وخلال مؤتمر للطاقة في النرويج، اليوم الثلاثاء، حذر رئيس رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، من تورط دول أخرى منتجة للنفط في الصراع.
سوق النفط على حافة الهاوية بسبب الأزمة الأخيرة في الشرق الأوسطفاتح بيرول
وقال بيرول، خلال ذات المؤتمر: "إن سوق النفط على حافة الهاوية بسبب الأزمة الأخيرة في الشرق الأوسط". وأضاف : " الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية ليس لها في الوقت الحالي تأثير كبير على أسعار السوق".
اتساع الصراع
ومع ذلك، قال بيرول: "إذا حدث وكانت دولة أو أكثر من الدول المنتجة للنفط في المنطقة متورطة بشكل مباشر في الصراع، فقد نرى تداعيات ذلك".
وتركز أسواق النفط العالمية حاليا على تداعيات الهجوم البري الإسرائيلي على حماس في غزة وسط مخاوف من أنه قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا، مما يؤثر على صادرات النفط.
وتعد منطقة الشرق مصدرًا لثلث صادرات النفط في العالم، بينما تمر أكثر من خمس صادارت النفط من مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران.
وفي وقت سابق، قال بيرول: "الحرب بين إسرائيل وحماس تغذي الأمن والمخاوف المتعلقة بالسلامة بشأن الوقود الأحفوري".
وأضاف رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: "أن التهديدات الجيوسياسية المتزايدة لإمدادات النفط والغاز الطبيعي العالمية - بالإضافة إلى القلق بشأن تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية - تضر بشكل متزايد بجاذبية الوقود الأحفوري كمصادر طاقة موثوقة وآمنة".
وقال بيرول في مقابلة مع S&P Global Commodity Insights: "أسواق النفط على حافة الهاوية، المسألة هي ما إذا كانت دولة منتجة واحدة أو أكثر متورطة بشكل مباشر في الأزمة أم لا".
ولفت بيرول إلى أنه إذا تورطت دول أخرى في الصراع، فقد نرى أن الأسواق قد تتأثر سلباً من حيث تعطل الإمدادات وارتفاع أسعار النفط.
إذا تورطت دول أخرى في الصراع، فقد نرى أن الأسواق قد تتأثر سلباً من حيث تعطل الإمدادات وارتفاع أسعار النفطفاتح بيرول
وعقب اندلاع الحرب مباشرة أدى الخوف من انتشار الصراع على نطاق أوسع في الشرق الأوسط إلى دعم المزاج الصعودي في أسواق النفط.
جاء ذلك مدفوعًا بمزيج من تخفيضات الإمدادات الطوعية من أوبك + والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة من الصراع المستمر في أوكرانيا والعقوبات ضد روسيا.
وفي غضون ذلك، أعادت العقوبات التي فرضها الغرب على صادرات النفط الروسية حالة من القلق بشأن نقص الإمدادات حيث وسعت واشنطن رقابتها على تحركات السفن.
وقال بيرول: "أعتقد أنه لو لم أكن متخصصاً في مجال الطاقة بل رجلاً في الشارع، لأعتقدت أن الادعاءات بأن النفط والغاز خياران آمنان ومأمونان للطاقة أصبحت أضعف وأضعف".
وأضاف بيرول: "صناعة الطاقة باتت تحتاج إلى التفكير، الأسواق تتأثر والجميع يخسر فرضية أن النفط والغاز موثوق وآمن للطاقة".
وتابع بيرول: "عندما أنظر إلى أسواق الغاز الطبيعي، فإن ما حدث قبل عامين، مع الوضع بين روسيا وأوكرانيا والارتفاع المفاجئ لأسعار الغاز بشكل كبير، يؤكد أن الأمر ذاته قابل للتكرار في أحداث الشرق الأوسط".
ولفت بيرول إلى ثقة الأسواق باتت على حافة الهاوية، مشيرًا إلى تساؤل الجميع بشأن احتمال ارتفاع الأسعار ومخاوف انقطاع الإمدادات.
