سيشهد عام 2025 انتشاراً في استخدامات وكلاء الذكاء الاصطناعي التوليدي لحل المشكلات، النهج الذي أصبح ممكناً بفضل خفض تكاليف النماذج اللغوية الكبيرة وتحسين أدائها وزيادة سرعتها. وعليه، ستظهر أطرٌ تنظيمية لحوكمة أداء وكلاء الذكاء الاصطناعي ومراقبة قدراتهم على اتخاذ القرارات والتصرف بشكل مستقل، مما سيؤدي إلى استخدامات أكبر لهذا النهج.
تخيّل، على سبيل المثال لا الحصر، أن يقوم أحد وكلاء الذكاء الاصطناعي بصياغة كود برمجي، بينما يعمل وكيل آخر على ضمان أمانه، ويتحقق وكيل ثالث من الأسلوب وقواعده، ويركز وكيل رابع على الارتقاء بالأداء. سيعيد هؤلاء الوكلاء الكرّة مرات عدة، ويقرّبهم كل تكرار من الحل الأمثل.
في عام 2025، سنواصل رؤية تحسينات كبيرة في تكاليف وسرعة ودقة الخوارزميات والبرمجيات. ورغم أن عمليات وكلاء الذكاء الاصطناعي المتكررة ستمتصُّ هذه المكاسب في البداية، إلا أنّ إبداع النماذج اللغوية الكبيرة بحل المشاكل سيسهم بخفض التكاليف وتعزيز المكاسب والأداء على نطاق واسع.
شهد عاما 2023 و2024 تقدّماً غير مسبوق في تعزيز قدرات النماذج الأساسية على أداء مهام مختلفة بشكل أفضل من غيرها. وفي حين بحثت العديد من الشركات عن نموذج نهائي واحد لاعتماده واستخدامه، ستدرك المزيد من المؤسسات في عام 2025 أهمية وجود نماذج مختلفة، وتثبت أنها أكثر نجاحاً وفقاً لاستخداماتها.
قد تتقارب هذه الاختلافات في المستقبل، لكن عام 2025 سيشهد نجاح المزيد من النماذج وبروزها لاستخدامات محددة بناءً على نقاط القوة والضعف في النماذج اللغوية الكبيرة. ستناسب هذه النماذج الفئات الفنية مقابل المجالات الإلكترونية أو القطاعات المختلفة والتي ستشمل، على سبيل المثال، تلخيص كميات هائلة من البيانات بأقصى سرعة. ستتفوق النماذج اللغوية الكبيرة في تسليط الضوء على الأحداث الرئيسة التي قد تؤثر في شركة أو سفر الأفراد أو السياسات.
تواصل المتطلبات الوظيفية التطور، وسيتم إعطاء الأولوية بشكل متزايد للبيانات والمهارات التحليلية في المهن جميعها التي تعتمد على المعارف. وفقاً لنتائج أبحاث (ExeclinEd) و(Burning Glass Institute)، تتطلّب ما يقارب واحدة من كل أربع وظائف شاغرة في الولايات المتحدة بعض مهارات علوم البيانات على الأقل.
لا يتعلّق هذا التحول من التحليلات كمهارة مرغوبة إلى مهارة مطلوبة بتلبية المتطلبات الوظيفية فقط، ولكن بتمكين الأفراد من التنقل بين المهام وفهم القدرات التحويلية التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي التوليدي. تعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والأتمتة على إحداث نقلة نوعية في كافة المجالات والقطاعات، من المحاسبة إلى علم الحيوان، وتغيير الطرق التي يقوم بها الناس بوظائفهم.