مؤشر الدولار اليوم .. هل هجره المستثمرون وما السيناريوهات المتوقعة؟

سجل مؤشر الدولار الأميركي اليوم الثلاثاء، أدنى مستوياته خلال أكثر من عام بعدما يبدو أن المستثمرين قد تخلوا عنه بفعل تحول رياح التشديد «الفيدرالي» باتجاه التيسير النقدي.

يأتي الهبوط الكبير للدولار في إطار سلسلة من التراجعات خيمت على تداولات العملة الأميركية، منذ الأسبوع الماضي، وذلك مع تنامي التوقعات بخفض كبير لأسعار الفائدة؛ ما دفع العديد من العملات الرئيسة إلى تحقيق ارتفاعات ومكاسب كبيرة أمام العملة الأميركية.

منذ أسبوع كانت الأسواق تتوقع بشكل كبير أن يخفض مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بواقع 25 أساس، إلا أن التوقعات باتت الآن تميل في اتجاه خفض بواقع 50 نقطة.

احتمالية الخفض 25 نقطة أساس تهبط إلى 37% من 50% في نهاية الأسبوع الماضي

فيد ووتش

الدولار اليوم

انخفض مؤشر الدولار الرئيس الذي يقيس الأداء مقابل سلة من 6 عملات رئيسة، بحوالي 0.15% إلى مستوى 100.65 نقطة بحلول الساعة 7:30 صباحا بتوقيت غرينتش.

كما تعد المستويات الحالية الأدنى للدولار خلال عام، وخلال الجلسات الماضية نزل مؤشر الدولار أكثر من مرة دون مستويات 100 نقطة إلا أنه غالباً ما كان ينهي تعاملات اليوم أعلاها.

وفقاً للبيانات الاقتصادية الأخيرة الصادرة عن مصادر رسمية باتت هناك حاجة إلى خفض أكبر من جانب بنك «الاحتياطي الفيدرالي» لتفادي المتاعب الاقتصادية التي قد تحدث في حال ضياع فرص الهبوط السلس.

وانخفض الدولار في الفترة التي سبقت خفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع، واعتمادا على حجم خطوة «الاحتياطي الفيدرالي»، فقد ينتهي الأمر إلى ضعف بشكل أكبر - أو قد تكون فرصة للصعود.

 لماذا يهبط الدولار؟

أسهم في انخفاض الدولار الأميركي احتمال أن يقدم «الاحتياطي الفيدرالي» على أول خفض لأسعار الفائدة في نحو 16 عاما.

في الوقت ذاته قفزت التوقعات بخفض 50 نقطة أساس إلى 63% أمس الاثنين من 50% يوم الجمعة الماضي، وفقا لأداة تتبع أسعار الفائدة «فيد ووتش».

وفقاً لتوقعات المتداولين على «فيد ووتش» انخفضت احتمالية خفض 25 نقطة أساس إلى 37%، هبوطاً من 50% في نهاية الأسبوع الماضي.

سيناريوهات ما بعد القرار

خفض أسعار الفائدة من جانب بنك «الاحتياطي الفيدرالي» يوم غد الأربعاء 50 نقطة قد يدفع الدولار إلى مستويات منخفضة جديدة، بعدما رفع «الفيدرالي» أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها في 23 عاماً عند 5.5% لأكثر من عام.

في حين أن خفضا أصغر بمقدار 25 نقطة أساس من المرجح أن يؤدي إلى تقلبات أقل بكثير في العملة،  حيث تشير الحاجة إلى خفض أكبر إلى مخاوف النمو والمتاعب الاقتصادية في المستقبل".

ويتتبع سعر الدولار توقعات النمو في الولايات المتحدة، واتجاه أسعار الفائدة التي يحددها «الاحتياطي الفيدرالي»، واتجاه أسعار الفائدة مقارنة ببقية العالم. 

ويركز المتداولون على سيناريوهين..

الأول

خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، والذي سيكون الأول منذ الأزمة المالية في عام 2008، ويرى أصحاب هذا التوقع أن الخفض ضروري لإبعاد الولايات المتحدة عن الركود، ومنع تكاليف الاقتراض من التحول إلى تقييدية بشكل مفرط مع تراجع التضخم.

الثاني

التخفيضات الكبيرة في أسعار الفائدة مخصصة لأغراض الطوارئ فقط، ومع استمرار الاقتصاد في الصمود، فإن خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هو الأكثر ترجيحًا ومن شأنه أن يمكن «الاحتياطي الفيدرالي» من التصرف بطريقة أكثر تدريجية.