ارتفع اليورو وصعدت الأسهم الأوروبية، اليوم الاثنين، بعد اتفاق القادة الأوروبيين على صياغة خطة سلام لأوكرانيا، في حين تراجعت الأسهم في «وول ستريت» مع ترقب المستثمرين قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك، المتوقع صدوره في وقت مبكر من يوم الثلاثاء.
وتراجع «البيتكوين» نحو 4% بعد قفزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما تحدث ترامب عن إمكانية إنشاء احتياطي استراتيجي أميركي جديد يشمل مجموعة من العملات الرقمية.
واتفق القادة الأوروبيون خلال عطلة الأسبوع على إعداد خطة سلام لعرضها على الولايات المتحدة، بعد المواجهة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وترامب في المكتب البيضاوي.
وقال تيم غريسكي، كبير استراتيجيي المحافظ لدى «إنغالس آند سنايدر» في نيويورك: «هذا تطور إيجابي لأوروبا، إذ يعزز وحدة أوروبا الغربية، بما في ذلك أوكرانيا، ويضع حداً لروسيا، التي كانت واضحة بشأن رغبتها في استعادة الاتحاد السوفييتي السابق».
وأدى إدراك أوروبا للحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي إلى ارتفاع أسهم الشركات المصنعة للأسلحة الأوروبية.
وذكرت وكالة «رويترز» أن الأحزاب التي تجري محادثات لتشكيل الحكومة الألمانية الجديدة تدرس إنشاء صندوق دفاعي.
وأظهرت بيانات أميركية أن قطاع التصنيع حافظ على استقراره في فبراير، لكن مؤشر أسعار المنتجين سجل أعلى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، بينما استغرقت عمليات تسليم المواد وقتاً أطول، مما يشير إلى أن الرسوم الجمركية على الواردات قد تعرقل الإنتاج قريباً.
ووعد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى 10% على الطاقة الكندية. ويقول رجال الأعمال والاقتصاديون إن هذه الخطوة قد تؤثر سلباً في الاقتصاد في أميركا الشمالية. ومن المتوقع أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ يوم الثلاثاء الساعة 00:01 بالتوقيت الشرقي (05:01 بتوقيت غرينتش)، مما يزيد حالة عدم اليقين بين المستثمرين.
وقال غريسكي إن هناك تكهنات حول موقف ترامب بشأن الرسوم الجمركية متسائلاً هل ستُنَفَّذ فعلاً؟.
وسجل اليورو ارتفاعاً بنسبة 1.1% ليصل إلى 1.0489 دولاراً، بينما تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، بنسبة 0.72% إلى 106.54.
وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 1.12%، بدعم من أسهم شركات مثل «بي إيه إي سيستمز»، في حين ارتفع مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق العالمية بمقدار 2.43 نقطة، أي 0.28%، ليصل إلى 865.38.
وفي «وول ستريت»، تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي 108.71 نقطة، أي 0.25%، ليصل إلى 43,732.20 نقطة. وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 16.32 نقطة، أي 0.27%، ليصل إلى 5,938.18 نقطة، بينما تراجع مؤشر «ناسداك» المجمع 89.63 نقطة، أي 0.48%، ليصل إلى 18,757.64 نقطة.
وارتفع «بيتكوين» بنسبة 20% من أدنى مستوى له الأسبوع الماضي، الذي كان أقل من 80,000 دولار، بعد أن نشر ترامب على منصة «تروث سوشال» أن أمره التنفيذي الصادر في يناير بشأن الأصول الرقمية سيسهم في إنشاء احتياطي من العملات، يشمل «البيتكوين» و«الإيثيريوم» و«إكس آر بي» و«سولانا» و«كاردانو».
ولم يقدم ترامب أي تفاصيل حول كيفية عمل هذا الاحتياطي، لكن ذلك كان كافياً لإنعاش سوق العملات الرقمية، التي تعرضت لضغوط قوية الأسبوع الماضي.
وقال مات سيمبسون، كبير محللي السوق في «سيتي إندكس»: «ترامب قدم الدفعة التي كان يتطلع إليها متداولو العملات الرقمية بفارغ الصبر».
وسجل «بيتكوين» في آخر التعاملات 90,129 دولاراً. وواصلت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل تراجعها بعد صدور بيانات قطاع التصنيع، مع اقتراب موعد تطبيق الرسوم الجمركية.
وانخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.182%، وهو أدنى مستوى له منذ 9 ديسمبر. وكان العائد منخفضاً بمقدار 3.2 نقطة أساس عند 4.197%.
ومن المتوقع أن يكون تقرير الوظائف الأميركية لشهر يناير، المقرر صدوره يوم الجمعة، حدثاً رئيساً خلال الأسبوع الجاري. وأدت سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة أخيراً إلى تعزيز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يكون أكثر ميلاً لخفض أسعار الفائدة.
وتتوقع الأسواق الآن أن يخفض «الفيدرالي» أسعار الفائدة بمقدار 65 نقطة أساس هذا العام، مقارنة بتوقعات سابقة بخفض أقل من 50 نقطة أساس.
ومن المتوقع أيضاً أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه يوم الخميس، رغم أن الغموض لا يزال يحيط بتداعيات هذه الخطوة على السياسة النقدية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية.
وتراجع سعر النفط الخام الأميركي بنسبة 0.6% ليصل إلى 69.35 دولاراً للبرميل، بينما انخفض سعر خام «برنت» بنسبة 0.4% ليصل إلى 72.52 دولاراً للبرميل. وارتفع الذهب الفوري بنسبة 1.07% ليصل إلى 2,889.12 دولاراً للأونصة.