انخفض عدد منصات التنقيب عن النفط على مستوى العالم، بحسب بيانات شركة الخدمات النفطية "بيكر هيوز"، بحوالي 51 منصة ليصل إلى 1675 منصة في مايو، مقارنة مع 1726 منصة خلال أبريل، في إشارة حمراء لأسعار النفط التي تتعرض للعديد من الضغوط؛ ما دفعها للانخفاض للأسبوع الثالث على التوالي.
وأظهر أحدث تقرير لشركة الخدمات النفطية تراجع عدد منصات التنقيب في الشرق الأوسط بمقدار منصتين فقط إلى 341 منصة، خلال مايو على أساس شهري، بينما ارتفع مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضح تقرير بيكر هيوز أن عدد منصات التنقيب عن النفط والغاز حول العالم- باستثناء أميركا وكندا- انخفض بمقدار 25 منصة إلى 953 منصة على أساس شهري خلال مايو.
تراجع عدد منصات التنقيب في الشرق الأوسط منصتين ليصل إلى 341 منصة خلال مايوبيكر هيوز
في أميركا
تراجع عدد المنصات النشطة للتنقيب عن النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنتهي في السابع من يونيو الجاري، كما تراجع عدد منصات الغاز الطبيعي.
وأظهرت بيانات شركة "بيكر هيوز" أن عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة انخفض خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة بمقدار 4 منصات إلى 492 منصة.
في غضون ذلك، كشفت بيانات شركة الخدمات النفطية انخفاض عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بمقدار منصتين إلى 98 منصة.
اقرأ أيضاً- أسعار النفط تتقلب.. والمضاربون على الصعود يراهنون على تعهدات أوبك+
هبوط الأسعار
وانخفضت أسعار النفط في الأسبوع الماضي بينما كانت قد سجلت 5 تراجعات متتالية حتى منتصف الأسبوع، لتتداول دون أدنى مستوياتها في أربعة أشهر قرب 77 دولاراً للبرميل لخام برنت القياسي، ودون 73 دولاراً لخام غرب تكساس.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي لشهر أغسطس 0.3%، لتصل إلى 79.62 دولارًا للبرميل، وسجلت خسائر أسبوعية بنسبة 1.8%.
في غضون ذلك، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي لشهر يوليو بنسبة 0.02%، لتصل إلى 75.53 دولارًا للبرميل، وتراجعت خلال أسبوع بنسبة 1.9%.
ودخل النفط في سلسلة من التراجعات بدأت منذ الأسبوع قبل الماضي مع بيانات المخزون الأميركية، التي كشفت عن زيادة غير متوقعة في مخزون الوقود؛ ما قدّم للأسواق إشارة سلبية جديدة على تباطؤ الطلب في أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم، جنبا إلى جنب مع إشارات التباطؤ القادم من الصين ثاني أكبر المستهلكين عالميا.
عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة ينخفض خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة بمقدار 4 منصات إلى 492 منصةبيكرهيوز
مؤشرات سلبية
أظهرت بيانات أميركية أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي، في إشارة على تجاوز الإمدادات للطلب.
وكشفت أرقام معهد النفط الأميركي ارتفاع مخزونات الخام بأكثر من أربعة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 31 مايو، مقابل توقعات المحللين بانخفاض قدره 2.3 مليون برميل.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت مخزونات البنزين أكثر من أربعة ملايين برميل، وهو ما يزيد كثيرا على الزيادة البالغة مليوني برميل التي توقعها المحللون.
اقرأ أيضاً-احتياطيات الصين تفوق التوقعات.. 3.233 تريليون دولار و 72.8 مليون أونصة ذهب
تحت الضغط
اتفقت مجموعة "أوبك+"، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، في مقدمتهم روسيا، يوم الأحد، على تمديد معظم تخفيضات إنتاج النفط حتى 2025، لكنها تركت مجالا لإلغاء التخفيضات الطوعية من ثمانية أعضاء تدريجيا اعتبارا من أكتوبر.
علاوة على ذلك، ترتفع الإمدادات من منتجين من خارج "أوبك" مثل الولايات المتحدة، مع انخفاض متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة 5.8 سنتا للغالون الواحد إلى 3.50 دولارا للغالون؛ ما يزيد المخاوف بشأن تجاوز المعروض لنمو الطلب.
وكتب المحلل الإستراتيجي للسوق في "أي جي، يب" جون رونغ في مذكرة : "أسعار النفط تواجه ضغوطا في الآونة الأخيرة، إذ تأثرت قصة العرض بتوجيهات "أوبك+" لبدء تفكيك بعض تخفيضات الإنتاج بدءا من أكتوبر".
مخزونات الخام ترتفع أكثر من 4 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 31 مايو، مقابل توقعات المحللين بانخفاض قدره 2.3 مليون برميلبيانات معهد البترول
رياح معاكسة
وقال رونغ: "يأتي قرار "أوبك+" في حين أن ظروف الطلب لم تكن مدعومة بشكل جيد مع أنشطة التصنيع الأميركية الأضعف من المتوقع".
وأظهرت بيانات أميركية تباطؤ نشاط الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة للشهر الثاني على التوالي في مايو، مع انخفاض الإنفاق على البناء بشكل غير متوقع للشهر الثاني في أبريل.
وأضاف رونغ: "قد يؤدي المزيد من الضعف الاقتصادي إلى انخفاض أسعار النفط؛ مما قد يمهد الطريق لإعادة اختبار الحد الأدنى من نطاقه الذي دام شهرًا عند مستوى 72 دولارا".
اقرأ أيضاً- إنفاق ينكمش وعملة تتآكل.. هل يصمد بنك اليابان أمام معاناة الأُسَر؟
ضعف عام
وفي مذكرة حديثة، ذكر محلل "سبارتا كوموديتيز"، نيل كروسبي، أن المخاوف بشأن محركات الاقتصاد الكلي من أكبر مستهلك للنفط في العالم من المرجح أن تستمر في دفع الأسعار على المدى القريب.
وقال كروسبي: "السوق الأوسع نطاقا يتزايد قلقها بشأن الطلب على النفط من قبل المستهلك الأميركي والمستعمِل النهائي في الولايات المتحدة".
القصد كان دائمًا إبطاء عودة البراميل وعدم دفع السوق إلى حالة من الفوضى مع زيادة العرضرئيسة أبحاث السلع الأساسية في آر بي سي هيليما كروفت
تحت الضغط
كتبت رئيسة أبحاث السلع الأساسية في "آر بي سي"، هيليما كروفت: "لا يزال خام برنت تحت الضغط مع استمرار بعض أركان السوق في النظر إلى الجدول الزمني المقترح لتقليص التخفيضات الطوعية الذي اقترحته أوبك بوصفه التزامًا بزيادة 500 ألف برميل يوميا في الربع الرابع من عام 2024، بغض النظر عن توقعات النفط الأساسية أو المعنويات التي تأتي في نهاية الصيف".
وأشارت كروفت إلى أن تصريحات وزير الطاقة السعودي تخفف الضغط نسبيا على الأسعار، إذ قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان: " إن "أوبك+" سيوقف مؤقتًا تفكيك التخفيضات أو يعكسها إذا لم يكن الطلب قويا بما يكفي لاستيعاب المزيد من البراميل".
وقالت كروفت: "القصد كان دائمًا إبطاء عودة البراميل وعدم دفع السوق إلى حالة من الفوضى مع زيادة العرض".
اقرأ أيضاً- بيانات صينية تفوق التوقعات.. إشارات قوية على التعافي
تجاوب "أوبك +"
قال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، خلال منتدى اقتصادي في سان بطرسبرغ: "إنه اتفاق مدته عام ونصف العام، وبه كل الآليات، وبعض هذه الآليات ليست جديدة، حيث استخدمناها من قبل، خاصة مسألة التوقف أو عكس السياسة".
بدوره، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن اتفاق "أوبك+" الحالي يساعد على تحقيق التوازن بين العرض والطلب ويوفر اليقين لأسواق الطاقة، وقال: "قد نعدله إذا لزم الأمر، ونحن مستعدون للرد بسرعة على عدم اليقين في السوق".
واتفق أعضاء "أوبك+"، يوم الأحد الماضي، على الإنهاء التدريجي لعمليات الخفض الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا على مدار عام بدءًا من أكتوبر، ووافقوا أيضًا على الحفاظ على تخفيضات أخرى تبلغ 3.66 مليون برميل يوميًا حتى نهاية عام 2025.
وانخفض النفط هذا الأسبوع، إذ لامس خام "برنت" القياسي أدنى مستوى في أربعة أشهر دون 77 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء، وسط مخاوف من تأثير زيادة العرض.
