logo
اقتصاد

ليلة «الفيدرالي».. ما السيناريوهات المتوقعة وهل تحدث المفاجأة؟

ليلة «الفيدرالي».. ما السيناريوهات المتوقعة وهل تحدث المفاجأة؟
رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول خلال قمة «نيويورك تايمز» السنوية في مدينة نيويورك الأميركية يوم 4 ديسمبر 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:18 ديسمبر 2024, 08:32 ص

يعلو اليوم صوت جيروم باول رئيس لجنة السوق المفتوحة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي)، التي اجتمعت على مدار يومين لإصدار قرار الفائدة الأخير للعام الجاري.

رغم أن القرار يبدو محسوماً على نطاق واسع، فإن الأسواق على مختلف قطاعاتها تراقب عن كثب، التصريحات و«التلميحات» التي سيطلقها رئيس «الفيدرالي» بعد نصف ساعة من صدور القرار.

بدأ «الفيدرالي» رحلة التحول إلى التيسير النقدي في سبتمبر الماضي، عندما فاجأ الأسواق بخفض 50 نقطة أساس، وفي الاجتماع التالي خُفِّضَت الفائدة 25 نقطة أساس أخرى.

ينتظر المتداولون اليوم ليلة حافلة مع قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي» تشمل:

◄ قرار الفائدة، وبيان الفائدة الصادر عن لجنة السوق المفتوحة.
◄ المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك جيروم باول.
◄ التوقعات الاقتصادية الفصلية للربع الثاني.

في اجتماع سبتمبر الماضي، أوضح رئيس «الفيدرالي» أن البنك يتوقع تخفيضات في حدود 50 نقطة أساس العام الجاري بعدما خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى حينذاك، مشيراً إلى أن البنك يتوقع خفض الفائدة 100 نقطة أساس في العام المقبل 2025.

أخبار ذات صلة

الأسواق تترقب.. أين وصل خلاف ترامب ورئيس «الفيدرالي»؟

الأسواق تترقب.. أين وصل خلاف ترامب ورئيس «الفيدرالي»؟

 السيناريو الأول 

يتمثل السيناريو الأول في خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

وفي هذا السيناريو يشير «الفيدرالي» إلى مخاوف بشأن عودة التضخم للارتفاع واستمرار قوة سوق العمل، ونمو التوظيف؛ ما يعني أن الاقتصاد قادر على استيعاب الفائدة المرتفعة.

في الوقت ذاته قد يدفع الاحتمال السابق البنك إلى التوقف عن خفض الفائدة، وقد يدعم الدولار الأميركي، ويؤدي إلى انخفاض أسعار الذهب والأسهم الأميركية والعملات الرقمية.

السيناريو الثاني

يتمثل السيناريو الثاني في خفض الفائدة 25 نقطة أساس.

وفي هذا السيناريو يشير «الفيدرالي» أو يلمح إلى استمرار خفض الفائدة تدريجياً في العام المقبل، خصوصاً إذا تراجعت الضغوط التضخمية بشكل أكبر، وانحسرت مخاوف ارتفاع الأسعار.

كما يفتح الاحتمال السابق الباب أمام المزيد من التخفيضات في هذه الحالة، إذ قد يتراجع الدولار، بينما ترتفع أسعار الذهب والنفط والأسهم والعملات الرقمية.

السيناريو الثالث (المفاجأة)

يتمثل السيناريو الثالث في الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.

وفي هذا السيناريو يشير «الفيدرالي» إلى مخاوف عودة الضغوط التضخمية مع التلميح إلى تأثير الرسوم الجمركية التي تعتزم إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب تطبيقها.

هذا السيناريو سيعمد فيه رئيس «الفيدرالي» إلى سياسته المعتادة بشأن الصبر والتأني ومتابعة البيانات الاقتصادية، مع الإشارة إلى انفتاح البنك على اتخاذ إجراءات صارمة إذا ارتفع التضخم، أو تباطأت سوق العمل.

