شهدت منصات شركة «ميتا» للتواصل الاجتماعي انقطاعاً مؤقتاً أثار اهتماماً واسعاً حول العالم، مما أبرز الاعتماد الكبير على منصاتها الرقمية، مثل «واتساب» و«فيسبوك» في التواصل الشخصي، والمهني، وإدارة الأعمال.
وأظهر موقع «داون ديتيكتور» (Downdetector) الإلكتروني لتتبع الأعطال، أمس الأربعاء، أن منصات شركة «ميتا» للتواصل الاجتماعي تعطلت لدى عشرات الآلاف من المستخدمين حول العالم.
وكشف الموقع عن ارتفاع ملحوظ في شكاوى المستخدمين بشأن تعطل الخدمات الاجتماعية، على مستوى تعطل عدد من المزايا على مواقع الويب وتطبيقات الموبايل، ما منعهم من نشر المحتوى، وتصفح الخدمات، وكذلك تبادل الرسائل والملفات على ماسنجر وواتساب.
قال محمد مصطفى الطويل، رئيس الأقسام التعليمية في كلية الحاسبات في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر لـ«إرم بزنس»، إنه رغم أن الانقطاع لم يتجاوز ساعتين ونصف الساعة، إلا أن تأثيره كان واضحاً على المستخدمين والشركات على حد سواء، خاصة مع الدور الحيوي لهذه المنصات في التسويق والإعلانات.
وأضاف الطويل: «إن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على قوة تأثير الخدمات التي تقدمها شركة (ميتا) على المجتمعات والأفراد حول العالم بشكل مباشر».
وأوضح أن السبب الرئيس وراء الانقطاع قد يكون الاعتماد الزائد على تطبيق الشركة «واتساب» كوسيلة أساسية للتواصل الشخصي والمهني، إلى جانب الاعتماد على «فيسبوك» كمنصة رئيسة للأعمال التجارية، التسويق، والإعلانات.
وأشار إلى أن مثل هذه الانقطاعات غالباً ما تنجم عن «ذروة الضغوط الشبكية»، التي تؤدي إلى زيادة الضغط على الخوادم، مما يسبب تعطلها.
وأضاف الطويل أن الانقطاعات، رغم قصر مدتها، تؤثر بشكل ملحوظ على النتائج المالية لشركة «ميتا»، وقد يؤدي إلى تراجع نسب الإيرادات والأرباح الربع سنوية الناتجة عن الإعلانات، حيث يعتمد العديد من المُعلنين على منصات «ميتا» للوصول إلى جمهورهم المستهدف.
ونوه الطويل إلى أن هذه الحوادث تسلّط الضوء على أهمية تحسين البنية التحتية للشبكات، وضمان استمرارية الخدمات، خاصة مع تزايد الاعتماد العالمي على التكنولوجيا الرقمية في مختلف مجالات الحياة اليومية والمهنية.
فيما قال أحمد الوريث، استشاري التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، لـ«إرم بزنس»، إن توقف خدمات «ميتا» وغيرها من المنصات قد يسبب خسائر تصل إلى 100 مليون دولار أميركي يومياً على قيمة أسهم تلك الشركات.
وأوضح أن هذه الخسائر تعد ضئيلة نسبياً مقارنة بأصول وقيمة أسهم الشركات، والتي تتخطى مليارات الدولارات. وكان سهم «ميتا» قد سجل، هذا الأسبوع، أعلى مستوى له على الإطلاق في الإيرادات، متجاوزاً 100 مليار دولار أميركي.
كما وصل سعر سهم منصة «فيسبوك» إلى مستوى قياسي بلغ 629.84 دولاراً يوم الأربعاء، وارتفع اليوم الخميس إلى 632.68 دولاراً أميركياً، وفقاً لموقع (Watcher Guru).
وأشار الوريث إلى وجود تفاوت في الخسائر التي تتعرض لها القطاعات المختلفة بسبب هذه الأعطال، موضحاً أن قطاع التكنولوجيا والاتصالات يُعد الأكثر تأثراً، يليه قطاع الطيران في بعض الدول.
أما القطاع العقاري، فلا يتعرض لخسائر مادية كبيرة نتيجة هذه الانقطاعات، نظراً لاعتماده بشكل رئيس على التواصل الهاتفي التقليدي بدلاً من استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة المنتشرة في قطاعات أخرى مثل الطيران والاتصالات.