logo
تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي.. منافسة شرسة على كعكة "الترجمة الآلية"

الذكاء الاصطناعي.. منافسة شرسة على كعكة "الترجمة الآلية"
تاريخ النشر:19 نوفمبر 2023, 06:55 م
يتسابق عمالقة التكنولوجيا حول العالم للاستحواذ على أكبر قدر من الأعمال والأرباح في مجال الترجمة الآلية عبر استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، والذي يعد من بين أسرع القطاعات نموا في مجال التطبيقات التكنولوجية، حيث تصل نسبة نموه سنويا إلى 5.8%.

ومع أن الذكاء الاصطناعي دخل تقريبا جميع المجالات، إلا أن مجال الترجمة يعد واحدا من أكثر المجالات استفادة منه. ويهدف هذا السباق المحموم في مجال الترجمة الآلية إلى الوصول بها إلى دقة تضاهي الترجمة البشرية.

ويبدو أن هذا الحلم الذي كان صعب المنال قبل عدة سنوات، أصبح قريبا من متناول اليد بفضل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الترجمة الآلية مع تطور ونمو الذكاء الاصطناعي إلى 3.5 مليارات دولار بحلول 2027.

وللذكاء الاصطناعي الكلمة العليا حاليا في مجال الترجمة، فأي شركة تريد تطوير برنامجها للترجمة تفعل ذلك باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، فاللغة تمتلك قواعد بيانات كبيرة، وتحتوي على كلمات عديدة، ولكل كلمة معنى مختلف، فضلا عن أن هذه الكلمات تصحبها قواعد وأنظمة معينة، ويكتسب الذكاء الاصطناعي أهميته في عالم الترجمة لأنه يطبق التعلم الآلي على اللغة.

طلب متزايد

تقول روناك جين، الخبيرة الاقتصادية ومحللة أسواق المال، في تصريحات لـ "إرم الاقتصادية، إن سوق الترجمة الآلية يشهد طلبا متزايدا؛ لذلك فإن الحاجة لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة الترجمة الآلية تتزايد باستمرار.

ولفتت جين إلى أن سوق الترجمة الآلية ينمو بسرعة كبيرة تصل إلى 5.8% سنويا، ويقدر حجمه حاليا بنحو 800 مليون دولار، ومن المتوقع أن يصل حجمه إلى 3.5 مليارات بحلول عام 2027.

وأضافت أن التطور المستمر لاقتصادات الدول الناشئة وعولمة شركات عدة حول العالم؛ جعلها تسعى لتقديم معلوماتها وسلعها وخدماتها بأكبر عدد من اللغات، وهو ما زاد من الإقبال على برامج الترجمة الآلية.

ميتا تطرح "سييملس"

وأصدرت شركة "ميتا"، الشركة الأم لمنصة فيسبوك وإنستغرام وواتس آب، في سبتمبر الماضي برنامجا للترجمة الآلية يعمل بتكنولوجيا بالذكاء الاصطناعي، ويتفوق في كونه يستطيع ترجمة اللغات بسهولة أكبر، للنصوص والمواد الصوتية على حد سواء.

وذكرت "ميتا" أن البرنامج الجديد ويدعى "سييمليس إم فور تي" يعد نموذجا متكاملا متعدد اللغات للنسخ والترجمة باستخدام الذكاء الاصطناعي، موضحة أن الترجمة الآلية تعمل عبر تحويل النص من لغة المصدر وإنتاج ما يعادلها في اللغة المستهدفة، ولكن ليس بشكل حرفي وإنما بالمعنى الكلي للجمل بحسب ثقافة كل لغة وموروثها الثقافي والتاريخي.

كما أشارت "ميتا" إلى أن برنامجها الجديد يمكنه إجراء ترجمة الكلام إلى نص، ومن الكلام إلى كلام، ومن النص إلى كلام، ومن النص إلى نص، وذلك لما يصل إلى 100 لغة، موضحة أن نموذجها الجديد في عالم الترجمة سيقلل من الأخطاء الشائعة والتأخير، وسيدعم تغيير اللغات بسرعة.

غوغل ترانسليت

ويعد عملاق البحث الإلكتروني "غوغل" من أوائل الشركات التي دخلت عالم الترجمة الآلية عندما أطلقت خدمتها الشهيرة "غوغل ترانسليت" في أبريل 2006 كخدمة ترجمة آلية إحصائية، مستخدمة وثائق ونصوص الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي لجمع البيانات اللغوية.

وبدلاً من ترجمة اللغات مباشرة، تقوم بترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية ثم إلى اللغة الهدف في معظم اللغات. وفي نوفمبر 2016 أعلنت "غوغل" أن برنامجها للترجمة الآلية تحول إلى نظام ترجمة آلي عصبي (جوجل للترجمة الآلية العصبية (GNMT)) والذي يترجم جملا كاملة في وقت واحد، بدلا من كلمة كلمة، وحالياً يُستخدم النظام الجديد في جميع اللغات المدعومة في ترجمة غوغل.

ويعد برنامج "غوغل ترانسليت" -الذي يغطي نحو 130 لغة- من أكثر برامج الترجمة الآلية شيوعا حتى الآن، ومما يزيد شهرته ارتباطه ارتباطا وثيقا بمحرك البحث العملاق ونظام التشغيل "أندرويد"، ويعد ذلك التكامل من أهم أسباب نجاح شركة "غوغل" التي تبلغ قيمتها السوقية نحو 1.5 تريليون دولار.

دخول الشركات الناشئة

عالم الترجمة الآلية المدعوم بالذكاء الاصطناعي ليس محصورا على الشركات العملاقة فقط، وإنما تزاحمها الآن الشركات الناشئة أيضا، ومن هذه الشركات شركة "ديب إل" الألمانية الناشئة ومقرها كولونيا، وتضم حوالي 800 موظف وقيمتها السوقية تصل إلى مليار يورو، حيث تعتزم الشركة طرح مترجم صوتي فوري في ديسمبر المقبل، قادر على استيعاب كلمات المتكلم تلقائيا ثم ترجمتها كنص مكتوب، وهو ما يعد تفوقا ملحوظا في مجال الترجمة الآلية على العملاق "غوغل".

ويقول مؤسس "ديب إل" إن هذا المترجم الجديد سيحدث ثورة في عالم الترجمة؛ حيث سيزيل كافة حواجز اللغة بين الشعوب، وسيُستخدم في اجتماعات العمل.

وبدأت شركة "ديب إل" أعمالها من موقع إلكتروني عام 2017، واليوم تعمل الشركة عبر 30 لغة وتبيع نسخا مدفوعة من تطبيقها لأكثر من 20 ألف عميل يقع كثير منهم في آسيا، وتقول الشركة إن الملايين يستخدمون خدمتها شهريا، وهي تعتزم افتتاح أول مكتب لها في الولايات المتحدة، يناير المقبل.

ومن الشركات التي برز اسمها في عالم الترجمة الآلية، شركة "أوبن إيه أي" منتجة تطبيق "تشات جي بي تي" الذي يقوم مستخدموه باستخدام تقنيته في ترجمة نصوص من عدة فقرات، وقد أعلنت الشركة عزمها استخدام الذكاء الاصطناعي في ترجمة نصوص صوتية إلى لغات أخرى باستخدام صوت المتحدث نفسه.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC