سيناريو «الاضطراب الكبير» قد يحدث. فهل يقفز سعر النفط إلى 150 دولاراً؟

مع تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط وتزايد المخاوف من اندلاع حرب واسعة بين إيران «العضو في أوبك» وإسرائيل، عاد من جديد سيناريو الأزمة الذي قد يدفع بأسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة تناهز 150 دولاراً للبرميل.

ويبدو أن منشآت النفط الإيرانية قد تكون هدفاً محتملاً لهجوم إسرائيلي، رداً على إطلاق إيران ما يقرب من 200 صاروخ بالستي، وفقاً لموقع «أكسيوس» الأميركي الذي نقل تلك التصريحات عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمّهم.

وتشير تقارير إلى أن إسرائيل تخطط لرد قوي على الهجوم الصاروخي الإيراني الليلة الماضية، رغم أن التفاصيل والتوقيت لم يتم تحديدهما بعد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة الماضية: «إن إيران ارتكبت خطأ كبيراً الليلة وستدفع ثمنه»، بينما قال الرئيس الأميركي جو بايدن «إن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل لصياغة الرد المناسب» وفقاً لبيانات رسمية عن البلدين.

ماذا يعني للنفط؟

عقب الهجوم الإيراني ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 5% قبل أن تنهي التعاملات أمس الثلاثاء على ارتفاع في حدود 3% بينما ترتفع اليوم الأربعاء بحوالي 2%.

ولعل الخطر الأكبر الذي يقلق الأسواق هو لجوء إيران إلى إغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي لوحت به إيران مراراً، وبحسب البيانات الرسمية، فإن المضيق هو بوابة لعبور ما يقرب من 20% من إمدادات النفط العالمية.

ووفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية تمثل منطقة الشرق الأوسط، والتي تضم منتجي النفط الكبار في الخليج، ما يزيد عن 30% من الإنتاج العالمي للنفط.

 أسعار النفط قد ترتفع إلى 150 دولاراً للبرميل في حال أدت الحرب بين حماس وإسرائيل إلى تكرار الصراع الشامل.

البنك الدولي

سيناريو الأزمة

في أكتوبر من العام الماضي، حذر البنك الدولي من أن أسعار النفط قد ترتفع إلى 150 دولاراً للبرميل في حال أدت الحرب بين حماس وإسرائيل إلى تكرار الصراع الشامل الذي شهده الشرق الأوسط قبل 50 عاماً. 

وصف البنك الدولي حينئذٍ هذا التصور بسيناريو «الاضطراب الكبير» المماثل لما حدث العام 1973، والذي من شأنه أن يؤدي إلى نقص في الإمدادات ورفع سعر برميل النفط مستويات بين 140 إلى 157 دولاراً. 

يذكر أن المستوى القياسي السابق لأسعار النفط بلغ 147 دولاراً للبرميل وذلك في العام 2008. 

وأوضح البنك أنه إذا تصاعد الصراع، فإن الاقتصاد العالمي سيواجه صدمة طاقة مزدوجة للمرة الأولى منذ عقود من الزمن، ليس فقط من الحرب في أوكرانيا ولكن أيضاً من الشرق الأوسط. 

ماذا حدث؟

أطلقت إيران نحو 180 صاروخاً باليستياً تجاه إسرائيل في هجوم على موجتين أمس، وقالت إيران «إن الهجوم جاء رداً على سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة، ولكن الأمر انتهى الآن (إشارة على انتهاء الرد الإيراني)، وأن إسرائيل ستواجه هزيمة ساحقة إذا ردت بالقوة».

يعد هذا الهجوم الإيراني الأكبر على الإطلاق ضد إسرائيل وفقاً لبيان الجيش الإسرائيلي، وهو الهجوم الذي اعترضت إسرائيل والولايات المتحدة معظمه وفق بيانات مشتركة من وزير الدفاع في البلدين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري في تصريحات بثها التلفزيون: "سنحمي مواطني إسرائيل، هذا الهجوم سيكون له عواقب، لدينا خطط، وسنتحرك في الوقت والمكان الذي نختاره".

بينما قال مستشار الأمن القومي سوليفان: «هذا تصعيد كبير من جانب إيران، ستكون هناك عواقب وخيمة لهذا الهجوم الإيراني وسنعمل مع إسرائيل للتأكد من حدوث ذلك».

وقالت إيران في بيان نشر على وكالة الأنباء الرسمية: «إنها تريد تجنب حرب إقليمية، ولكن هجوم الثلاثاء كان قيد التخطيط منذ شهرين».

بينما قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي للصحافيين: «إن سلاح الجو الإسرائيلي سيواصل تنفيذ ضربات قوية في جميع أنحاء الشرق الأوسط».