logo
مقالات الرأي

الاحتفاء بالنصر يهيمن على اليوم الأول من مؤتمر «سيرا ويك» في هيوستن

الاحتفاء بالنصر يهيمن على اليوم الأول من مؤتمر «سيرا ويك» في هيوستن
مشهد عام من صومعة الكيروسين في منشأة «أرامكو» السعودية النفطية في مدينة جدة السعودية، في يوم 24 نوفمبر 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:11 مارس 2025, 05:17 م

شهد اليوم الأول من مؤتمر «سيرا ويك» (CERAWeek) في هيوستن تصريحاً لافتاً من أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» السعودية، حيث قال خلال جلسة عامة مكتظة: «فرص نجاح المخطط الحالي أقل من احتمال عودة إلفيس برسلي للحديث مجدداً»، ما أثار موجة من الضحك بين الحاضرين.

كان الناصر يشير إلى الاستثمارات الضخمة التي أُنفقت على التحول بعيداً عن الهيدروكربونات، والتي تُقدَّر بتريليونات الدولارات، فضلاً عن التريليونات الإضافية التي يرى المدافعون عن البيئة أنها ضرورية لمواجهة الاحتباس الحراري الناجم عن النشاط البشري.

أخبار ذات صلة

«كوميرتسبانك»: «أوبك+» غير مستعدة للتخلي عن حصص لدعم أسعار الخام

«كوميرتسبانك»: «أوبك+» غير مستعدة للتخلي عن حصص لدعم أسعار الخام

وبالنظر إلى أن ملك الروك أند رول توفي عام 1977، وأن المتحدث التالي كان مايك ويرث، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «شيفرون» النفطية، بدا واضحاً أن الناصر كان واثقاً تماماً من طرحه.

تصريحه لاقى استحساناً في «دافوس رجال النفط» وعكس المزاج السائد في «سيرا ويك 2025»، حيث يشعر ممثلو قطاع الوقود الأحفوري، المدعومون بإدارة أميركية تشكك في تغير المناخ، بأنهم انتصروا في الجدل حول مستقبل الطاقة.

وقال الناصر في ختام كلمته: «مع رياح التاريخ تدفعنا مجدداً، دعونا نستغل خبرة صناعتنا الواسعة ومعرفتنا العملية لإرساء عصر جديد ذهبي من الطاقة الوفيرة والميسورة والمستدامة للجميع».

ورغم النبرة الخطابية، حملت تصريحاته رسالة أعمق من قطاع النفط: تغير المناخ تهديد حقيقي ومُلح، لكن حظر الهيدروكربونات – كما طالب به المتظاهرون المحتشدون خارج فندق «هيلتون أميركاز» – ليس الحل لمعالجته.

جاءت كلمة الناصر بعد خطاب رئيسي ألقاه كريس رايت، وزير الطاقة الأميركي الجديد، الذي تبنّى هو الآخر نبرة انتصارية، لكن ضمن سياق أميركي داخلي.

أعلن رايت اعتزازه بالتراجع عن «التركيز الأحادي على تغير المناخ» الذي انتهجته إدارة الرئيس السابق جو بايدن، ووصف سياسات الإدارة السابقة بأنها «شبه دينية»، مشيراً إلى أن إدارة ترامب تتبنى نهجاً «علمياً وبراغماتياً» في التعامل مع ملف الطاقة.

أخبار ذات صلة

النفط يتراجع بفعل الرسوم الأميركية وخطط أوبك+ لزيادة الإنتاج

النفط يتراجع بفعل الرسوم الأميركية وخطط أوبك+ لزيادة الإنتاج

وأضاف وسط تصفيق الحاضرين: «عندما يتعلق الأمر بسياسة الطاقة، فإن المصلحة الوحيدة التي نهتم بها هي مصلحة الشعب الأميركي».

كما انتقد نهج «الحلفاء الأوروبيين» الحاضرين، معتبراً أنهم تخلوا عن صناعات الصلب والبتروكيماويات «العظيمة سابقاً» لصالح آسيا، ليجدوا أنفسهم الآن يستوردون هذه المنتجات بتكلفة بيئية باهظة.

بدت حماسة رايت مستمدة من نهج ترامب، خاصة عندما استعرض اتفاقية لاستئناف صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال.

لكن في مؤتمر صحفي لاحق، بدا أقل حسماً عند سؤاله عن تفاصيل سياسة الطاقة الجديدة في الولايات المتحدة.

فكيف يمكن التوفيق بين رغبة الرئيس في إبقاء أسعار البنزين منخفضة قدر الإمكان، وحاجة قطاع النفط إلى أسعار مرتفعة لتحقيق الأرباح؟

ردّ بطريقة غير مقنعة قائلاً إن الأسعار ليست ضمن اهتماماته المباشرة، بل هي نتاج للعرض والطلب، مشدداً على أن الأولوية هي «البناء، ثم البناء» بدلاً من «الحفر، ثم الحفر».

وربما واضعاً في اعتباره رد فعل إيلون ماسك، أكد أنه لا يعارض السيارات الكهربائية، لكنه يرفض فكرة دعمها بأموال دافعي الضرائب الأميركيين أو المبالغة في قدرتها على خفض الانبعاثات الكربونية.

وعندما سُئل من قبل موقع (AGBI) عن موقفه من قرار «أوبك+» إعادة ضخ المزيد من النفط في الأسواق، اكتفى بالقول: «يسرني رؤيتهم يعودون. لم نكمل سوى 50 يوماً في المنصب، ومع ذلك بدأت أسعار النفط في الانخفاض بالفعل».

رغم أن هذا التصريح يُعد خبراً جيداً بالنسبة له ولإدارته، فإنه قد لا يكون كذلك بالنسبة لشركات النفط الحاضرة في «سيرا ويك»، ولا للدول المنتجة في الخليج العربي.

وإذا رافق رايت، الرئيس ترامب في زيارته المحتملة إلى السعودية قريباً، برفقة عدد من ممثلي قطاع النفط في هيوستن، فسيكون عليه توضيح أولويات الإدارة الجديدة: هل ستنحاز إلى المستهلكين والناخبين، أم ستضع مصالح قطاع النفط في المقام الأول؟

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC