بيع العملات الأجنبية للمرة الأولى هذا العام.
وأعلنت الوزارة أنها لا ترى مخاطر بحدوث ركود اقتصادي كبير نتيجة الحروب التجارية التي يخوضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتوقعت نمو الاقتصاد العالمي بنسبة تزيد قليلاً على 2% خلال العام الجاري. ونقلت «إنترفاكس» عن ممثل الوزارة قوله: «العالم لا يقتصر على الولايات المتحدة، وسيُعاد توجيه بعض التدفقات».
وتمسكت الوزارة بتوقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي الروسي عند 2.5%، في حين رفعت توقعاتها للتضخم من 4.5% إلى 7.6%.
كما توقعت الوزارة أن يكون الروبل أقوى قليلاً من تقديراتها السابقة، ليبلغ متوسطه 94.3 روبل للدولار هذا العام، مقابل توقع سابق عند 96.5 روبل.