بينما تواصل شركة «بيركشاير هاثاواي» التابعة للملياردير الأميركي وارن بافيت، جمع النقد، يتحرك السوق في الاتجاه المعاكس، إذ خفض مديرو الصناديق حيازاتهم النقدية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2010.
ووفقاً لأحدث استطلاع شهري لمديري الصناديق أجراه «بنك أوف أميركا» (BofA) انخفضت مخصصات النقد كنسبة مئوية من المحافظ إلى 3.5% في فبراير، وهو أدنى مستوى لها منذ 15 عاماً.
وأدى هذا الانخفاض إلى تفعيل إشارة البيع لـ«بنك أوف أميركا»، والتي تحدث عندما تنخفض مستويات النقد إلى 4% أو أقل، بينما يتم تفعيل إشارة الشراء عندما تصل الحيازات النقدية إلى 5% على الأقل.
وشمل الاستطلاع 205 من مديري الصناديق الذين يديرون أصولاً بقيمة 482 مليار دولار، وفقاً لما أفاد به تقرير منصة «ماركت واتش».
في المقابل، تواصل «بيركشاير هاثاواي» ومقرها الرئيس في ولاية نبراسكا الأميركية، تكديس النقد، إذ وصلت احتياطياتها إلى 325 مليار دولار في شهر سبتمبر 2023.
كما لم يحدد أحدث إفصاح «13F-» للشركة، الذي صدر في وقت متأخر من يوم الجمعة، حجم النقد الحالي، لكنه أكد أنها لم تقم بأي عمليات شراء كبيرة للأسهم المدرجة في الولايات المتحدة خلال هذه الفترة.
من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر معنويات المستثمرين لـ«بنك أوف أميركا»، الذي يأخذ في الاعتبار مخصصات الأسهم وتوقعات النمو العالمي، ليصل إلى 6.4 في شهر فبراير الجاري، مقارنة بـ 6.1 في يناير، لكنه لا يزال أقل من الذروة التي سجلها في ديسمبر 2016 بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب.
وشهدت تحركات المستثمرين تغييرات ملحوظة في فبراير الجاري، إذ زاد مديرو الصناديق من استثماراتهم في أسهم منطقة اليورو والسندات والقطاعات الدفاعية، بينما خفضوا مخصصاتهم لأسهم التكنولوجيا والأسهم بشكل عام والبنوك.
وعلى الرغم من هذه التعديلات، لا يزال المستثمرون يزيدون مخصصاتهم للأسهم والبنوك والرعاية الصحية والسوق الأميركية، بينما يقللون من مخصصاتهم لأسواق المملكة المتحدة والموارد والسندات.
كما تحسنت التوقعات الاقتصادية، إذ ارتفعت احتمالات الهبوط الناعم، أي تباطؤ النمو دون الدخول في ركود، لأول مرة منذ 5 أشهر، إلى 52% من 50%.
وفي الوقت نفسه، انخفضت توقعات «عدم الهبوط»، حيث يظل النمو قوياً دون تباطؤ، من أعلى مستوياتها خلال 21 شهراً، بينما ظلت احتمالات الهبوط الحاد منخفضة عند 6% فقط.
أشار مديرو الصناديق، فيما يتعلق بأكبر المخاطر التي تهدد الأسواق، إلى أن اندلاع حرب تجارية عالمية يُعد الخطر الأكبر على الأصول الخطرة، يليه الارتفاع غير المنضبط في عوائد السندات ورفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
كما رأى المستثمرون أن الذهب هو الأصل الأفضل أداءً في سيناريو الحرب التجارية، أما أكثر التداولات ازدحاماً في شهر فبراير، فقد بقيت أسهم السبعة العظماء (Magnificent Seven) في قطاع التكنولوجيا الأكثر شيوعاً، إذ اختارها 56% من المشاركين في الاستطلاع، تلتها المراكز الطويلة في الدولار الأميركي والعملات الرقمية.
رغم هذه التغيرات، لا تزال المؤشرات الأميركية الرئيسة تحوم بالقرب من مستوياتها القياسية، إذ أنهى مؤشر« إس آند بي 500» تداولات يوم الجمعة عند ثالث أعلى إغلاق في تاريخه، بعد أن ارتفع بنسبة 4% منذ بداية العام.
كما لا يزال مؤشر «داو جونز» الصناعي و«ناسداك المركب» ضمن نطاق 1% من أعلى مستوياتهما على الإطلاق.