استقر اليورو بعدما ارتد من أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع سُجل في وقت سابق اليوم الخميس، إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة اعتباراً من الأسبوع المقبل.
ورغم ذلك، لا تزال المخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة تلقي بظلالها على معنويات المستثمرين.
ولم تكن ردود فعل سوق الصرف حادة تجاه الرسوم الجمركية، حيث تركز معظم التأثير في أسهم شركات صناعة السيارات.
قال كبير محللي الأسواق المالية لدى «كابيتال.كوم» كايل رودا، إن القرار قد يطيل أمد حالة عدم اليقين التجاري، ويثير تساؤلات حول مدى سعي ترامب لإحداث تحول جذري في النظام التجاري العالمي.
أشار المدير العام لاستراتيجية الاستثمار في «أو سي بي سي» فاسو مينون، إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السيارات بالنسبة للمستهلكين الأميركيين الذين يواجهون أصلاً ضغوطاً تضخمية؛ ما قد يعزز المخاوف من حدوث ركود اقتصادي.
وأضاف أن ردود الفعل الانتقامية من الدول المتضررة من الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع بالنسبة للمستهلكين وشركات صناعة السيارات الأميركية؛ ما يزيد المخاوف بشأن التضخم وآفاق الاقتصاد الأميركي.
يتجه المستثمرون حالياً إلى مراقبة الرسوم الجمركية الانتقامية التي من المتوقع الإعلان عنها الأسبوع المقبل، حيث أشار ترامب إلى أن الإجراءات المقبلة قد تختلف عن تلك التي وعد بفرضها.
ولا تزال الأسواق تترقب تأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي الأميركي والتضخم، رغم أن احتمال فرض رسوم أقل من المتوقع عزز مؤخراً مشاعر التفاؤل.
من جانبه، لفت رئيس بنك الاحتياطي "الفيدرالي" في سانت لويس ألبرتو موسالم يوم الأربعاء، إلى احتمالية أن يكون التضخم أعلى والنمو أقل من المتوقع؛ ما يقلل الحاجة الملحة لخفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي.
استوردت الولايات المتحدة منتجات سيارات بقيمة 474 مليار دولار، من بينها 220 مليار دولار سيارات ركاب.
وكانت المكسيك واليابان وكوريا الجنوبية وكندا وألمانيا، الحلفاء الرئيسيون لواشنطن، من بين أكبر الموردين.