يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الدخول سريعاً في مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، وفق ما صرّح به مفوض التجارة الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، الثلاثاء.
وأكد أن الاتحاد سيحمي مصالحه خلال هذه المفاوضات، كما شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين.
وأشار شيفتشوفيتش، خلال حديثه قبيل اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي المعنيين بالتجارة والتنافسية، إلى أنه يسعى إلى «التزام سريع» في هذا الشأن، مع انتظار تأكيد تعيين هاوارد لوتنيك، الذي اختاره ترامب لمنصب وزير التجارة الأميركي.
وقال شيفتشوفيتش للصحفيين: «نحن مستعدون للانخراط فوراً، ونأمل أن نتمكن، من خلال هذا الالتزام المبكر، من تفادي الإجراءات التي قد تعرقل العلاقة التجارية والاستثمارية الأهم على مستوى العالم».
من جانبها، أوضحت فون دير لاين أن الأولوية الأولى للمفوضية الأوروبية هي العمل على الملفات التي تتلاقى فيها مصالح الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مثل سلاسل التوريد الحيوية والتقنيات الناشئة.
وفي خطاب ألقته في بروكسل، أكدت فون دير لاين استعداد الاتحاد الأوروبي للدخول في مفاوضات صعبة لتجاوز العقبات وبناء شراكة أقوى، وقالت: «سنتعامل مع الأمر بانفتاح وبراغماتية، لكننا في الوقت ذاته سنكون واضحين تماماً بأننا سنحمي دائماً مصالحنا، وبأي وسيلة ضرورية».
وأشار مسؤولون أوروبيون إلى أن الاتصالات مع إدارة ترامب كانت محدودة حتى الآن، موضحين أن المسؤولين الذين تم تعيينهم في مناصب بارزة لا يمكنهم التفاوض رسمياً مع نظرائهم الأجانب قبل تثبيت تعيينهم رسمياً، ولم يجرِ أي اتصال بين فون دير لاين وترامب منذ توليه منصبه.
وجاء اجتماع الاتحاد الأوروبي في وارسو بعد ساعات من دخول رسوم جمركية أميركية إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية حيز التنفيذ، ما دفع الصين إلى اتخاذ إجراءات انتقامية. كما كان من المقرر فرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك يوم الثلاثاء، لكن البلدين حصلا على مهلة مدتها 30 يوماً.
وأكد ترامب أن الاتحاد الأوروبي سيكون الهدف التالي، إذ أعرب مراراً عن استيائه من العجز التجاري الأميركي مع التكتل، الذي يضم 27 دولة.
من جانبه، أوضح شيفتشوفيتش أن هذا العجز، بما في ذلك تجارة الخدمات، يبلغ حوالي 50 مليار يورو، أي ما يعادل 3% من إجمالي حجم التبادل التجاري السنوي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والذي يصل إلى 1.5 تريليون يورو، كما أشار إلى أن أربعة ملايين وظيفة على جانبي الأطلسي تعتمد على هذه العلاقة التجارية المفتوحة.
وأضاف: «نعتقد أن الحوار البناء والمناقشات يمكن أن تساعدنا على حل هذه القضية»، ولم يتطرق شيفتشوفيتش إلى تفاصيل استراتيجية التفاوض الأوروبية، لكن بعض الوزراء قدموا وجهات نظرهم حول كيفية تعامل الاتحاد مع الموقف.
وقال وزير الخارجية اللوكسمبورغي، كزافييه بيتيل، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء خلال الولاية الأولى لترامب: «يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي موحداً وقوياً، وألا يبدأ المفاوضات بتقديم تنازلات».
وأضاف: «نحن لسنا في سوق شعبي. لا نقدم عروضاً، بل نستمع ونتبادل الآراء، ونعبر عن مواقفنا. لا مجال للتقديم المسبق للعروض». من جهته، شدد وزير التجارة الأيرلندي، بيتر بورك، على أنه ليس من المجدي تقديم تنازلات في هذه المرحلة من المفاوضات.