logo
أسواق

ترامب يحصل على تنازلات بعضها حقيقي والآخر قليل التأثير

ترامب يحصل على تنازلات بعضها حقيقي والآخر قليل التأثير
دونالد ترامب يلوح بيده خلال تجمع انتخابي في هنديرسون، نيفادا، الولايات المتحدة، 31 أكتوبر 2024.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:11 فبراير 2025, 01:25 م

نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الدفع بالولايات المتحدة إلى الساحة الدولية، حيث أطلق إنذارات لحلفائه وأعدائه على حد سواء، مطالباً إياهم بالانصياع لمصالح أميركا تحت تهديد فرض حلول بديلة.

تهديداته التي تتراوح بين الرسوم الجمركية المرتفعة والاستحواذ المباشر على الموارد، تشكل جزءاً من نهج دبلوماسي يعتمد على الصفقات، وغالباً ما يصاحبه مطالبات صريحة.

استجابت العديد من الدول لتلك التهديدات بتقديم تنازلات. بعضها كان حقيقياً، مثل الالتزام بشراء المزيد من المنتجات الأميركية أو الاستثمار في الأنشطة الأميركية. وفي حالات أخرى، كانت التنازلات عبارة عن إعادة صياغة سياسات قائمة أو تدابير رمزية أكثر منها جوهرية.

الحدود الأميركية

أرسلت المكسيك 10,000 جندي من الحرس الوطني إلى الحدود مع الولايات المتحدة للعمل على ضبط الهجرة ووقف تدفق المخدرات، في خطوة تعتبر إضافة جديدة إلى تواجدها الأمني على الحدود، وقد كان لهذا الإجراء دور في دفع ترامب لتعليق تهديده بفرض رسوم جمركية مرتفعة الأسبوع الماضي. ومع ذلك، يشكك العديد من الخبراء في أن هذه التعزيزات سيكون لها تأثير ملموس، ويحتفظون بحكمهم في الوقت الحالي.

أما في حالة كندا، فقد كانت قد أعلنت بالفعل في ديسمبر عن استثمار بقيمة 1.3 مليار دولار كندي (909 مليون دولار) في أمن الحدود، مستهدفة الفنتانيل والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة. وفي 3 فبراير، أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو عن تعليق الرسوم الجمركية الأميركية، مشيراً إلى توجيه جديد للمخابرات بخصوص الجريمة وتهريب الفنتانيل، مع تخصيص ميزانية قدرها 200 مليون دولار كندي، بالإضافة إلى تعهده بتعيين "قيصر الفنتانيل"، وهو منصب لم يتم تعيين شاغله بعد.

اليابان

لطالما أزعج الفائض التجاري الكبير لليابان مع الولايات المتحدة ترامب، الذي لم يتردد في مناقشته مع رئيس الوزراء شغيرو إيشبا خلال زيارته الأولى للبيت الأبيض الأسبوع الماضي، ورغم أنه من غير المؤكد ما إذا كانت اليابان ستكون في مرمى الرسوم الجمركية، فقد أبدى إيشبا استعداده لدعم المصالح الأميركية، متعهداً بزيادة الاستثمارات اليابانية في أميركا إلى تريليون دولار، وشراء الغاز والإيثانول والأمونيا الأميركية.

وتشمل هذه الاستثمارات وعداً بقيمة 100 مليون دولار قدمه الرئيس التنفيذي لمجموعة «سوفت بانك»، ماسايوشي سون، خلال لقاء مع ترامب في ديسمبر. كما ذكر إيشبا أيضاًَ مشاريع جديدة لتصنيع السيارات في الولايات المتحدة لشركات «تويوتا موتور» و«إيسوزو موتور».

الهند

كانت الهند التي وصفها ترامب سابقاً بأنها مستغلة كبيرة في مجال التجارة، تسعى منذ فترة طويلة لإظهار رغبتها في فتح اقتصادها، وأكد رئيس الوزراء ناريندرا مودي هذه الرسالة خلال زيارته للولايات المتحدة هذا الأسبوع، وقال وزير الدولة للشؤون المالية، توهين كانتا باندي، لوكالة «رويترز»: «لا نريد أن نعطي لأي أحد انطباعاً بأننا نريد أن نكون حمائيين»، مضيفاً أن موقفنا هو أننا لا نريد زيادة الحماية التجارية.

وتدرس الهند خفض الرسوم الجمركية في حوالي اثني عشر قطاعاً، بما في ذلك الإلكترونيات والمعدات الطبية والكيميائية، بهدف تعزيز الصادرات الأميركية وفقاً لخطط الإنتاج المحلية في نيودلهي. كما قد يقترح مودي زيادة الواردات الأميركية في مجالات الطاقة والدفاع.

أوروبا والأمن

منذ ولايته الأولى، بدأ ترامب في الضغط على حلفاء الناتو الأوروبيين لزيادة إنفاقهم الدفاعي، وحقق بعض النجاح في ذلك. فقد أعلن الأمين العام لحلف الناتو، مارك روتي، الأسبوع الماضي أن الالتزام الجديد بالإنفاق العسكري، الذي سيُحَدَّد هذا العام، سيكون أعلى بكثير من هدف 2% من الناتج المحلي الإجمالي الذي فشل العديد من حلفاء الناتو في تحقيقه قبل عشر سنوات. الحرب في أوكرانيا ساعدت على تركيز الأذهان في أوروبا على احتياجات الأمن، ولكن يبقى أن نرى كيف ستتمكن الحكومات ذات الميزانيات الضيقة، من تمويل زيادة الإنفاق الدفاعي.

ما يظل أكثر غموضاً هو ما سيحدث بشأن تصريح ترامب بأن الولايات المتحدة يجب أن تحصل على جزء من إيرادات استخراج المعادن النادرة والمواد الأساسية الأخرى من أوكرانيا مقابل دعمها في جهود الحرب. العام الماضي، طرحت أوكرانيا فكرة فتح مناجمها الحيوية للاستثمارات من حلفائها، وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع «رويترز» الأسبوع الماضي استعداده للتوصل إلى اتفاق مع ترامب.

لكن زيلينسكي أوضح أن كييف لا تعرض تقديم الموارد، بل تقترح شراكة لتطويرها بشكل مشترك، ولا يزال من غير الواضح أيضاً ما إذا كانت هذه الموارد تقع على الجانب الروسي من خط الجبهة الحالي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC