الخميس 30 يناير 2025 م
في خطوة قد تعيد رسم خريطة الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي، تجري مجموعة «سوفت بنك» محادثات لضخ استثمار ضخم يتراوح بين 15 و25 مليار دولار في شركة «أوبن إيه آي»، ما قد يجعلها أكبر مستثمر في الشركة.
وقد يخصَّص جزءٌ من هذا الاستثمار لدعم التزام «أوبن إيه آي» بمشروع «ستارغيت»، وهو مبادرة مشتركة تضم «سوفت بنك» و«أوراكل» وصندوق «إم جي إكس» (MGX) الاستثماري في الإمارات.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مصدر مطلع، قوله إن المشروع، الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، يهدف إلى استثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار خلال أربع سنوات لإنشاء مراكز بيانات مخصصة لتطوير الذكاء الاصطناعي لصالح «أوبن إيه آي».
وفي حال إتمام الصفقة، ستتجاوز استثمارات «سوفت بنك» في «أوبن إيه آي» استثمار «مايكروسوفت» البالغ 14 مليار دولار، رغم أن حصة «مايكروسوفت» المبكرة في الذراع الربحية للشركة ستضمن لها نفوذاً كبيراً.
وأضاف المصدر، أن استثمار «سوفت بنك» في «أوبن إيه آي» منفصل عن تعهدها بضخ 15 مليار دولار في مشروع «ستارغيت».
ومن شأن الصفقة المحتملة أن تعزز العلاقة بين الرئيس التنفيذي لـ«سوفت بنك»، ماسايوشي سون، والرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي»، سام ألتمان، حيث أجرى الاثنان مناقشات مكثفة خلال العام الماضي حول خطة لإحداث تغيير في صناعة أشباه الموصلات على المستوى العالمي.
وكان سون، أعرب سابقاً عن طموحه في أن تقود «سوفت بنك» ثورة الذكاء الاصطناعي. وفي أكتوبر الماضي، استثمرت الشركة 500 مليون دولار في «أوبن إيه آي» ضمن جولة تمويلية بقيمة 6.6 مليار دولار.
وتواصل «أوبن إيه آي» البحث عن تمويل لتغطية نفقاتها السنوية الكبيرة في ظل استثماراتها المتزايدة في تطوير الذكاء الاصطناعي، وسط منافسة متصاعدة من «غوغل» و«أنثروبيك» (Anthropic) ونماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر التابعة لـ«ميتا»، وشركة «ديب سيك» الصينية.
وتأتي الشراكة المتنامية بين «أوبن إيه آي» و«سوفت بنك» في وقت تشهد فيه علاقات الشركة مع «مايكروسوفت» تغييرات.
فبعد أن كانت «مايكروسوفت» المزود الحصري لخدمات الحوسبة السحابية لـ«أوبن إيه آي»، عدلت الشركتان اتفاقهما مؤخراً، ما أتاح لـ«أوبن إيه آي» التعاون مع مزودين آخرين، من بينهم «ستارغيت»، بينما احتفظت «مايكروسوفت» بحق الرفض الأول.
وجدد الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت» ساتيا ناديلا ثقته في العلاقة مع «أوبن إيه آي»، مشيراً خلال مكالمة أرباح هذا الأسبوع إلى أن استثمارات الشركة في مراكز البيانات تبقى مرنة، ويمكن الاستفادة منها لخدمة عملاء متعددين.
وأبدى بعض الرائدين في صناعة التكنولوجيا، بمن فيهم الملياردير إيلون ماسك، شكوكه بشأن نقص التفاصيل حول «ستارغيت» وتمويله، إذ شكك مؤسس «إكس إيه آي» (xAI) في ما إذا كانت الشركات التي انضمت إلى إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ستتمكن من الوفاء بوعودها.
من جهتِه، رد عليه سام ألتمان رئيس «أوبن إيه آي»، بأن ما يقوله ماسك غير صحيح، وأنه مستاء لأنه قلق من المنافسة القادمة لجهوده الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