البيانات

قدمت البيانات الاقتصادية الأخيرة مزيجاً من التضخم المرتفع، وتحسن سوق العمل؛ ما يدفع «الاحتياطي الفيدرالي» إلى تبني نهج أكثر حذرًا في قراراته بشأن أسعار الفائدة.

سجل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي نمواً بنسبة 0.3% على أساس شهري و2.7% سنوياً خلال سبتمبر؛ ما يشير إلى قوة الإنفاق الاستهلاكي الأميركي.

بينما أظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع على أساس سنوي بنسبة 2.7% خلال شهر نوفمبر، مطابقاً لتوقعات الأسواق، لكنه سجل زيادة طفيفة مقارنة بالشهر الماضي.

في حين قدمت سوق العمل صورة متباينة، حيث أضاف الاقتصاد 227 ألف وظيفة جديدة في نوفمبر، متجاوزاً التوقعات التي أشارت إلى 200 ألف وظيفة، إلا أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.2%.

أخبار ذات صلة

هل اقتنعت الأسواق بتصريحات رئيس «الفيدرالي»؟.. سعر الدولار يُجيب

هل اقتنعت الأسواق بتصريحات رئيس «الفيدرالي»؟.. سعر الدولار يُجيب

اقتصاد قوي

قال رئيس «الفيدرالي» جيروم باول الشهر الجاري: «إن الاقتصاد أقوى مما توقعه البنك المركزي في سبتمبر عندما بدأ في خفض أسعار الفائدة، في إشارة، على ما يبدو، إلى دعمه لتقليص وتيرة التخفيضات في المستقبل».

أضاف باول: «لا داعي لأن يتعجل البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة»، معللاً ذلك بأن الاقتصاد ينمو بوتيرة ثابتة وسوق العمل القوية، إضافة إلى استقرار التضخم عند مستويات أعلى من الهدف البالغ 2%.

في الوقت ذاته أظهر بعض أعضاء «الفيدرالي» قلقهم إزاء المبالغة في خفض أسعار الفائدة بالأخص بعد صعود دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، حيث يميل الرئيس المنتخب إلى أسعار الفائدة المرتفعة. 

توقعات

توقعت بنوك «غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي»، أن يتجه «الاحتياطي الفيدرالي» إلى خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل.

استبعد «غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي» أي خفض إضافي في يناير المقبل؛ بسبب استمرار قوة سوق العمل وثبات معدلات التضخم، مع الإشارة إلى تباطؤ التخفيضات.

قال كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في «جي بي مورغان تشيس «، مايكل فيرولي، إن «الفيدرالي» سيخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى 4.25% -4.5% يوم الأربعاء، وسيشير إلى خفض بمقدار 75 نقطة أساس في عام 2025 يبدأ في مارس وليس يناير.

كما تتوقع شركة «نومورا» للأوراق المالية خفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط في عام 2025، خلال شهر مارس، بحجة أن الرئيس المنتخب ترامب سيفرض سريعاً تعريفات جمركية صارمة تعمل على تجميد التضخم فوق هدف «الاحتياطي الفيدرالي».

وقالت رئيسة إستراتيجية الائتمان الأميركية في «بي إن بي باريبا»، ميغان روبسون إن شركتها تتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، ولكن لا خفض على الإطلاق في عام 2025، مع وضع المخاطر المرتفعة للرسوم الجمركية في الاعتبار.

من جهته اعتبر رئيس إستراتيجية الاقتصاد الكلي لأميركا الشمالية في بنك «ستاندرد تشارترد»، ستيفن إنغلاندر، أن «الاحتياطي الفيدرالي» سيخفض أسعار الفائدة في يناير. 

أما المتعاملون في أسواق المشتقات، فتوقعوا خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، يليه خفض في يناير، وخفض بمقدار 50 نقطة أساس في العام المقبل.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC