الين يكسر مستويات انهيار الأسهم.. لماذا فقد الدولار السيطرة؟

ارتفع الين مقابل الدولار خلال تعاملات اليوم الجمعة، بقوة مسجلا أعلى مستوياته خلال العام، ومقتربا من أعلى نقطة سجلها منذ يوليو 2023، مع تراجع الدولار الأميركي في ظل تحول رهانات المتداولين على أسعار الفائدة.

زادت العملة اليابانية مقابل الدولار الأميركي بحلول الساعة 10:00 صباحا بتوقيت غرينتش بحوالي 1% وصولا إلى مستوى 140.37 يناً للدولار، وخلال تعاملات اليوم تجاوز الين المستويات التي تسببت في انهيار الأسواق في 5 أغسطس الماضي، حينما كسر لفترة وجيز مستوى 141 يناً/ دولار بعد أقل من أسبوع من زيادة مفاجئة لأسعار الفائدة نفذها بنك اليابان المركزي.

تقلبات الدولار/ ين

خلال تعاملات أمس، ارتفع الدولار مقابل الين عقب جلسة متقلبة شهدت انخفاض العملة الأميركية بنحو 1.24% إلى أدنى مستوى هذا العام، قبل أن تعوّض كل خسائرها عقب صدور بيانات أسعار المستهلكين.

 يتجه الين الياباني إلى الصعود بأكثر من 1.2% هذا الأسبوع مقابل الدولار الأميركي، بينما يرتفع بنسبة 5% خلال شهر وبنسبة 11% خلال ثلاثة أشهر وبنسبة 5% خلال عام.

جاءت ارتفاعات الدولار مطلع الأسبوع الحالي بعد بيانات متباينة في الولايات المتحدة، دفعت المستثمرين لخفض توقعات نسبة التراجع المحتملة لأسعار الفائدة الأميركية.

الين يرتفع 1.2% هذا الأسبوع مقابل الدولار الأميركي، بينما يرتفع بنسبة 5% خلال شهر وبنسبة 11% خلال ثلاثة أشهر وبنسبة 5% خلال عام

بورصة طوكيو

اهتمام الأسواق

يتركز الاهتمام حاليا على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في الأسبوع المقبل، حيث تبحث الأسواق عن حجم خفضه المتوقع لأسعار الفائدة.

جنبنا إلى جب واجتماع الفيدرالي الأميركي، يعقد بنك إنجلترا وبنك اليابان اجتماعيهما للسياسة النقدية الأسبوع المقبل.

تتجه التوقعات على نطاق واسع أن يخفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، لكن حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كان سيخفضها بواقع 25 نقطة أساس أم 50 نقطة أساس أبقت المستثمرين في حالة توتر، وضغطت على الدولار.

وأظهرت أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة «سي.إم.إي» أن المتداولين يرون احتمالا نسبته 45% لخفض الفائدة 50 نقطة أساس، بعد أن ارتفعت النسبة بشكل مطرد على مدار اليومين الماضيين.

منتصف الأسبوع الحالي انخفضت توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة 50 نقطة إلى أقل من 30% وفق أداة تتبع أسعار الفائدة فيد ووتش.

تشدد ياباني 

أكدت جونكو ناكاجاوا، وهي عضو في مجلس إدارة بنك اليابان المركزي، هذا الأسبوع، تحيز البنك نحو تشديد السياسة النقدية بقولها إن «أسعار الفائدة الحقيقية المنخفضة تترك مجالا لمزيد من الرفع».

على الرغم من رفع أسعار الفائدة في يوليو، تظل أسعار الفائدة الحقيقية سلبية للغاية في اليابان، ولا تزال الأوضاع النقدية تيسيرية، حيث تنخفض معدلات الفائدة البالغة 0.25% عن مستويات التضخم التي تبلغ حوالي 3%.

وتقاس معدلات الفائدة الحقيقية باحتساب الفارق بين معدلات الفائدة الحالية ومعدلات التضخم، وإذا جاءت النتيجة لصالح الفائدة يعني هذا أن معدلات الفائدة إيجابية، وإذا جاءت لصالح التضخم، فهذا يعني أن الفائدة سلبية.

وفي حالة الين لا يزال أمامه فرصة واسعة للصعود، وربما يتجاوز مستويات الدعم الرئيسة عند 140 يناً / دولار، وذلك إذا أبدى المركزي الياباني مزيدا من التشديد، حيث إن سعر الفائدة الحقيقي في اليابان يقترب -2.7%.

 تقاطع المركزيون

عمق من الاتجاه الهبوطي للدولار أمام الين السياسات النقدية المتناقضة لبنك اليابان وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والتي كانت تشجع على تصفية عمليات التداول بالفائدة (تجارة المناقلة) وتعزيز الطلب على العملة اليابانية.

فبينما يؤكد محافظ بنك اليابان كازو أويدا التزام البنك المركزي بمواصلة رفع أسعار الفائدة، شريطة أن يلبي الاقتصاد الياباني توقعات البنك حتى السنة المالية 2025، يرى رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول أن الوقت قد حان ليبدأ البنك في تيسير سياسته النقدية بعد ارتفعت أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 22 عاما.

ويرى عضو مجلس سياسة بنك اليابان، هاجيمي تاكاتا، أن بنك اليابان يجب أن يظل على المسار الصحيح لرفع أسعار الفائدة - ولكن يجب أن يتوخى الحذر لضمان عدم إلحاق الأسواق المتقلبة ضررًا بالغًا بالشركات.

وقال عضو مجلس بنك اليابان ناوكي تامورا، أمس الخميس: «إن وتيرة تشديد السياسة النقدية المتوقعة في السوق قد تكون بطيئة أكثر من اللازم»، وهو ما ساعد على تخفيف خسائر الين.

وقالت صانعة السياسات النقدية في بنك اليابان جونكو ناكاجاوا: «إن البنك سيواصل رفع أسعار الفائدة إذا تحرك التضخم بما يتماشى مع توقعاته، مشيرة إلى أن تراجعات السوق الشهر الماضي لم تنحرف عن مسارها بشكل مطرد».