وصعد مؤشر "نيفتي 50" بنهاية تعاملات اليوم الاربعاء بنسبة 2.02% أو ما يعادل 442 نقطة إلى 22326.65 نقطة، وارتفع مؤشر "سينسكس" بنسبة 1.9% إلى 73451 نقطة، جاء ذلك مع توارد أنباء وتقارير تناقلتها وسائل إعلام هندية بشأن توصل الحزب الحاكم الذي يقوده مودي لاتفاق مع الأحزاب الصغيرة لتكوين ائتلاف يمثل أغلبية تؤهله للحصول على ولاية ثالثة.
ربما تكره الأسواق حالة عدم اليقين أكثر من أي شيء آخر ــ وهو ما انعكس على اداء الأسواق أمسالخبير الاقتصادي ونائب الرئيس الأول في شركة إيلارا كابيتال- جاريما كابور
وجاء ذلك الصعود بعد هبوط المؤشرين بنسبة 5.93% و5.74% على الترتيب في جلسة أمس الثلاثاء، ليسجلا أعلى وتيرة للانخفاض منذ عام 2020.
وفي غضون ذلك بلغت خسارة مؤشر القيمة السوقية للأسهم الهندية أكثر من 31 تريليون روبية (371 مليار دولار) بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء.
وقال جاريما كابور، الخبير الاقتصادي ونائب الرئيس الأول في شركة إيلارا كابيتال في نيودلهي في تصريحات لوسائل إعلام هندية: " ربما تكره الأسواق حالة عدم اليقين أكثر من أي شيء آخر ــ وهو ما انعكس على اداء الأسواق أمس".
وحصل حزب "بهاراتيا جاناتا" الذي يقود مودي على 240 مقعداً في البرلمان من أصل 543 مقعداً وفق النتائج النهائية لفرز الأصوات، الأمر الذي يعني فشله في تحقيق الأغلبية، إذ يتطلب تشكيل الأحزاب أو التحالفات للحكومة الحصول على 272 مقعداً.
وهذا سوف يتطلب سعي رئيس الوزراء "ناريندرا مودي" للحصول على حلفاء من الأحزاب الأصغر ضمن التحالف الوطني الديمقراطي الذي يقوده حزبه الحاكم كي يضمن ولاية ثالثة في منصب رئيس الوزراء.
ويعتقد كابو أن ما عزز صعود الاسهم اليوم أن نتائج الفرز أشارت إلى أن التحالف قد يحصل على 294 مقعداً برلمانياً بحسب وسائل إعلامية محلية.
عزز من صعود الأسهم اليوم أن نتائج الفرز أشارت إلى أن التحالف قد يحصل على 294 مقعداً برلمانياًالخبير الاقتصادي ونائب الرئيس الأول في شركة إيلارا كابيتال- جاريما كابور
مودي والأسهم
تعهد مودي بتحويل الهند إلى دولة متقدمة بحلول عام 2047، وقام بتوجيه استثمارات ضخمة إلى البنية التحتية، ودعم التصنيع المحلي، وجذب الاستثمار الأجنبي، وخفض الروتين، ووعد بالقضاء على الفساد.
وفي عهد الزعيم الهندي، تضاعفت قيمة مؤشر نيفتي 50 ثلاث مرات تقريبا، وفي وقت سابق من هذا العام، تجاوزت القيمة السوقية لسوق الأسهم الهندية 4.3 تريليون دولار لتتجاوز هونغ كونغ كرابع أكبر سوق في العالم.
وقبل نتيجة الانتخابات المفاجئة يوم الثلاثاء، ارتفعت الأسهم الهندية إلى مستويات قياسية حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن التحالف الوطني الديمقراطي بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا في طريقه لتحقيق فوز ساحق.
نما الناتج المحلي الإجمالي في الهند بنسبة 8.2% في السنة المالية المنتهية في إبريل وهو ما يتجاوز بكثير معظم الاقتصادات النامية والمتقدمة على حد سواء.
وعلى مدى العقد الماضي، ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من إلى أكثر من 7500 دولار، خلال تلك الفترة، انتقلت الهند من كونها تاسع أكبر اقتصاد في العالم إلى خامس أكبر اقتصاد في العالم.
لا نعتقد أن نتيجة الانتخابات تؤثر على التوقعات طويلة المدى للسوق الهنديةغاري تان مدير محفظة في Allspring Global Investments
يقول جاريما كابور، الخبير الاقتصادي ونائب الرئيس الأول في شركة إيلارا كابيتال في نيودلهي: "إن الأغلبية العالية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا كانت ستعني شهية أكبر للإصلاحات واستمرار أجندة الإنفاق الرأسمالي".
وأضاف جاريما كابور: "تعيد الأسواق تقييم هذا التحول وبالتالي فإن معظم وحدات القطاع العام وبنوك القطاع العام والأسهم التي يقودها الإنفاق الرأسمالي تشهد تصحيحًا حادًا."
صعوبة الاصلاح
ترى ألكسندرا هيرمان، كبيرة الخبراء الاقتصاديين في جامعة أكسفورد إيكونوميكس، أن أغلبية مودي الأقل من المتوقع ستزيد من صعوبة إقرار الإصلاحات المتعلقة بتنظيم الأراضي والعمل ورأس المال.
وقالت هيرمان لوسائل إعلام هندية: "من المرجح أن يظل الاستثمار في البنية التحتية – الأقل إثارة للجدل – هو محور التركيز الرئيسي”.
وقال غاري تان مدير محفظة في Allspring Global Investments :"لا نعتقد أن نتيجة الانتخابات تؤثر على التوقعات طويلة المدى للسوق الهندية، والتي تدعمها رياح مواتية طويلة المدى بفضل التوترات الجيوسياسية الممتدة بين الصين والولايات المتحدة التي تفضل التحول إلى الهند".
الأسهم الهندية يتم تداولها بأسعار أعلى من الأسواق الناشئة الأخرىمورنينغ ستار للخدمات المالية
وفي تحليل الشهر الماضي، نقلت شركة الخدمات المالية مورنينغ ستار عن مدير محفظة أشار إلى أن الأسهم الهندية يتم تداولها بأسعار أعلى من الأسواق الناشئة الأخرى.
ونقلت مورنينج ستار عن شيتان سيغال من فرانكلين تمبلتون قوله: "نحن نظل انتقائيين في الشركات التي نستثمر فيها ونفضل تلك التي تتمتع بقوة أرباح مستدامة والتي تكون أسعار أسهمها أقل من تقديراتنا لقيمتها الجوهرية".
ويعتقد محللو مورنينغ ستار أن العديد من الشركات الهندية أصبحت الآن مبالغ فيها، ويرجع ذلك جزئيا إلى التدفق الهائل للمستثمرين المحليين الصغار عديمي الخبرة إلى السوق.