تحبس الأسواق العالمية أنفاسها، ويعد المستثمرون الدقائق، قبل ساعات من انتخابات الرئاسة الأميركية التي يبدو أنها لن تكون سهلة، أو لن تمر نتائجها بسهولة، فيما تعود إلى الأذهان مشاهد من انتخابات عام 2000، التي وضعت الأسواق في حالة من التقلب الشديد، حتى ظهرت نتائجها النهائية بعد أكثر من شهر.
في الوقت ذاته يرى البعض أنها قد تكون انتخابات سريعة النتائج كعام 2016، حينما اعترفت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالهزيمة فجر يوم الانتخابات.
وبين سيناريو الحسم السريع والتقلب لأسابيع، تسيطر على الأسواق حالة من عدم اليقين، والتي بدأت آثارها تظهر بشكل تقلبات للأسهم وارتفاع للذهب إلى مستويات قياسية لاعتباره ملاذاً للتحوط.
يعد مثال انتخابات عام 2000، التي استغرقت أكثر من شهر حتى استقرت لصالح الجمهوري جورج دبليو بوش بالفوز على الديمقراطي آل غور، النموذج الأكثر إزعاجاً للمستثمرين.
في عام 2000 انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز» الأوسع نطاقاً أكثر من 8% بفعل حالة عدم اليقين عقب الانتخابات التي انتهت بإعلان جورج دبليو بوش (الابن) رئيساً للولايات المتحدة وهزيمة منافسه آل غور، بعد أسابيع من التقاضي أمام المحكمة العليا الأميركية.
في الوقت ذاته تغذي نتائج الاستطلاعات حالة عدم اليقين، فقبل ساعات من الانتخابات، تكشف الاستطلاعات الأحدث عن منافسة محتدمة بين الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب والنائبة الحالية للرئيس جو بايدن الديمقراطية كامالا هاريس.
وفقاً لمذكرة بحثية صدرت عن مؤسسة «نيد دافيز ريسيرتش» الأميركية (Ned Davis Research) قد يتعين على المستثمرين التعامل مع حالة عدم يقين ممتدة تؤثر على الأسواق كما حدث في الماضي.
وكتب كبير استراتيجيي الأسهم الأميركية لدى «نيد دافيز ريسيرتش»، إد كليسولد: «بدأت السوق بالتراجع في ظل حالة عدم اليقين السياسي، وربما تواصل تلك الخلفية السلبية التأثير على مشاعر المتداولين لأسابيع».
حسب المذكرة التي نشرها موقع «ماركت ووتش»، من المفترض أن يكون يوم الانتخابات حدثاً يستمر يوماً واحداً، لكن إذا كانت استطلاعات الرأي متقاربة إلى درجة كبيرة، فإن نتائج السباق الرئاسي في الخامس من نوفمبر قد لا تكون معروفة إلا بعد أيام أو حتى أسابيع».
فيما يسيطر الغموض بشأن توجهات الرئيس المقبل خصوصاً إن كان الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يتبنى سياسات تعزز الحمائية التجارية وترفع الدولار؛ ما يؤدي إلى قفزة في أسعار السلع المقومة بالعملة الأميركية.
في الوقت ذاته قال الخبير الاقتصادي المالي ديفيد روزنبرغ في مقال له على موقع «إكس»: «إن انتخابات عام 2000 ينبغي أن تكون نموذجاً حاضراً للمستثمرين قبل بدء انتخابات يوم الثلاثاء».
كما نصح روزنبرغ المستثمرين بعدم السهر حتى وقت متأخر من يوم 5 نوفمبر؛ لأن النتائج لن تكون معروفة في تلك الليلة أو حتى في اليوم التالي.
قال روزنبرغ: «ستكون هذه الانتخابات أم كل الانتخابات المتنازع عليها، وستمتلئ بإعادة فرز الأصوات والطعون القانونية».
وأضاف الخبير الاقتصادي المالي: «ستكون انتخابات هذا الأسبوع أشبه بالصراع بين آل غور وجورج بوش في نوفمبر 2000»، فيما خاطب المستثمرين: «تذكروا أن فترة عدم اليقين السياسي استمرت شهراً كاملاً حتى أعلنت المحكمة العليا النتائج».