نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية نقلا عن مندوبين في منظمة الدول المصدرة للنفط، (أوبك+)، أن وزير النفط السعودي حذر من أن الأسعار قد تهبط إلى 50 دولارا للبرميل إذا لم يلتزم الأعضاء داخل «أوبك+» بحدود الإنتاج المتفق عليها.
وفقاً للصحيفة الأميركية، قال منتجون آخرون: «التصريحات فُسرت على أنها تنبيه من السعودية بأنها مستعدة للحفاظ على حصتها في السوق إذا لم تلتزم الدول الأخرى باتفاقيات المجموعة».
يوم الخميس الماضي نشرت صحيفة «فايننشيال تايمز» تقريرا، زعمت فيه أن المملكة العربية السعودية تستعد للتخلي عن هدفها السعري غير الرسمي البالغ 100 دولار للبرميل للخام بينما تستعد لزيادة الإنتاج.
نقلت «وول ستريت جورنال» عن مندوبي «أوبك» الذين حضروا مؤتمرا عبر الهاتف الأسبوع الماضي، «أن الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير النفط السعودي، حذر زملاءه المنتجين من الأسعار قد تنخفض إلى 50 دولارا للبرميل إذا لم يلتزموا بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها».
أفاد التقرير أن وزير الطاقة السعودي خص العراق بالذكر، والذي زاد إنتاجه بنحو 400 ألف برميل يوميا في أغسطس وفقا لمزود البيانات «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز»، وكذلك كازاخستان، التي من المقرر أن يرتفع إنتاجها مع عودة حقل «تنغيز» الذي ينتج 720 ألف برميل يوميا.
قال أحد المندوبين الذين حضروا الاجتماع: «إن الرسالة السعودية كانت تعني أنه لا جدوى من إضافة المزيد من البراميل إذا لم يكن هناك مكان لها في السوق».
ومن المقرر أن يناقش أعضاء رئيسيون في «أوبك+» اليوم ما إذا كان سيتم تخفيف قيود الإنتاج في ديسمبر خلال اجتماع عبر الإنترنت.
بخلاف العراق وكازاخستان المشار إليهما في التقرير، فقد أنتجت روسيا أيضا أكثر من حصتها العام الجاري وفقا لبيانات من شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلا أن الدول الثلاث أعلنوا في بيانات رسمية منفصلة أنهم عازمون على الالتزام باتفاق «أوبك».
كانت «أوبك+» قد وافقت في يونيو الماضي، على البدء في تخفيف التخفيضات الطوعية في أكتوبر، إلا أنها عادت لتؤجل القرار إلى مطلع ديسمبر المقبل، وذلك في ظل تراجعات الأسعار الحاصلة.
رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية، ظلت أسعار نفط تحوم قرب مستويات 70 دولارا للبرميل، وانخفض خام برنت إلى أدنى مستوى في أكثر من عام، بينما تراجع الخام الأميركي إلى قاع يوليو 2023.
ومن المتوقع أن تضيف زيادات الإنتاج المخطط لها في الولايات المتحدة وغويانا والبرازيل أكثر من مليون برميل يوميا إلى إمدادات النفط العالمية، وفقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية، ما سيعمق من الضغط على الأسعار.
رغم جهود تحالف «أوبك+» لتحقيق الاستقرار في الأسواق من خلال خفض الإنتاج، والتمديدات المتتالية لهذه القيود، انخفضت الأسعار نحو 16% في الربع الأخير.
أظهرت بيانات وكالة الطاقة الدولية أن حصة «أوبك+» انخفضت في سوق النفط إلى 48%، انخفاضا من 50% في عام 2023 و51% في عام 2022.
انضمت البرازيل مطلع هذا العام إلى مجموعة «أوبك+» وشمل الاتفاق على إعفاء البرازيل من تخفيضات الإنتاج المتفق عليها بين الأعضاء الأقدم.
في الاجتماع الوزاري الـ 37 لمنظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك+»، تمديد مستوى الإنتاج الإجمالي الحالي من النفط الخام للدول الأعضاء في المنظمة وغير الأعضاء في اتفاقية التعاون، وذلك اعتبارا من 1 يناير 2025 حتى 31 ديسمبر 2025.
ويبلغ إجمالي التخفيضات الطوعية التي تتبناها بعض الدول الأعضاء 2.2 مليون برميل يومياً فيما يبلغ إجمالي تخفيضات أعضاء «أوبك+» 5.86 مليون برميل يومياً والتي تم تمديدها حتى نهاية العام المقبل.
وفقا لتقرير «أوبك+» عن شهر سبتمبر يبلغ الإنتاج الحالي للمجموعة 26.6 مليون برميل يوميا، فيما تبلغ نسبة التخفيضات من إجمالي الإنتاج العالمي 5.7%.
من المقرر أن ترتفع إمدادات «أوبك+» عندما يزيد 8 من أعضاء المجموعة الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميا بداية من ديسمبر المقبل ضمن خطة للبدء في الإلغاء التدريجي لأحدث شريحة من تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يوميا مع الإبقاء على تخفيضات أخرى (3.65 مليون برميل) حتى نهاية عام 2025.