logo
طاقة

كيف يربك انقلاب النيجر حسابات أكبر اقتصادات إفريقيا؟

كيف يربك انقلاب النيجر حسابات أكبر اقتصادات إفريقيا؟
تاريخ النشر:3 أغسطس 2023, 03:09 م
تتابع دول العالم لاسيما الإفريقية عن كثب، التأثيرات الاقتصادية المحتملة للأحداث المتسارعة في النيجر على القارة السمراء ودول الجوار.

وأعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إكواس"، عقوبات تجارية ومالية على النيجر، إثر عزل الرئيس، ومنحت الانقلابيين أسبوعاً لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي.

الأهمية الاقتصادية

ورغم أن النيجر تعد من أفقر دول العالم، إلا أنها تمتلك ثروات طبيعية ضخمة، فهي رابع أكبر منتج لليورانيوم عالمياً، إضافة إلى أنها المصدر الرئيس لإمداد فرنسا وأوروبا بهذا المعدن الهام، المستخدم في إنتاج الكهرباء، وتمتلك وحدها سادس أكبر احتياطي من هذا المعدن.

وليس اليوارنيوم فقط، بل يمتلك البلد الإفريقي، مجموعة كبيرة من المعادن كالفحم والذهب والنفط، ليساهم هذا القطاع الطبيعي بـ3% من الناتج الإجمالي للبلاد، وفي القطاع النفطي ينتج نحو 20 ألف برميل يومياً من حقل أغادم.

أضخم خط أنابيب غاز

وتجمع النيجر مع دول الجوار مصالح اقتصادية مشتركة، كالاتفاق الثلاثي بين الجزائر والنيجر ونيجيريا في يوليو 2022، على مشروع مد خط غاز عابر للصحراء، بكلفة 13 مليار دولار يبلغ طوله 4 آلاف كيلومتر.

وسينقل المشروع 30 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من نيجيريا إلى أوروبا، عبر النيجر والجزائر، إضافة إلى الطريق العابر للصحراء وخط الألياف البصرية وتوليد الكهرباء، وفق صحيفة اندبندنت البريطانية.

وكانت فكرة المشروع قد عرضت للمرة الأولى قبل أكثر من 40 عاماً، وجرى توقيع اتفاق بين الدول الثلاث في 2009، لكن المشروع لم يشهد من وقتها تقدماً يذكر. وقد صدّرت الجزائر 54 مليار متر مكعب من الغاز في 2021، أغلبها لإيطاليا وإسبانيا.

ووقعت الشركة الجزائرية للطاقة "سوناطراك"، أول مذكرة تفاهم لتنفيذ المشروع مع شركة النفط الحكومية النيجيرية عام 2002، لمد خط أنابيب من حقول الغاز جنوب نيجيريا، مروراً بالنيجر وصولاً إلى الجزائر.

المشروع وأزمة الطاقة العالمية

وتجدد الاهتمام بهذا المشروع الضخم في أعقاب أزمة الطاقة العالمية، جراء الحرب في أوكرانيا، ومساعي أوروبا للتقليل من التبعية للغاز الروسي، حيث تم إحياء المحادثات بشأن المشروع، وهو ما يمثل فرصة محتملة للقارة العجوز لتنويع مصادرها من الغاز.

ويقطع الأنبوب العابر للصحراء أراضي نيجيريا، انطلاقاً من حقول الغاز بدلتا نهر النيجر جنوبي البلاد، على مسافة 1040 كيلومتراً إلى حدود النيجر شمالاً.

ويواصل الأنبوب الغازي مساره عبر أراضي النيجر، على مسافة 841 كيلومتراً، ويصل الحدود الجزائرية بولاية عين قزام بأقصى جنوبي البلاد.

الغاز النيجيري

وأكملت نيجيريا 70% من خط أنابيب (إيه كيه كيه) العملاق، الذي من شأنه نقل الغاز المنتج في جنوب البلاد إلى الشمال الفقير بالكهرباء.

وقالت شركة النفط الوطنية النيجيرية، إنه رغم تقدّم مشروع خط الأنابيب البالغ طوله 614 كيلومتراً بوتيرة أبطأ مما كان متوقعاً في الأصل، لا تزال الشركة ملتزمة بتطويره بعد إنفاق أكثر من مليار دولار عليه.

ويعدّ المشروع خطوة مهمة من أجل تحقيق عائدات بالمليارات، عند اكتمال خط أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، الذي يمدّ أوروبا بالغاز، مروراً بالنيجر.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة أويل سيرف ليمتد أويل، المقاول الذي يتولى مشروع خط أنابيب الغاز (إيه كيه كيه)، إيميكا كووسا، في مايو 2022، إن المشروع هدف جيد للأسواق الأوروبية في ضوء استكشاف فرص تصدير الغاز.

سوناطراك وإيني

والشهر الماضي، قالت شركة سوناطراك الجزائرية للطاقة، إنها وردت أول شحنة تجارية من الغاز الطبيعي المسال إلى شركة إيني الإيطالية، عبر الميناء العائم الجديد لإعادة تحويل الغاز المسال، إلى غاز طبيعي في بيومبينو بإيطاليا.

وأضافت في بيان: "تعتزم سوناطراك رفع كمياتها نحو هذا الميناء الجديد على أساس منتظم، ما يعزز بالتالي دورها المركزي في تأمين الإمدادات نحو أوروبا، وإيطاليا على وجه الخصوص".

وبحسب البيان فإنه "في إطار تعزيز صادراتها من الغاز، سلمت سوناطراك لشركة إيني شحنة من الغاز الطبيعي المسال قدرها 90 مليون متر مكعب من الغاز على مستوى الميناء العائم الجديد".

وبالنظر إلى ما سبق، يقول محللون إن سقوط النيجر في مستنقع اللاستقرار والفوضى، سيكون له تداعيات على الدول المجاورة، قاتلاً لحلم خط الغاز العملاق، وخسارة لمليارات الدولارات لدول الاتفاق.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC