في مفاجأة صادمة من العيار الثقيل من شأنها أن تلقي بظلال شديدة القتامة على سوق العملات المشفرة، تعرضت أكبر بورصة للعملات المشفرة لضربة قاسمة، بعد الحكم بسجن مؤسسها وتغريمها بتهمة غسل الأموال، لتلحق منصة بينانس برفيقتها الأميركية إف تي إكس.
ومنذ قليل، تم الإعلان عن انتهاء النزاع القضائي بين بينانس ومؤسسها تشانغ بينغ زاهو من جانب ووزارة العدل ووزارة الخزانة ولجنة تداول السلع الآجلة الأميركية من جانب آخر.
اتفاق تاريخي
وأسفر النزاع القضائي عن الحكم بتغريم منصة Binance غرامة قياسية بقيمة 4.3 مليار دولار لانتهاكها قوانين مكافحة غسيل الأموال الأميركة.
وستدفع Binance مبلغ 4.3 مليار دولار في واحدة من أكبر اتفاقيات الشركات في تاريخ الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا- هدنة بين حماس وإسرائيل.. والأسواق تتحرك على استحياء
الاعتراف بالذنب
واعترف مؤسس بينانس منذ ساعات بأنه مذنب في انتهاك قانون السرية المصرفية في المحكمة الفيدرالية في سياتل.
وفي الوقت ذاته، سيدفع تشانغ بينغ زاهو Changpeng Zhao غرامة قدرها 50 دولارًا بموجب صفقة تتطلب منه التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي.
واعترفت شركة Binance Holdings Ltd ورئيسها التنفيذي Changpeng Zhao بالذنب في تهم مكافحة غسيل الأموال وانتهاكات العقوبات الأميركية بموجب تسوية شاملة مع الولايات المتحدة تسمح لبورصة العملات المشفرة بمواصلة العمل.
وتنهي الصفقة، التي تشمل وزارة العدل ووزارة الخزانة ولجنة تداول السلع الآجلة، تحقيقًا دام سنوات مع أكبر بورصة للعملات المشفرة بالعالم.
ثلاث تهم
تم توجيه الاتهام إلى منصة بينانس، التي اعترفت بأنها سمحت بإجراء معاملات مع جماعات إرهابية على المنصة.
وتم اتهام بينانس بثلاث تهم، بما في ذلك مكافحة غسل الأموال، وإدارة أعمال نقل الأموال غير المرخصة، وانتهاك العقوبات الأميركية.
ووفقًا لوثيقة الاتفاق، ستدفع البورصة غرامة جنائية قدرها 1.8 مليار دولار وجنبًا إلى جنب ومصادرة 2.5 مليار دولار، وفقًا لملفات المحكمة التي تم الكشف عنها.
ستدفع البورصة غرامة جنائية قدرها 1.8 مليار دولار وجنبًا إلى جنب ومصادرة 2.5 مليار دولار.وثيقة محكمة سياتل
السجن 18 شهرًا
ويواجه مؤسس بينانس حكم يصل إلى 10 سنوات في السجن، ولكن من المتوقع أن لا يحصل على أكثر من 18 شهرًا بموجب صفقة الإقرار بالذنب.
وبينما لم تقرر وزارة العدل بعد مدة السجن التي ستطالب بها، يبدو أن الاعتراف بالذنب أنقذ بينانس من العقوبات القاسية التي واجهها مجرمون العملات المشفرة البارزون الآخرون.
اقرا أيضًا- الإمارات تقتنص 10% من صادرات الذهب في العالم
قائمة الانتهاكات
وشملت انتهاكات بينانس الفشل في منع والإبلاغ عن المعاملات المشبوهة مع الإرهابيين، وفقًا لملفات وزراة الخزانة الأميركية.
وسمحت منصة بينانس أيضًا بما لا يقل عن 1.1 مليون معاملة بقيمة تزيد على 898 مليون دولار على منصتها بين العملاء في الولايات المتحدة وإيران، وفقًا لملف المحكمة.
