بحلول عام 2025، يُتوقع أن تتبنى ما تزيد على 60% من شركات التصنيع العالمية، حلول الثورة الصناعية الرابعة، ما يعكس التحول الرقمي السريع عبر الصناعات التي تهدف إلى تحقيق عمليات أكثر ذكاءً وكفاءة، ومع انتشار ممارسات الثورة الصناعية الرابعة، يُدْفَع استخدام التوأم الرقمي دفعاً رئيساً من خلال دمج أجهزة إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات في الوقت الفعلي، تشهد الابتكارات في هذا المجال تحسينات في سرعة الاستجابة وتقليل التأخير، ونرى أن التطورات الجديدة في الذكاء الاصطناعي تعزز الصيانة التنبؤية، ما يمكّن من إدارة استباقية للمعدات والموارد، وبما يؤدي إلى كفاءة أكبر وتقليل الانقطاعات التشغيلية.
خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية
يمكن للشركات التي تستفيد من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة أن تحقق زيادات تصل إلى 30% في الإنتاجية، وخفضاً بنسبة 20% في التكاليف التشغيلية، يوفر تنفيذ التوأم الرقمي للمؤسسات القدرة على مراقبة عملياتها وتحسينها، من خلال تحليل البيانات في الوقت الفعلي، ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر دقة وزيادة الكفاءة، إضافة إلى ذلك، يسهل التوأم الرقمي الصيانة التنبؤية، بما يسمح للشركات بمعالجة المشكلات المحتملة قبل أن تتسبب في انقطاعات كبيرة، وإن القدرة على محاكاة سيناريوهات مختلفة، تساعد على التخطيط الموارد وإدارتها، ما يقلل من المخاطر ويعزز الإنتاجية عامة.
على الرغم من ذلك، فإن المؤسسات تواجه مجموعة من التحديات المحتملة عند تنفيذ التوأم الرقمي، أحدها هو دمج الأنظمة القديمة مع التقنيات الرقمية الجديدة، غالباً ما يتطلب ذلك التغلب على عقبات فنية تتعلق بالتوافق بين البيانات وتكامل الأنظمة، تتطلب عملية التنفيذ استثماراً كبيراً من الوقت والموارد، بما في ذلك تدريب الموظفين على استخدام التوأم الرقمي بفاعلية. ويوجد تحدٍ آخر يتمثل في إدارة الكميات الكبيرة من البيانات التي يولدها التوأم الرقمي، ما يتطلب قدرات تخزين ومعالجة وتحليل قوية، وإن ضمان أمن البيانات الحساسة، يمثل قضية حاسمة، ما يستلزم اتخاذ تدابير صارمة للأمن السيبراني.
مهارات تقنية وتجارية
في عام 2024، يُتوقع أن يستخدم نحو 50% من الشركات الصناعية الكبرى التوائم الرقمية لتحسين دورات تطوير منتجاتها وكفاءتها التشغيلية. ولاستخدام التوأم الرقمي بفاعلية، تحتاج الشركات إلى مزيج من المهارات التقنية والتجارية، يجب أن يكون لدى المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات فهم شامل لإدارة البيانات، وتكامل الأنظمة، والتحليلات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
كذلك فإن الأمن السيبراني مهم أيضاً لحماية سلامة التوأم الرقمي، من الناحية التجارية، يحتاج القادة إلى مهارات التفكير الإستراتيجي والقدرة على تحويل البيانات المعقدة إلى رؤى قابلة للتنفيذ تدعم أهداف الأعمال. وتعدُّ مهارات الاتصال والتعاون الجيدة أساسية لضمان قدرة الفرق على العمل معاً عملاً فاعلاً.