IBM: الإمارات والهند تقودان العالم في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي

تصدرت الإمارات والهند دول العالم في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لدراسة شاملة أجرتها "إنترناشيونال بيزنس ماشينز كورب" (IBM) مؤخراً، والتي سلطت الضوء على قيادة هذين البلدين في دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات التجارية.

وخلال السنوات الأخيرة، تبنّت الشركات الكبرى في هذين البلدين بشكل متزايد أدوات الذكاء الاصطناعي في عملياتها، ودمجت حوالي 42% من الشركات التي شملها الاستطلاع، الذكاء الاصطناعي في نماذج أعمالها بالفعل في البلدين، وفق التقرير.

تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي يعدّ محوراً أساسيًّا للشركات، إذ تزيد جميعها تقريباً من استثماراتها في الحلول الذكية. وعلى الرغم من التحديات المستمرة، تنظر العديد من الشركات إلى الذكاء الاصطناعي كفرصة كبيرة لزيادة قيمتها السوقية وحلّ محتمل لنقص العمالة.

كشفت الدراسة أن 59% من الشركات تنشر أو تستكشف تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع زيادة الاستثمارات على مدى العامين الماضيين. وبالإضافة إلى الإمارات والهند، تحتل الصّين أيضاً مرتبة عالية في تسريع تبني الذكاء الاصطناعي.

وتظهر الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي واضحة في مختلف الصناعات، لكن يتصدر قطاع السيارات بشكل ملحوظ، كما تتقدم قطاعات أخرى، مثل التصنيع والخدمات المالية، بسرعة.

ويعزز التزام الإمارات بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي الكفاءة والإنتاجية في مختلف القطاعات الاقتصادية، بدءاً من قطاع التجزئة، وصولاً إلى قطاع التمويل وما إلى ذلك، وفق تصريح أندرياس هاسيلوف، الرئيس التنفيذي لشركة "أومبوري"، لـ"إرم بزنس".

تفوق في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي

في الإمارات، أفاد 52% من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات أن شركاتهم لديها استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي للتكامل على مستوى المؤسسة. وفي الهند، أشار 42% من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات إلى نفس مستوى التنفيذ الاستراتيجي. وأفاد العديد من الخبراء أنه على الرغم من وجود استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم، إلا أنها غالباً ما تقتصر على مجالات أو حالات استخدام محددة. وتشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي البارزة أتمتة عمليات تكنولوجيا المعلومات، والأمن واكتشاف التهديدات، والحوكمة.

موجيس أحمد، مدير التسويق الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في "مايلستون سيستمز"، أوضح في تصريح، لـ"إرم بزنس"، أن الاستثمارات الكبيرة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، تعدّ دليلاً قاطعاً على التزامها لتصبح مركزاً عالمياً رائداً في التقدم التكنولوجي. وقال: "نرى أن هذا التركيز على الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين الكفاءة والإنتاجية والنمو الاقتصادي بشكل كبير على مستوى الدولة".

أدى ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى زيادة استخدامها بشكل كبير عبر تطبيقات مختلفة. ومع ذلك، هناك مخاوف مستمرة بشأن خصوصية البيانات، والمخرجات غير الدقيقة، وتحيزات النموذج، وخسارة العمال لوظائفهم. ورغم ذلك، أكد دروف أغراوال، الرئيس التنفيذي للعمليات والشريك المؤسس لشركة "شيبسي"، لـ"إرم بزنس"، أن ريادة دولة الإمارات في مجال الابتكار والمرونة، ولا سيما ضمن قطاع سلسلة الإمداد، تعزز قدرتها التنافسية وتجذب الاستثمارات العالمية.

المستقبل الواعد لتبني الذكاء الاصطناعي

توقع الخبراء أن تحافظ الإمارات على مكانتها الريادية في مجال تطبيق الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي، وأن تصبح مركزاً رائداً للبحث والتطوير في هذا المجال. وأشاروا إلى أنه مع تسارع اعتماد الذكاء الاصطناعي، من الضروري معالجة التحديات التي تُطرح على الساحة، مثل خصوصية البيانات، والاعتبارات الأخلاقية، وتأهيل القوى العاملة.