من جديد، يصطدم اقتصاد اليورو بصخرة البيانات السلبية التي تأتي خارج توقعات الأسواق، وفي تلك المرة جاءت بيانات الحساب الجاري لدول اليورو، لتكشف عن هبوط حاد يفوق التوقعات.
بينما جاءت بيانات ناتج البناء على أساس شهري خلال أبريل دون التوقعات، في إشارة إلى تضرر العديد من القطاعات الاقتصادية في المنطقة بتشدد المركزي الأوروبي، تزامنًا وبيانات دون التوقعات لأكبر اقتصادات المنطقة، والذي دخل في حالة من الركود الفني.
المزيد من الارتفاعات في أسعار الفائدة سيقود إلى تراجع بالنشاط الاقتصادينائب المركزي الأوروبي
هبوط حاد
وفي غضون ذلك كشفت بيانات المركزي الأوروبي، اليوم الثلاثاء، عن انخفاض فائض الحساب الجاري إلى 4 مليارات يورو مقابل توقعات بتسجيل 27.3 مليار يورو.
بينما سجل الفائض التجاري لدول المنطقة خلال مارس الماضي، فائضًا بقيمة تبلغ حوالي 31 مليار يورو وفقًا لبيانات المركزي الأوروبي.
وفي غضون ذلك جاء ناتج البناء في منطقة اليورو، متراجعا بنسبة 0.44% مقابل توقعات بنمو صفر، ومقابل تراجع فعلي خلال مارس بنسبة 1.64%.
اقرأ أيضًا..
سيناريو لم يتوقعه أحد.. أوروبا تتجه صوب الهبوط الخشن
الاقتصاد الألماني
وفي غضون ذلك كشفت بيانات مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني destati، عن تراجع يفوق التوقعات لمؤشر أسعار المنتجين الألماني.
وانخفض مؤشر أسعار المنتجين الألماني على أساس شهري بنسبة 1.4%، مقابل توقعات بتراجع 0.7% ومقابل نمو فعلي 0.35 خلال أبريل الماضي.
وعلى أساس سنوي، تراجع مؤشر أسعار المنتجين الألماني إلى 1%، مقابل توقعات بتسجيل 1.7% وأقل كثيرًا من القراءة السابقة خلال أبريل، والتي سجلت نموا بنسبة 4.1%.
العجز الفني
وفي وقت سابق كشف مكتب الإحصاء الاتحادي، أن الاقتصاد الألماني دخل في حالة الركود الفني خلال الربع السنوي الأول من عام 2023 الجاري.
وفي المقابل أكد رئيس بنك ألمانيا المركزي يواكيم ناغل، اليوم الثلاثاء، عدم تضرر النمو الاقتصادي في بلاده بالسياسة المتشددة.
وفي غضون ذلك قال عضو المركزي الأوروبي ومحافظ البنك الاتحادي الألماني، يواكيم ناغل: "قد يحتاج المركزي الأوروبي لرفع الفائدة بالمزيد بعد الصيف، لضمان عودة التضخم بالوقت المناسب إلى 2%".
رغم الركود الفني.. أوروبا بحاجة لرفع الفائدة بالمزيد بعد الصيف، لضمان عودة التضخم إلى مستهدف 2% في الوقت المناسبمحافظ المركزي الألماني
من الفائض إلى العجز
ووفقًا لبيانات المركزي الأوروبي، سجلت فائضًا بقيمة 4 مليارات يورو في أبريل 2023 ، انخفاضًا من 31 مليار يورو في الشهر السابق.
وبلغ عجز الحساب الجاري 55 مليار يورو (0.4% من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو) في 12 شهرًا حتى أبريل 2023 ، مقارنة بفائض قدره 138 مليار يورو (1.1% من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو) قبل عام واحد.
وبلغ صافي مبيعات منطقة اليورو للأوراق المالية الاستثمارية خارج منطقة اليورو 106 مليارات يورو، بينما بلغ صافي استحواذ غير المقيمين للأوراق المالية الاستثمارية في منطقة اليورو، 219 مليار يورو في 12 شهرًا حتى أبريل 2023.
اقرأ أيضًا..
الأسواق أفرطت بالتفاؤل.. الجميع يهبط إلا واحدا
أسباب التراجع
وكشفت بيانات المركزي الأوروبي عن تسجيل الفوائض في السلع (16 مليار يورو) والخدمات (4 مليارات يورو) ، في حين حدث العجز في الدخل الثانوي بقيمة (15 مليار يورو) والدخل الأولي بقيمة (2 مليار يورو).
وأوضح المركزي الأوروبي أن التحول للعجز جاء مدفوعًا بشكل أساسي، بانخفاض فائض السلع (من 140 مليار يورو إلى 23 مليار يورو) ، والتحول من فائض (36 مليار يورو) إلى عجز (17 مليار يورو) في الدخل الأولي.
إضافة إلى انخفاض في فائض الخدمات (من 118 مليار يورو إلى 104 مليارات يورو) وكذلك العجز أكبر في الدخل الثانوي (ارتفاعًا من 157 مليار يورو إلى 165 مليار يورو).
وفي الاثني عشر شهرًا حتى أبريل 2023 ، سجل الحساب الجاري، عجزًا قدره 55 مليار يورو (0.4% من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو) ، مقارنة بفائض قدره 138 مليار يورو (1.1% من إجمالي الناتج المحلي لمنطقة اليورو) قبل عام واحد.
المغالاة في رفع الفائدة قد لا تؤتي النتائج المتوقعة بشأن كبح معدلات التضخمعضو المركزي الأوروبي
خسائر اليورو
وأظهرت بيانات المركزي الأوروبي في أبريل 2023 ، انخفاض مخزون الأصول الاحتياطية لـ Eurosystem إلى 1120.8 مليار يورو ، نزولًا من 1133.1 مليار يورو في الشهر السابق.
وعزا البنك هذا الانخفاض إلى التغيرات السلبية في سعر الصرف (5.0 مليار يورو) ، والتغيرات السلبية في الأسعار (4.9 مليار يورو) وصافي مبيعات الأصول (1.8 مليار يورو).
اقرأ أيضًا..
الأسهم لم تقتنع.. قرار الصين قد يُبطئ الهبوط ولكن لن يمنعه
رياح عكسية
وقال عضو البنك المركزي الأوروبي بوريس فوغيتش، اليوم الثلاثاء،: "ضغوط التضخم الأساسي في منطقة اليورو لا تزال مرتفعة للغاية".
وفي غضون ذلك طالب فوغيتش بضرورة تفكير لجنة السياسة النقدية في المركزي الأوروبي في مخاطر القيام بمزيد من رفع الفائدة.
وأشار عضو المركزي الأوروبي إلى أن المغالاة في رفع الفائدة قد لا تؤتي النتائج المتوقعة بشإن كبح معدلات التضخم.
وقال فوغيتش: "ربما تأتي السياسة المتشددة من جانب المركزي بنتائج عكسية، حيث إن الهبوط الناعم قد لا يكون ممكنا في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي.
مزيد من التشديد
وفي غضون ذلك حذر نائب محافظ المركزي الأوروبي لويس دي غويندوس، اليوم الثلاثاء، من أن المزيد من الارتفاعات في أسعار الفائدة سيقود إلى تراجع بالنشاط الاقتصادي.
بيد أنه وفي المقابل من التحذيرات، يرى غويندوس أن توقعات سوق العمل الأوروبي كانت إيجابية، واصفا البيانات الأخيرة بأنها مثيرة للإعجاب .
اقرأ أيضًا..
