سعر الدولار اليوم.. كيف صعدت العملة الأميركية من قاع عام إلى قمة شهر؟

ارتفع سعر الدولار اليوم الخميس في التعاملات الصباحية، قرب أعلى مستوياته في شهر تقريباً، بفضل تدفق مزيد من بيانات سوق العمل الأميركية القوية التي أعادت إلى طاولة التوقعات احتمالات تباطؤ خفض معدلات الفائدة، ليرتفع مؤشر الدولار من أدنى مستوى في أكثر من عام إلى أعلى مستوى في نحو الشهر.

الدولار اليوم

ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس العملة مقابل 6 عملات رئيسة أخرى بـ0.2% وصولا إلى 101.8 نقطة بحلول الساعة 4:00 صباحا بتوقيت غرينتش، وهو أعلى مستوى فيما يقرب من الشهر.

شهدت العملة الأميركية التي تعتبر ملاذا آمنا أداء إيجابيا أمس الأربعاء بعد أن أطلقت إيران نحو 180صاروخا باليستيا على إسرائيل؛ ما أثار تهديدات بالرد، وفاقم المخاوف من اندلاع حرب واسعة؛ ما دفع المتداولين للبحث عن الملاذات الآمنة.

عند نهاية تعاملات أمس صعد مؤشر الدولار، في حدود 0.42% وصولا إلى مستوى 101.68 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ 11سبتمبر، مع زيادة المخاوف من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

العملات الرئيسة

ارتفع الدولار مقابل العملة اليابانية الين، بأكثر من 0.35 وصولا إلى مستوى قرب 145 ينا للدولار، بعدما صعد أمس بأكثر من 1.9% وصولا إلى 146.34 ين.

تعرض الين لضغوط بيع قوية أمس الأربعاء بعد أن قال رئيس الوزراء الياباني الجديد إن البلاد ليست جاهزة لمزيد من رفع أسعار الفائدة، وذلك بعد اجتماعه مع محافظ البنك المركزي.

انخفض اليورو قرب أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع الذي سجله في الجلسة السابقة، وليصل إلى مستوى 1.10455 دولار، وهو الأدنى منذ 11 سبتمبر.

جاء انخفاض اليورو بعد أن تبنت المسؤولة بالبنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل، التي عادة ما تميل إلى التشديد، لهجة تميل إلى التيسير؛ ما عزز الرهانات على خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، بحسب بيان معد مسبقا للنشر.

ماذا حدث؟

أظهر تقرير التوظيف أمس، أن الوظائف في القطاع الخاص زادت بواقع 143 ألف وظيفة الشهر الماضي، ارتفاعا من 103 آلاف وظيفة في أغسطس، وهو ما فاق التوقعات عند 99 ألف وظيفة، وهو ما يمثل دليلاً آخر على أن ظروف سوق العمل لم تتدهور.

وأظهرت بيانات حكومية أول أمس أن ظروف السوق جيدة؛ إذ بلغ عدد الوظائف الشاغرة لكل عاطل عن العمل 1.13 وظيفة في أغسطس مقارنة مع 1.08 في يوليو.

وتترقب السوق اليوم بيانات مهمة للغاية في الولايات المتحدة بدءاً بتقرير التوظيف غير الزراعي عن شهر سبتمبر، وتقرير الوظائف في القطاع الخاص غير الزراعي، ومعدل البطالة، ومتوسط الأجور في الساعة.

في اجتماع سبتمبر الماضي خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى نطاق بين 4.75 و5%، وهو أول خفض تكاليف الاقتراض منذ عام 2020، في إشارة إلى المخاوف المتزايدة بشأن متانة سوق العمل.

خفض أسعار الفائدة

في وقت سابق من الشهر الماضي، كانت الأسواق تراهن على مضي مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» في التخفيضات الكبيرة لأسعار الفائدة بعد مؤشرات بشأن تباطؤ في التوظيف بالولايات المتحدة، ما أجج مخاوف الركود في أكبر اقتصاد بالعالم.

وتلجأ البنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة في حالة الركود الاقتصادي لتحفيز الإقراض الذي يشجع على زيادة اقتراض الشركات لتشجيعها على التوسع والتوظيف، وكذلك يعزز قروض الأفراد؛ ما يقود إلى زيادة الاستهلاك المحلي وإنعاش الاقتصاد.