كشف مدير الإدارة العامة للإدارة الإستراتيجية بوزارة السياحة والآثار المصرية ومنسق مشروع مسار العائلة المقدسة، عادل الجندي، أن مشروع مسار العائلة المقدسة حقق نجاحاً استثنائياً خلال عام 2024، حيث استطاع جذب أكثر من مليون سائح من مختلف دول العالم، متوقعاً مضاعفة تلك الأعداد خلال الأعوام المقبلة.
وأوضح الجندي في تصريحات لـ«إرم بزنس» أن هذا الرقم يُعد إنجازاً كبيراً، إذ يمثل زيادة بأكثر من 300% مقارنة بالأعداد السابقة التي سجلت حوالي 300 ألف سائح في عام 2023، مشيراً إلى أن هذا النجاح يعكس الجهود المستمرة التي تبذلها الوزارة لتطوير المشروع وتعزيز مكانته كواحد من أبرز وجهات السياحة الدينية في المنطقة.
وقال الجندي: «إن مسار العائلة المقدسة يعد نموذجاً مميزاً للسياحة المستدامة، حيث يتميز بعدم اعتماده على مواسم محددة، ما يجعله وجهة مفتوحة على مدار العام، ويُتيح هذا النمط من السياحة فرصاً إضافية لتنشيط القطاع السياحي وتعويض الركود الذي قد تشهده المواسم السياحية التقليدية، علاوة على ذلك، يشهد المشروع اهتماماً متزايداً خلال المناسبات الدينية الكبرى، مثل موسم أعياد الميلاد المجيد والمولد النبوي، حيث تتضاعف أعداد الزوار الباحثين عن تجربة روحية فريدة».
وأشار مدير عام الإدارة الإستراتيجية بوزارة السياحة والآثار المصرية إلى أن المولد النبوي يشمل الفترة من شهر مايو وحتى شهر يوليو، وعن تأثير الأوضاع الإقليمية وتوترات الشرق الأوسط، أوضح أنه ربما لا تحدث تأثيرات على الحركة السياحية المتعلقة بالحج المسيحي، لأنه يرتبط بالروحانيات والجانب الديني.
ولفت إلى أنه في إطار جهود الدولة لتطوير هذا المشروع، تم إدراج المسار ضمن قائمة التراث اللامادي العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وهو ما يُعزز من قيمته الثقافية والتاريخية، وقد شملت أعمال التطوير تحسين المواقع الأثرية المرتبطة بالمسار، وعددها 25 موقعاً، منها 17 موقعاً بها أثر مادي وهي مفتوحة حالياً للزوار.
وقال الجندي: «إن التحسينات تضمنت تطوير البنية التحتية، وتجهيز المواقع بوسائل حديثة تُسهل الحركة وتوفر الراحة للزائرين، خاصة كبار السن، كما تم إنشاء مراكز زوار متطورة تقدم إرشادات ومعلومات تفصيلية عن المسار، بالإضافة إلى إطلاق تطبيق إلكتروني يساعد على استكشاف المواقع بشكل تفاعلي».
ومن بين أبرز المواقع التي خضعت للتطوير كنيسة مريم في المطرية بالقاهرة وجبل الطير في المنيا بصعيد مصر، حيث تم تجهيزهما لتكونا ملائمتين لجميع الزوار، مع تقديم خدمات سياحية متكاملة تجعل التجربة أكثر راحة، هذه الجهود تعكس التزام الدولة بتقديم تجربة سياحية متميزة تُبرز أهمية هذه المواقع دينياً وثقافياً.
وأشار الجندي، إلى أنه تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركات تسويق عالمية وخبراء دوليين، ما ساعد على الترويج لمسار العائلة المقدسة كوجهة فريدة على مستوى العالم، كما يتميز المسار بطوله، الذي يجعله الأكبر عالمياً، ما يمنح مصر ميزة تنافسية كوجهة روحية وسياحية، ويُبرز المشروع أيضاً صورة مصر كرمز للتسامح والتنوع الثقافي، ويُعزز مكانتها كوجهة عالمية للسياحة الروحية.