مع تزايد الطلب العالمي على الأغذية الصحية والمستدامة، يركز معرض «غلفود» للأغذية في دبي على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الزراعة، وتقنيات التغليف المستدامة والبدائل الغذائية الصحية، مثل: البروتينات النباتية، وبدائل اللحوم، بهدف تشجيع الشركات لاتباع ممارسات صديقة للبيئة وتعزيز الابتكار في هذا القطاع.
ويقدر حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الأغذية والمشروبات بـ9.68 مليار دولار أميركي في عام 2024.
ومن المتوقع أن يصل إلى 48.99 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب 38.30% خلال الفترة المتوقعة (2024-2029) بحسب إحصاءات موقع «موردور انتليجنتس» (MORDOR INTELLIGENCE).
«إرم بزنس» أجرت مسحاً على مجموعة من شركات الأغذية المشاركة في معرض «غلفود» لتسلط الضوء على الاستثمار التكنولوجي في مستقبل الغذاء عبر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي والابتكار.
تمثل الأطعمة المصنعة ما بين 25% إلى 60% من الاستهلاك اليومي للأشخاص حول العالم.
ويوفر الذكاء الاصطناعي حلولاً لتبسيط معالجة الأغذية، مثلما اتبعته شركة «ثورمي تكنولوجي» الحائزة على جائزة غلفود 2025 في الابتكار، وهي شركة متخصصة في ترخيص التكنولوجيا المتقدمة لإنتاج بدائل لحوم مبتكرة وعالية الجودة، حيث استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقوم بعملية الإنتاج الكاملة، وصولاً إلى تطوير مجموعة متنوعة من المنتجات النهائية، بما في ذلك البرغر، والنقانق، والناغتس، والباتيه.
يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الشركات في تحسين الوصفات عبر اختبار مئات التركيبات المحتملة باستخدام الخوارزميات، ما يزيد كفاءة تطوير المنتجات.
وهو ما اتبعته مجموعة «إيسترن» التابعة لشركة «أوركلا الهند»، التي طورت أكبر مجموعة إفطار سريع تُحَضَّر خلال 5 دقائق فقط بدلاً عن 45 دقيقة كالمعتاد.
وتستهدف المنتجات تلبية الطلب المتزايد على الحلول الغذائية السريعة التي تحافظ على النكهة التقليدية، ما يعكس توجهات المستهلكين في المنطقة وفقاً لما أفاد به «أشڤين سوبرامانيام» الرئيس التنفيذي للأعمال الدولية في «أوركلا الهند»
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتدخل ويمكّن الآلات من القيام بالمهام التي يتولاها البشر عادة، فالرؤية الحاسوبية مثلاً تعتمدها معظم المصانع الكبرى لتحليل الصور ومقاطع الفيديو وتحديد المنتجات الغذائية وتتبعها.
العضو المنتدب لشركة «فوود إنفوفيجن» للصناعات الغذائية محمد الحبيبي، يقول إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تدخل بالعملية الإنتاجية للمصانع عبر استلام المواد الطبيعية ومعالجتها التي تشمل الخلط والتعليب بهدف تحويلها إلى منتج غذائي نهائي ثم إعداده للتعبئة والتغليف، لتأتي الخطوة الأخيرة بمراقبة الجودة والتفتيش.
مصنع «فوود إنوفيجن» (FOOD INOVATION) يعمل لإنتاج الغذاء الصحي 100% دون أي مواد حافظة أو محسنات طعام أو حتى سكر، ويجري تعبئته في عبوات صديقة للبيئة مرنة وسهلة للاستخدام اليومي عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليعرض في الأسواق بجودة آلية وأقل من نصف سعر المستورد.
تبنت شركة «بركات» الإماراتية حلولاً تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لصناعة عبوات قابلة للتحلل البيولوجي بنسبة 99.9% في غضون خمس سنوات كحد أقصى لمجموعة منتجاتها، بهدف تقليل التأثير البيئي للتغليف، وفقاً للمدير الإداري للشركة كينيث ديكوستا.
مما سبق، يتضح أن العديد من الشركات في قطاع الأغذية والمشروبات استثمرت بنشاط في استكشاف الإمكانات التكنولوجية في الصناعة، حيث تعمل المؤسسات على رقمنة سلسلة التوريد لتحقيق التميز ودفع نمو الإيرادات، وتحسين الكفاءة.
كما تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وفهم المتغيرات من خلال توقع السيناريوهات المستقبلية. عدا عن تقليل الوقت اللازم للوصول إلى السوق وإنشاء سلسلة توريد مرنة قادرة على التنبؤ بالشكوك والتعامل معها، ليكتسب الذكاء الاصطناعي أهمية كبيرة، ويقود قطاع الأغذية والمشروبات.