تدفق قياسي.. كيف انقلبت الصناديق العالمية إلى الرهان على أسهم الصين؟

تحول موقف صناديق التحوط العالمية بشكل كبير للغاية من سحب استثماراتها من الأسهم الصينية، إلى ضخ المليارات من الدولارات إثر حزمة تحفيز موسعة أقرتها بكين الأسبوع قبل الماضي، وصفها بيان البنك المركزي الصيني بالأكبر منذ الجائحة.

وسجلت مشتريات صناديق التحوط خلال الأسبوع الممتد بين 23 و27 سبتمبر أعلى مستوى على الإطلاق منذ بدء رصد البيانات العام 2016، وفق مذكرة لبنك «غولدمان ساكس» نشرتها رويترز.

واستهدفت الاستثمارات مراكز طويلة الأجل في أسهم قطاعات مثل السلع الاستهلاكية والصناعات والخدمات المالية والتكنولوجيا، فيما لم تشهد تعاملات الأسبوع سوى مبيعات طفيفة في قطاع الطاقة، بحسب المذكرة نفسها.

هذا التحول قفز بأسهم الصين بوتيرة حادة لتسجل أفضل مكاسب أسبوعية منذ أكثر من عقد، في موجة صعود امتدت آثارها إلى سوق الأسهم العالمية، وسط حالة من التفاؤل بشأن نجاح خطة تحفيز ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

تأثير السوق

شهدت الأسهم الصينية أفضل مكاسبها الأسبوعية في أكثر من 10 أعوام مدفوعة بـتخفيضات أسعار الفائدة، والإعلان عن صندوق بقيمة 114 مليار دولار لرفع أسعار الأسهم.

بالتزامن مع ذلك، شملت حزمة التحفيز رفع القيود المفروضة على شراء المنازل، إضافة إلى قرار البنك المركزي الصيني بخفض الاحتياطي الإلزامي على البنوك، ما يعني تحرير أكثر من 142 مليار دولار من السيولة النقدية في الأسواق.

أداء استثنائي

في غضون ذلك، شهد مؤشرا (CSI 300) الرئيس في الصين ومؤشر «شنغهاي المركب» خلال جلسة 30 سبتمبر الماضي أكبر مكاسب لهما في يوم واحد منذ العام 2008.

وارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» 8% في تلك الجلسة، وذلك قبل بداية عطلة العيد الوطني الصيني «الأسبوع الذهبي».

وارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» 21.4% وصولاً إلى مستويات 3336.50 نقطة، بينما ارتفع المؤشر 11.4% في الربع الثالث من العام الحالي، وبنسبة 12.5% منذ بداية العام.

ماذا حدث؟

دفعت الزيادة الكبيرة في الاستثمارات والتحفيز الصيني صناديق التحوط إلى التركيز على اختيار الأسهم الصينية والتي ارتفعت 6% في المتوسط خلال الأسبوع المنتهي اليوم الجمعة.

وفقاً لبيانات «غولدمان ساكس» حققت صناديق التحوط أفضل عائد لها على الإطلاق، وبلغت مكاسب هذه الصناديق 12.8% منذ بداية 2024 حتى الآن.

وسجلت بورصة لندن للأوراق المالية تدفقات بقيمة 2.4 مليار دولار إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الأسهم الأجنبية التي تركز على الأسهم الصينية في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر سبتمبر. وفقاً لبيانات البورصة.

وبعيداً عن صناديق التحوط، زاد المستثمرون الأجانب على المدى الطويل مراكزهم خوفاً من أن يفوتوا فرصة الارتفاع القوية التي شهدها سوق الأسهم الصينية بحسب «غولدمان ساكس».