الرسوم الجمركية.. ضربة قاتلة للطرود الصينية وزلزال في صناعة الدواء

وسع الرئيس الأميركي دونالد ترامب دائرة الحرب التجارية التي تستهدف خصوم وشركاء الولايات المتحدة على حدٍ سواء، لتطال الطرود الصينية الصغيرة التي كانت معفاة من الرسوم منذ ثلاثينيات القرن الماضي، كما أعلن الرئيس نيته زيادة الرسوم المقترحة على واردات الدواء.

جاء ذلك تزامناً والإعلان عن أن الصين باتت تدفع رسوماً جمركية بنسبة 104%، بعدما وقع الرئيس الأميركي أمراً تنفيذياً يقضي برفع الرسوم الجمركية ضد بكين تراكمياً، وفقاً لِما ذكره خلال عشاء اللجنة الجمهورية الوطنية للكونغرس.

الطرود الصغيرة

وقّع ترامب منذ ساعات أمراً تنفيذياً يقضي بمضاعفة معدلات الرسوم الجمركية المعلنة سابقاً على الطرود منخفضة القيمة المصدرة إلى الولايات المتحدة من الصين عبر نظام البريد الدولي، لتقفز من 30% إلى 90%.

وبات من المقرر أن تفرض الولايات المتحدة ضرائب على واردات السلع التي لا تتجاوز قيمتها 800 دولار بمعدل 90% من قيمتها، ارتفاعاً من الخطة السابقة التي كانت تقضي بفرض ضريبة بنسبة 30% من القيمة، وذلك وفقاً للتعديل على الرسوم الجمركية المتبادلة الذي نشره البيت الأبيض اليوم الأربعاء.

كان من المقرر انتهاء الإعفاء الضريبي على السلع ذات القيمة المنخفضة بموجب قانون يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي في الـ2 من مايو المقبل، إلا أن بيان البيت الأبيض أشار إلى أن الزيادة الأخيرة تأتي بعد أن ردت بكين على الجولة السابقة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.

قفزة كبيرة 

قرر الرئيس الأميركي وفقاً للمرسوم الذي تم توقيعه منذ ساعات زيادة معدل الرسوم الجمركية حسب القيمة المنصوص عليها من 30% دخلت حيز التنفيذ الآن، إلى 90% بدءاً من يوم الـ2 من مايو.

وفقاً للمرسوم الرئاسي، فقد تم زيادة الرسوم الجمركية لكل عنصر بريدي يحتوي على بضائع بدءاً من يوم الـ2 من مايو 2025، وحتى الـ1 من يونيو 2025، من 25 دولاراً إلى 75 دولاراً.

من المقرر زيادة الرسوم الجمركية لكل عنصر بريدي يحتوي على بضائع في الأول من يونيو 2025، من 50 دولاراً إلى 150 دولاراً.

وفقاً لبيان البيت الأبيض قال ترامب: «أعلنتُ حالة طوارئ وطنية ناجمة عن الظروف التي تنعكس في العجز التجاري الكبير والمستمر في السلع الأميركية، وفرضتُ رسوماً إضافية حسب القيمة التي رأيتُها ضرورية ومناسبة للتعامل مع هذا التهديد غير العادي والاستثنائي، والذي ينبع كلياً أو جزئياً من خارج الولايات المتحدة».

رسوم الدواء

في الوقت ذاته قال الرئيس الأميركي إنه سيعلن قريباً جداً عن رسوم جمركية كبيرة على المستحضرات الصيدلانية، مواصلاً انتقاده للصين والدول الأخرى التي تتمتع بفائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة، خلال عشاء اللجنة الجمهورية الوطنية للكونغرس أمس الثلاثاء.

بحسب الرئيس الأميركي، فإن الرسوم الجمركية ستدفع شركات الأدوية إلى مغادرة الصين ومراكز التصنيع الأخرى والعودة مسرعة إلى الولايات المتحدة، وكان ترامب طرح في السابق فكرة فرض رسوم جمركية بنسبة 25% أو أكثر على الأدوية.

قصة «الثغرة»

كانت شركات التجارة الإلكترونية الصينية مثل «تيمو» و«شي إن» استفادت من ثغرة الرسوم الضريبية المعروفة باسم «دي-مينيميس» لدخول السوق الأميركية من دون رسوم جمركية.

وألغى الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، في فبراير الماضي الإعفاء الذي كان يسمح للسلع الصينية التي تبلغ قيمتها 800 دولار أو أقل بالدخول إلى الولايات المتحدة دون الحاجة إلى دفع رسوم أو بعض الضرائب.

جاء ذلك بعدما واجهت «الثغرة الضريبية» تدقيقاً متزايداً في السنوات الأخيرة حيث استخدمتها شركات التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة للوصول إلى ملايين العملاء في الولايات المتحدة، وفقاً لتقارير أميركية.

بحسب تقرير أصدرته لجنة الكونغرس الأميركي المعنية بالصين في عام 2023، فإن ما يقرب من نصف الطرود التي دخلت الولايات المتحدة ضمن الشحنات الضئيلة أُرْسِلَت من الصين.

كما أشار التقرير إلى أن التدفق الكبير للطرود التي تدخل البلاد من خلال هذا الإعفاء جعل من الصعب على نحو متزايد فحصها بحثاً عن بضائع غير قانونية محتملة.