سجل الجنيه الإسترليني زيادة طفيفة يوم الثلاثاء، حيث ينتظر المتداولون نتائج الانتخابات الأميركية التي أثبتت أنها متقاربة للغاية على مدى الأسابيع الماضية، بالإضافة إلى قرار بنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة المقرر لاحقاً هذا الأسبوع. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في سباق متقارب، مما يعني أن النتائج قد لا تتضح لعدة أيام أو حتى أسابيع بعد انتهاء الاقتراع.
ومع وجود مثل هذه الحالة من عدم اليقين في السوق، ارتفعت تقلبات الخيارات على العملات بشكل كبير يوم الثلاثاء، خصوصاً بالنسبة للعملات الأكثر تأثرًا بالتجارة والسياسة الخارجية الأميركية، مثل اليورو والبيزو المكسيكي.
كما زادت تقلبات الخيارات على الجنيه الإسترليني، مما دفع بالاضطراب اليومي والأسبوعي - وهو مقياس لطلب المتداولين على الحماية من التقلبات الحادة على المدى القصير للجنيه - إلى أعلى مستوى له منذ مارس 2023، عندما هزت الأزمة المصرفية الإقليمية الأسواق الأميركية.
ورغم ذلك، حافظ الجنيه على استقراره النسبي في أوروبا، مرتفعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.2985 دولار. أما أمام اليورو، فقد استقر الجنيه عند 83.91 بنس، بالقرب من أدنى مستوى له منذ شهرين ونصف، بعد أن أثار خطة الميزانية التي أعلنتها وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، والتي تشمل ضرائب مرتفعة ونفقات كبيرة واقتراضًا مرتفعًا، حالة من عدم اليقين السياسي والمالي.
وفي إطار الميزانية، خفض مكتب المسؤولية المالية (OBR) توقعاته للنمو لما بعد عام 2025، وتوقع أن تصل معدلات التضخم البريطانية إلى 2.6% في المتوسط بحلول عام 2025، مقارنة بتوقع سابق يبلغ 1.5% في مارس، مما دفع المتداولين إلى تقليل رهاناتهم على سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة من بنك إنجلترا.
وقال الإستراتيجيون في بنك "بي بي في إيه" بقيادة روبيرتو كوبا: "إن عدم اليقين بشأن الانتخابات الأميركية والتقلبات المتزايدة في الأسواق العالمية لا تساعد أيضًا الجنيه، الذي يُتداول في حالة من التراجع في انتظار قرار بنك إنجلترا يوم الخميس".
ويتوقع أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة يوم الخميس، تماماً كما سيقوم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي الأميركي) باتخاذ قراره في نفس اليوم.
لكن الأسواق تعكس اقتناع المتداولين بأن معدلات الفائدة البريطانية ستنخفض بوتيرة أبطأ من تلك الموجودة في الولايات المتحدة أو منطقة اليورو في الأشهر المقبلة. وبحلول يونيو المقبل، تفترض الأسواق أن تكون معدلات الفائدة الأميركية والفائدة في منطقة اليورو أقل بمقدار نقطة مئوية واحدة عن مستوياتها الحالية، بينما من المتوقع أن تنخفض معدلات الفائدة البريطانية بحوالي 75 نقطة أساس فقط.
وأضاف الإستراتيجيون في بنك أوف أمريكا: "نعتقد أنه من المبكر جداً أن يلتزم بنك إنجلترا بدورة خفض مستدامة أو أن يعطي مؤشرات واضحة حول مسار الأسعار".
على صعيد آخر، ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 2% مقابل الدولار هذا العام، ليكون العملة الرئيسية الوحيدة التي حققت مكاسب مقابل الدولار الأميركي. بينما يعتبر اليوان الصيني في المرتبة الثانية، حيث ظل مستقراً تقريباً على مدار العام، في حين أن الين الياباني والكورونا النرويجية يعتبران من بين أسوأ العملات أداءً، مع خسائر تقارب 8%.