تراجعت معظم الأسهم الآسيوية اليوم الأربعاء، في حين سجّل الذهب مستويات قياسية جديدة.
وأدت المخاوف الاقتصادية والتطورات الجيوسياسية إلى الحد من شهية المخاطرة، بينما ضعف الين الياباني بشكل طفيف بعدما قرر بنك اليابان الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير كما كان متوقعاً.
ويبدو أن المزاج الحذر مستمر في أوروبا، حيث ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «يورو ستوك 50» 0.11%، بينما لم تشهد العقود الآجلة لمؤشر «داكس» تغيراً كبيراً.
وتداول الين عند 149.79 مقابل الدولار، منخفضاً بشكل طفيف خلال اليوم، في ظل تقييم صانعي السياسة للمخاطر الاقتصادية المتزايدة الناجمة عن ارتفاع الرسوم الجمركية الأميركية وتأثيرها المحتمل على تعافي اليابان الهش.
وساهمت التوقعات برفع بنك اليابان لأسعار الفائدة في ارتفاع الين 5% مقابل الدولار منذ بداية العام، ليصل الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياته في خمسة أشهر عند 146.54 ين للدولار، بينما استقر مؤشر «نيكي» الياباني دون تغيّر يُذكر.
وبعد رفع أسعار الفائدة في يناير، صوّت مجلس بنك اليابان بالإجماع على الإبقاء على سعر الفائدة الأساسي عند 0.5% خلال اجتماع استمر يومين وانتهى الأربعاء.
وقال كبير الاقتصاديين في آسيا لدى «إتش إس بي سي» فريد نيومان لرويترز: «في النهاية، المسألة تتعلق بموعد وليس بإمكانية رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة مجدداً».
جاء قرار بنك اليابان قبل ساعات قليلة من إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي «البنك المركزي الأميركي» قراره بشأن السياسة النقدية، حيث ستركز الأسواق على التوقعات الاقتصادية الجديدة للمسؤولين وتصريحات رئيس «الفيدرالي» جيروم باول.
وكان مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، مستقراً عند 103.34 نقطة، متماسكاً قرب أدنى مستوياته في خمسة أشهر التي سجلها في الجلسة السابقة.
وقال جوليان لافارج، كبير استراتيجيي الأسواق لدى «باركليز برايفت بنك»: «الفيدرالي، مثل الأسواق، بحاجة ماسة إلى رؤية أوضح بشأن التجارة والرسوم الجمركية والسياسات العامة».
ويتوقع المتداولون خفضاً إجمالياً بـ58 نقطة أساس في أسعار الفائدة الأميركية خلال العام الجاري، مع ترجيح أن يبدأ التخفيض الأول في يوليو، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».
تصاعدت التوترات الجيوسياسية مع تنفيذ إسرائيل غارات جوية على غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص يوم الثلاثاء؛ ما أنهى قرابة شهرين من الهدوء النسبي منذ وقف إطلاق النار، ما أثار قلق المستثمرين.
في الوقت نفسه، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تعليق الهجمات على منشآت الطاقة الأوكرانية مؤقتاً، لكنه لم يصادق على وقف إطلاق نار شامل لمدة 30 يوماً.
أدى ذلك إلى تزايد الحذر بين المستثمرين، ما حدّ من تحركات الأسواق، حيث تراجع مؤشر «إم إس سي آي» الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ «باستثناء اليابان» 0.27%.
وتذبذبت الأسهم الإندونيسية بين المكاسب والخسائر اليوم بعدما شهدت الأسواق أمس أكبر انخفاض لها في نحو ثلاث سنوات، وسط مخاوف بشأن الاستراتيجية المالية للحكومة.
أما في «وول ستريت»، فسجلت الأسهم الأميركية انخفاضاً حاداً الثلاثاء، مع توخي المستثمرين الحذر قبل قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بينما يقيّمون تأثير الرسوم الجمركية التي يعتزم ترامب فرضها.