هل اقتنعت الأسواق بتصريحات رئيس «الفيدرالي»؟.. سعر الدولار يُجيب

انخفض سعر الدولار اليوم الخميس، رغم التصريحات الواثقة التي أطلقها رئيس مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) بشأن قوة الاقتصاد الأميركي، وأن مهمة البنك هي ضرورة الحفاظ على هذه القوة.

جاءت تراجعات اليوم، مع ارتفاع ثقة المستثمرين في خفض أسعار الفائدة، رغم تعليقات رئيس «الفيدرالي» جيروم باول، حيث أظهرت تباطؤ نشاط قطاع الخدمات في نوفمبر بعد تحقيق مكاسب في الأشهر الأخيرة.

خلال الأشهر القليلة تباينت بيانات الوظائف في الولايات المتحدة الأميركية ما بين التوسع في شهر والانكماش في آخر، إضافة إلى أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات الخدمي التي أظهرت تباطؤاً على غير المتوقع في الشهر الماضي.

في غضون ذلك تراقب الأسواق عن كثب بيانات حاسمة غداً والأسبوع المقبل، حيث تأتي بيانات الوظائف غير الزراعية التي يرقبها «الفيدرالي» باهتمام، إضافة إلى بيانات التضخم.

الأسعار اليوم

انخفض مؤشر الدولار الرئيس الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسة بنحو 0.3% وصولاً إلى مستويات الدعم المهمة عند 106 نقاط.

عند نهاية تعاملات أمس، تراجعت العملة الأميركية بأقل من 0.1% نزولاً من مستويات 106.36 نقطة وصولاً إلى مستويات 106.32 نقطة.

قلص من تراجع العملة الأميركية، انخفاض اليورو، صاحب الوزن النسبي الأكبر في مؤشر الدولار، بعد الانهيار المتوقع على نطاق واسع للحكومة الفرنسية، ما أثار مخاوف بشأن ثاني أكبر قوة اقتصادية في منطقة اليورو.

في المقابل ارتفع الين مقابل نظيره الأميركي إلى 150.345 ين للدولار مع ترقب المستثمرين لفرص إقدام بنك اليابان على رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق الشهر الجاري، وترجح الأسواق احتمالات بنسبة 60% رفع أسعار الفائدة في ديسمبر.

تسعير الفائدة

ارتفعت توقعات خفض الفائدة في اجتماع «الفيدرالي» الشهر الجاري، بعدما أظهرت بيانات معهد إدارة التوريد الصادرة، تسجيل مؤشر مديري المشتريات الخدمي 52.1 نقطة في نوفمبر انخفاضاً من 56 نقطة خلال أكتوبر، دون التوقعات التي رجحت تسجيله 55.7 نقطة.

إلى ذلك ازدادت المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي، بعدما أظهرت البيانات انخفاض مؤشر التوظيف إلى 51.5 نقطة في نوفمبر من 53 نقطة في أكتوبر، فيما بلغت قراءة مؤشر الطلبيات الجديدة 53.7 نقطة بانخفاض 3.7 نقطة على أساس شهري.

توقع المستثمرون خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي في اجتماع البنك المركزي يومي 17 و18 ديسمبر، وفقا لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي».

كما ترجح أداة «فيد ووتش» لتتبع الفائدة أن الأسواق ترى حالياً احتمالاً نسبته 73% لخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الشهر الجاري.

تصريحات باول 

قال رئيس «الفيدرالي» في كلمة معدة للنشر أمس: «إن (بيتكوين) مثل الذهب ولا يستخدمها الناس وسيلة للدفع، بل مخزناً للقيمة، وهي ليست منافساً للدولار»، كما أكد أنه لا يملك شخصياً عملات مشفرة بسبب القواعد المنظمة لسلطات البنك.

أضاف باول: «لا نعرف مدى وقوة تأثير سياسة التعريفات الجمركية الخاصة بالرئيس ترامب، وسنحلل ونقيم أثرها المحتمل».

كما أوضح باول أنه يشعر بارتياح كبير تجاه موقف السياسة النقدية الحالية، مؤكداً ثقته بقدرة الاحتياطي «الفيدرالي» على تحقيق التوازن بين دعم النمو الاقتصادي والسيطرة على التضخم.

في الوقت ذاته أكد محافظ الاحتياطي «الفيدرالي» أن الاقتصاد يتمتع بحالة استثنائية، إذ ينظر العالم بإعجاب كبير إلى الاقتصاد الأميركي، ويعتبره نموذجا للاستقرار والمرونة، وقال باول: «سنفعل كل ما يلزم للحفاظ على استقرار الاقتصاد الأميركي وتعزيز قوته».

باول ذكر أيضاً: «مخاطر التباطؤ الاقتصادي تبدو أقل مما كان متوقعاً في السابق، ما يمنح الاحتياطي (الفيدرالي) الأميركي مساحة كافية لتوخي الحذر في تحديد المستوى المناسب للأسعار المحايدة التي تدعم استقرار الاقتصاد».