مع عودة ارتفاعات الفرنك السويسري مقابل الدولار واليورو، تزامناً مع توقعات الأسواق بارتفاع تدريجي لأسعار الفائدة القليلة في اليابان، والخروج من النطاق السلبي، يعود الفرنك السويسري، أحد أشهر الملاذات الآمنة في سوق العملات، إلى الواجهة كمقصد للمضاربين والتجار الراغبين في تنفيذ صفقات شراء العملات ذات الفائدة المنخفضة المعروفة «بتجارة المناقلة».
أدت تجارة المناقلة التي شهدها الين الياباني، والذي كان مستهدفاً من جانب الصناديق والمضاربين لانخفاض معدلات الفائدة في اليابان، إلى حدوث تقلبات عنيفة في الأسواق العالمية وصلت ذروتها يوم 5 أغسطس الذي استحق لقب الاثنين الأسود.
يأتي تداول الفرنك مدعوماً بارتفاعه كملاذ آمن مع تحول المستثمرين إلى العملة السويسرية كبديل للين الياباني لتمويل تداولات الفائدة، حيث تنخفض أسعار الفائدة التي يقرها البنك الوطني السويسري، مقابل البنوك المركزية في أوروبا وأميركا.
في السابق كان الفرنك السويسري أحد أبرز العملات المستخدمة في إستراتيجية اقتراض المتداولين للعملات ذات أسعار الفائدة المنخفضة، ثم يتم مبادلتها بعملات أخرى لشراء أصول ذات عوائد أعلى (تجارة المناقلة).
ازدادت جاذبية الفرنك مع خفوت قيمة الين، إذ انهارت تداولات الفائدة على الين في أغسطس بعد ارتفاع العملة بقوة؛ بسبب البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة ورفع أسعار الفائدة المفاجئ من قبل بنك اليابان، ما ساعد في إشعال شرارة الاضطرابات في السوق العالمية.
المضاربون احتفظوا بمركز قصير بقيمة 3.8 مليار دولار مقابل الفرنك السويسري حتى مع انتقالهم فجأة إلى مركز طويل بقيمة 2 مليار دولار على الين.
لجنة تداول السلع الآجلة الأميركية
أظهرت بيانات لجنة تداول السلع الآجلة الأميركية أن المضاربين احتفظوا بمركز قصير بقيمة 3.8 مليار دولار مقابل الفرنك السويسري حتى مع انتقالهم فجأة إلى مركز طويل بقيمة 2 مليار دولار على الين في ظل الارتفاعات الأخيرة للعملة اليابانية.
فيما يقترب الفرنك من أعلى مستوياته في ثمانية أشهر مقابل الدولار، وفي تسع سنوات مقابل اليورو، ما يعكس مكانته كعملة ملاذ آمن وتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأوروبية والأميركية.
كان البنك الوطني السويسري أول بنك مركزي رئيس يبدأ دورة تخفيف في وقت سابق من العام الجاري، ويبلغ سعر الفائدة الرئيس في سويسرا 1.25%، ما يسمح للمستثمرين باقتراض الفرنك بثمن بخس للاستثمار في أماكن أخرى.
بالمقارنة، تتراوح أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بين 5.25% و5.50%، و5% في بريطانيا، و3.5% في منطقة اليورو بعد قرار البنك المركزي أمس الخميس، وفي اليابان تسجل الفائدة 0.25% مع توقعات بزيادتها في الاجتماع المقبل.
كما من المتوقع أن تتجه البنوك المركزية في الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا إلى تحريك أسعار الفائدة هذا الشهر، حيث تتجه التوقعات بخفض الفائدة في الولايات المتحدة وبريطانيا ورفعها في اليابان.
تراجع الدولار الأميركي مقابل الفرنك السويسري خلال تعاملات اليوم الجمعة، بعد أسبوع بيانات التضخم التي أذكت توقعات الأسواق بتوجه الفيدرالي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في الأسبوع المقبل.
ازداد الضغط على الدولار الأميركي بعد قرار البنك المركزي الأوروبي أمس الخميس، بخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية في ثلاثة أشهر بواقع 25 نقطة مستعداً لقيام البنك بخفض جديدة في أكتوبر المقبل.
وانخفض الدولار مقابل الفرنك (USD / CHF) خلال تعاملات اليوم بحلول الساعة 6:00 صباحاً بتوقيت غرينتش بحوالي 0.15 وصولاً إلى مستوى 0.8495 فرنك للدولار.
فيما قلصت التراجعات الحاصلة اليوم الجمعة، للدولار مقابل الفرنك من مكاسب الدولار خلال أسبوع، والذي ارتفع بنسبة 0.62% حتى خلال آخر خمسة أيام.
وينخفض مؤشر الدولار الأميركي مقابل سلة من 6 عملات رئيسة بنسبة 0.35 وصولاً إلى مستوى 101.09 نقطة خلال تعاملات اليوم.
عمق من انخفاض الدولار، عودة التراجع على عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، والتي تراجعت اليوم بواقع 0.034 نقطة إلى 3.643%.
يقترب الفرنك من أعلى مستوياته في ثمانية أشهر مقابل الدولار، وفي تسع سنوات مقابل اليورو.
بورصة شيكاغو
ارتدت تداولات سعر زوج العملات الدولار الأميركي/فرنك سويسري هبوطاً بعد اختبار مستوى 0.8543 في الجلسات الماضية، ليستأنف الاتجاه الهابط المتوقع على المدى اللحظي والقصير للدولار مقابل الفرنك.
المستهدفات الحالية تبدأ عند 0.8455 فرنك، وتمتد إلى 0.8332 فرنك بناء على تحليل مناطق فيبوناتشي والاتجاهات السعرية ومؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر متوسط الحركة الاتجاهية (ADX) والمتوسط المتحرك وبعض الأدوات.
يعتبر كسر زوج الدولار/فرنك مستوى 0.8490 سيسهّل مهمة السعر بتحقيق الأهداف المتوقعة، بينما سيبقى الانخفاض المتوقع قائماً ما لم يتم اختراق مستوى 0.8543 أو الثبات فوقه.
بناء على الرسم البياني يتضح أن الدولار الأميركي / فرنك سويسري يتجه إلى تكوين قمة جديدة ما يؤكد الاتجاه الصاعد، ووفقاً لمؤشر القوة النسبية (RSI) الذي يسجل مستوى 45، يعكس هذا قوة نسبية للفرنك.
يعتمد هذا التحليل الفني على إلقاء نظرة على الاتجاهات السعرية ومناطق العرض والطلب والمتوسطات المتحركة (Moving Averages) ومؤشر القوة النسبية (RSI).
وضعت رؤية مناسبة لهذا اليوم بناء على مؤشرات التحليل الفني، أما احتمال تحقق هذه الرؤية بحسب التحليل، فيراوح بين 60% و70%.
أخيراً، يعتبر هذا التحليل الفني بمثابة أداة مساعدة فقط للمتداول في اتخاذ قراره الاستثماري، ولا يشكّل أي توصية بالبيع أو الشراء أو إجراء أي تعاملات مالية، ويُعتبر الحذر، وكذلك إدارة المخاطر، أمراً واجباً عند التداول.