شهدت الأسهم حتى الآن أداءً ضعيفاً في ديسمبر، على حين كانت السنة الحالية استثنائية للأسهم الأميركية، رغم ذلك يترقب المستثمرون أن تشهد الأيام الأخيرة من 2024 بعض البهجة مع اقتراب العطلات، رغم تحذيراتهم من الرياح المعاكسة المحتملة.
ارتفع مؤشر «إس آند بي 500» بأكثر من 23% لهذا العام، رغم التراجع الكبير الذي سجله هذا الأسبوع. ورغم ذلك، استفادت وول ستريت تاريخياً من إغلاق سنوي قوي.
ومنذ عام 1969، شهدت الأيام الخمسة الأخيرة من التداول في العام، بالإضافة إلى اليومين الأولين من العام التالي، زيادة بمعدل 1.3% على مؤشر «إس آند بي 500»، وهي فترة تُعرف باسم «انتعاش بابا نويل»، وفقاً للمتداولين.
لكن هذا العام، تشير بعض المؤشرات إلى أن «بابا نويل» قد يخيب آمال المستثمرين. ويوم الأربعاء، سجل مؤشر «إس آند بي 500» أكبر انخفاض يومي له منذ أغسطس، بعد أن فاجأ الاحتياطي الفيدرالي المستثمرين بإعلانه عن تخفيضات في أسعار الفائدة أقل من المتوقع في عام 2025.
ويبدو أن السوق يعاني ضعفاً في مكوناته: ثمانية من أصل 11 قطاعاً في مؤشر «إس آند بي 500» في المنطقة السلبية لشهر ديسمبر، بينما سجل المؤشر المعدل بالتساوي للأسهم انخفاضاً بنسبة 7%.
ويعد ارتفاع عوائد سندات الخزانة مصدر قلق آخر للأسواق، وفقاً لما ذكره مات مالي، كبير إستراتيجيي الأسواق في شركة «ميلر تاباك»، فقد بلغت عوائد السندات القياسية لعشر سنوات 4.55% يوم الخميس بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من ستة أشهر.
وبالنظر إلى أن مؤشر «إس آند بي 500» يتم تداوله بمعدل 21.6 مرة من الأرباح المتوقعة، وهو أعلى بكثير من متوسطه التاريخي البالغ 15.8، فإن هذا الارتفاع في العوائد سيزيد الضغط على تقييمات الأسهم.
رغم ذلك، قد يكون التراجع هذا الأسبوع إيجابياً؛ لأنه أزال بعض الحماسة المفرطة بشأن الأسهم، ما يعد السوق لانتعاش قريب، وفقاً لما قاله تشاك كارلسون، المدير التنفيذي لشركة «هورايزن للاستثمار».
تعد فترة «بابا نويل»، عندما تقترن مع الأيام الخمسة الأولى من التداول في يناير وأداء يناير بشكل عام، مؤشراً مهماً للسنة المقبلة: عندما تكون هذه المؤشرات إيجابية، انتهت السنة بالارتفاع في أكثر من 90% من الحالات خلال الـ 50 عاماً الماضية، وفقاً للألبوم.
لكن قد تكون هذه القوة الموسمية قد تم توقعها هذا العام، حيث سجل مؤشر «إس آند بي 500» عائداً استثنائياً بنسبة 5.7% في نوفمبر، مدفوعاً بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر، وفقاً لما ذكره كارلسون.
وقد حققت بعض الشركات الكبرى أداءً جيداً في ديسمبر، مثل «تسلا» و«ألفابيت»، اللتين ارتفعتا بنسبة 26% و12% على التوالي منذ بداية الشهر، وزادت أسهم «برودكوم» بنسبة 35% في ديسمبر بعد أن توقعت الشركة في وقت لاحق من هذا الشهر طلباً متزايداً على رقائق الذكاء الاصطناعي المخصصة، ما دفع قيمتها السوقية إلى أكثر من تريليون دولار.