وبين التعثر والانفراج، لا تزال الأسواق تأمل باتفاق حقيقي، بعيدًا عن تصريحات التهديد والتخويف، التي ينتهجها طرفا الأزمة في واشنطن، وذلك بشأن كارثة التعثر المحتمل عن سداد الديون الأميركية.
وفي غضون ذلك تراقب السوق عن كثب، تطور المفاوضات بين الجمهوريين الذين يقودهم كيفن مكارثي، والديمقراطيين بزعامة الرئيس جو بايدن، وسط إصرار كلا الجانبين على مطالبه، ما يدفع الأسواق لمزيد من الخوف بشأن نفاد الوقت قبل التوصل لاتفاق.
لم نتمكن حقًا من رؤية قدر كبير من الشفافية بشأن موعد التعثر، لكن يبدو أن الديمقراطيين يتحوطون الآنستيف سكاليس
وفي غضون ذلك يشكك الجمهوريون في الموعد النهائي لنفاد الأموال الفيدرالية، والذي حددته وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين.
وبعيدًا عن الموعد النهائي لم تتجاوز المفاوضات بين الطرفين، حاجز الآمال والطموح دون الوصول إلى تقدم حقيقي يذكر حتى الآن، لتصبح النتيجة صفرا في ظل المقايضات المستمرة بين الجانبين.
اقرأ أيضًا..
بنك أميركي: لا تشترِ الآن.. الأسواق خادعة والاختراق كاذب
وأثار الجمهوريون في مجلس النواب، تساؤلات حول تعليقات وزيرة الخزانة جانيت يلين، التي تحدد موعدًا نهائيًا في الأول من يونيو، لتجنب التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، فإن المفاوضين بشأن سقف الديون، يركزون على قائمة صغيرة من القضايا الرئيسية، بعد أن التقى الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفين مكارثي.
وتبدلت توقعات يلين لموعد التعثر، بعدما جاء موسم الضرائب أقل بكثير مما كان متوقعًا ، مما دفع وزارة الخزانة إلى التحذير، من أن الولايات المتحدة قد تكون عرضة لخطر التخلف عن السداد، في وقت أقرب بكثير مما تم طرحه في وقت سابق.
وقال مكتب الميزانية غير الحزبي في الكونغرس، في وقت سابق من هذا العام، أن البلاد قد تضرب سقف الديون في أواخر سبتمبر.
بينما الآن يردد مكتب الميزانية في الكونغرس تحذير يلين، مشيرًا إلى أن "هناك خطرًا أكبر بكثير" من نفاد القدرة على الاقتراض في أوائل يونيو.
اقرأ أيضًا..
هل يَصدُق؟.. المركزي الأوروبي يحدد موعد نهاية التشديد
تشمل القضايا التي لا تزال مطروحة على الطاولة، إصلاحات تصاريح الطاقة ومتطلبات إعانات البطالة، وبعض أشكال المساعدة الفيدرالية، وإعادة توزيع أموال الطوارئ غير المستخدمة لـ Covid-19.
وفي غضون ذلك أثارت مجموعة كبيرة من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، تساؤلات حول ما إذا كان الموعد النهائي، الذي حددته وزارة الخزانة في الأول من يونيو، لتجنب التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة محتملًا كان دقيقًا.
نود أن نرى المزيد من الشفافية حول كيفية وصولهم إلى ذلك التاريخستيف سكاليس
وقال النائب الجمهوري ستيف سكاليس: "نود أن نرى المزيد من الشفافية حول كيفية وصولهم إلى ذلك التاريخ".
وأضاف سكاليس: "أعتقد أن تعليقات وزيرة الخزانة جانيت يلين الأخيرة، التي أشارت إلى أن الأول من يونيو تاريخ التعثر المحتمل، قد يمتد إلى العاشر من يونيو".
وقال سكاليس: "لم نتمكن حقًا من رؤية قدر كبير من الشفافية، لكن يبدو أنهم يتحوطون الآن، ويفتحون الباب لإعادة التاريخ إلى الوراء، في إشارة إلى ضغط الديمقراطيين لإقناع الكونغرس لتمرير قرار رفع سقف الديون".
وفي غضون ذلك قال رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي: "نحن نقترب من الاتفاق، حيث إن حصر القضايا الخلافية بات أقل بكثير من ذي قبل".
بيد ان مكارثي أكد في الوقت ذاته، على أن الصفقة بين الطرفين تتطلب موافقة الرئيس بايدن على خفض الإنفاق، وبدون ذلك تظل الصفقة بعيدة".
ويرى الجمهوريون أن بايدن لم يقدم أو يقبل بعد حلولًا حقيقية لرفع سقف الديون ومعالجة الأزمة الحاصلة، وفقًا لعضوة مجلس النواب الجمهوري إليز ستيفانيك.
وقال المفاوض الجمهوري ، النائب باتريك ماكهنري: " إن الإنفاق لا يزال يمثل أكبر عقبة أمام التوصل إلى اتفاق".
اقرأ أيضًا..
ثورة العملاق الهندي.. البراءة قد تدفع أداني إلى العرش
ومنذ ساعات قال رئيس مجلس النواب الأميركي ، كيفين مكارثي : "أشك في إمكانية التوصل إلى إتفاق بشأن قضية سقف الدين للحكومة الأميركية، قبل يوم الثلاثاء المقبل".
ويأتي هذا التشاؤم بعد تصريحات يوم الاثنين الماضي، التي أكد خلالها جو بايدن ومكارثي، أنهم اكثر تفاؤلًا بشأن التوصل لاتفاق بعد اجتماعهما، الذي وصفه بايدن بأنه كان بناء.
وأصر رئيس الأغلبية بمجلس النواب على أن سبب المشكلة، التي تواجهها الولايات المتحدة الآن، هو الإنفاق الزائد لحكومة الديمقراطيين.
ورغم هذا أكد رئيس مجلس النواب، على أن المفاوضات بينهم وبين البيت الأبيض لا تزال جارية، ولكن الخلافات حول بعض البنود الهامة بالاتفاق، هي التي تستمر في إعاقة التقدم.
وفي جلسة استماع لمجلس الشيوخ، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين، إنه إذا تخلفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها، فإن هذا سيؤدي إلى فقدان كبير للثقة في الدولار الأميركي، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان مكانته كعملة احتياطية عالمية.
وقالت يلين: "سيكون إخفاق حكومة الولايات المتحدة لأول مرة منذ عام 1789، في عدم دفع الفواتير التي تلتزم بسدادها، وسيؤدي ذلك إلى فقدان الثقة في الولايات المتحدة، باعتبارها البلد الأكثر أمانًا، إضافة إلى فقدان الدولار لمكانته".
وأشارت يلين إلى أن ما يحدث من نزاع سياسي، سيؤدي إلى تعريض الثقة الكاملة والائتمان للولايات المتحدة للخطر والتهديد، وهو ما قد ينسحب إلى حدوث كارثة اقتصادية ومالية.
اقرأ أيضًا..