جنبًا إلى جنب، أشار بيرول إلى حالة القلق المسيطرة على الأسواق بشأن أسعار الديزل والخوف من قطع إمدادات مضيق هرمز.
وإضافة إلى التوترات الجيوسياسة تأتي الأحداث المناخية المتطرفة وتفاقم أزمة المناخ ومحاولة الدول المنتجة للنفط الوصول إلى الحياد الكربوني.
صناعة الطاقة باتت تحتاج إلى التفكير، الأسواق تتأثر والجميع يخسر فرضية أن النفط والغاز موثوق وآمن للطاقةفاتح بيرول
وفي غضون ذلك، أكدت وكالة الطاقة الدولية أنها مستعدة للتحرك من خلال الإفراج المنسق عن المخزونات الاستراتيجية إذا كان لتصعيد الصراع في الشرق الأوسط أن يؤثر على إمدادات النفط من الشرق الأوسط.
ولفتت وكالة الطاقة الدولية إلى أنه لم يكن هناك حتى الآن أي تأثير مباشر على إمدادات النفط الفعلية من الصراع بين إسرائيل وحماس.
وبالنظر إلى المستقبل، حذر بيرول من أن تحول الغرب عن النفط والغاز الروسي سيكون له على الأرجح عواقب طويلة المدى على توقعات العرض والطلب لصادرات النفط والغاز الرئيسية.
وقال بيرول: "تحاول روسيا استبدال أوروبا بالهند والصين، ولكن بأسعار أقل وأعتقد أن الطلب لن يكون كما كان من قبل".
ولفت بيرول إلى خطر يلوح في الأفق بشأن الحقول الروسية التي تحتاج إلى صيانة في إشارة إلى أن امتناع الشركات الغربية عن تقديم الدعم لروسيا تجنبًا للعقوبات وهو ما قد يؤثر على العرض والطلب والإنتاج في الأسواق.
وفي تقرير سابق عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، توقع خبراء البنك الدولي 3 سيناريوهات محتملة لانقطاع إمدادات النفط مستندة إلى تجارب تاريخية سابقة مرّ بها العالم منذ سبعينيات القرن الماضي.
وتوقع خبراء البنك الدولي أن تنخفض إمدادات النفط العالمية في سيناريو التعطل أو الاضطراب المحدود، إلى ما يتراوح بين 500 ألف إلى مليوني برميل يوميًا، ما يعادل الانخفاض الذي شهده العالم أثناء الحرب الأهلية الليبية عام 2011.
وفي هذا التصور يمكن لأسعار النفط أن ترتفع بين 3% و13% لتتراوح من 93 دولارًا إلى 102 دولار للبرميل، مقارنة بمتوسط الأسعار خلال الربع الحالي قرب 87 دولارًا للبرميل.
سيناريو الاضطراب الكبير قد يعادل تأثيره المحتمل تأثير حظر النفط العربي خلال حرب أكتوبر 1973، بين مصر وسوريا وإسرائيلالبنك الدولي
بينما رجح خبراء البنك أنه في حالة الاضطراب المتوسط، فيمكن لإمدادات النفط العالمية أن تتقلص بما يتراوح بين 3 ملايين و5 ملايين برميل يوميًا، ما يعادل حجم الانخفاض خلال الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
وفي تلك الحالة سترتفع أسعار النفط العالمية بين 21% و35%، لتتراوح من 109 دولارات إلى 121 دولارًا للبرميل.
وفي هذا التصور، رجح خبراء البنك الدولي حدوث ما وصفوه بالاضطراب الكبير، والذي قد يعادل تأثيره المحتمل تأثير حظر النفط العربي خلال حرب أكتوبر 1973، بين مصر وسوريا وإسرائيل.
وفي هذا التصور، رجح خبراء البنك هبوط إمدادات النفط العالمية بصورة حادة تتراوح بين 6 ملايين و8 ملايين برميل يوميًا، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بين 56% و75%، لتتراوح بين 140 دولارًا و157 دولارًا للبرميل.