Binance الأكبر في العالم بسبب الجرائم التي ارتكبتها وهي الآن تدفع واحدة من أكبر غرامات الشركات في تاريخ أميركا.ميريك غارلاند
أكبر الغرامات
وقال المدعي العام ميريك غارلاند في بيان صحفي: "أصبحت منصة Binance أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم بسبب الجرائم التي ارتكبتها وهي الآن تدفع واحدة من أكبر غرامات الشركات في تاريخ الولايات المتحدة".
وسيتم تقسيم أموال الغرامة بين وزارة العدل ولجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) والوكالات الأخرى.
ويشمل ذلك 3.4 مليار دولار لشبكة إنفاذ قوانين الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة و968 مليون دولار لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية بشأن قانون السرية المصرفية وانتهاكات العقوبات.
اقرأ أيضًا- بين الحرب والمخزونات.. النفط ضحية التقلبات السريعة
عملة بينانس
وانخفضت عملة بينانس BNB، وهي عملة مشفرة مرتبطة بنظام Binance ، بنسبة 5.2% تقريبًا بعد الأخبار.
وقد وصل الرمز إلى أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر في وقت سابق من، اليوم بعد أنباء عن أن وزارة العدل ستؤكد قريبًا تسويتها مع البورصة.
وتنخفض عملة بينانس خلال هذه اللحظات 10% عند مستويات 235.5 دولار للرمز الواحد.
وهبطت القيمة السوقية لرابع أكبر عملة مشفرة إلى أقل من 32 مليار دولار، إلا أنها لا تزال ترتفع بنسبة 10% خلال شهر، بينما تنخفض 5% منذ بداية العام.
لقد سمح إخفاق بينانس المتعمد بتدفق الأموال إلى الإرهابيين ومجرمي الإنترنت والمعتدين على الأطفال من خلال منصتها.جانيت يلين
حماية الإرهاب
وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في بيان صحفي: "لقد غضت منصة Binance الطرف عن التزاماتها القانونية سعياً لتحقيق الربح".
وأضافت يلين: "لقد سمح إخفاق بينانس المتعمد بتدفق الأموال إلى الإرهابيين ومجرمي الإنترنت والمعتدين على الأطفال من خلال منصتها".
اقرأ أيضًا- أسعار الرحلات تُرهق المغاربة بالخارج
جميع المشاكل
ومن المقرر أن التسوية التي تم التفاوض عليها بين الجانبين ستحل جميع مزاعم ارتكاب مخالفات جنائية.
وكجزء من صفقة الإقرار بالذنب مع الحكومة، استقال مؤسس بينانس تشانغ بينغ زاهو Changpeng Zhao الذي تبلغ ثروته الصافية 23 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، من منصبه كرئيس تنفيذي لـ Binance.
ووفقًا للاتفاق، لن يتمكن تشانغ بينغ زاهو Changpeng Zhao في المشاركة في إدارة الشركة لمدة ثلاث سنوات، وسيخلف ريتشارد تنغ تشانغ في منصب الرئيس التنفيذي.
يتيح لنا ذلك الاتفاق إلى قلب الصفحة على فصل صعب، ولكنه جزء من التعلم الذي ساعدنا على أن نصبح منصة أقوى وأكثر أمانًا.بينانس
لم تختلس
وأقرت الشركة بأنها لم يكن لديها ضوابط امتثال مناسبة في إطلاقها المبكر، لكنها قالت إن التسوية لم تتضمن أي مزاعم بأن Binance اختلست أموال المستخدمين أو شاركت في التلاعب بالسوق.
واتهمت وزارة العدل الشركة وكذلك كبار المسؤولين التنفيذيين، بما في ذلك مؤسسها باتخاذ خطوات لإخفاء أنها كانت تتهرب من القوانين الأميركية التي تهدف إلى وقف تدفق الأموال القذرة في جميع أنحاء العالم.
وفي الفترة من أغسطس 2017 حتى أكتوبر 2022 تقريبًا، قامت باينانس و مؤسسها في الاستفادة من السوق الأميركية دون تنفيذ الضوابط التي يقتضيها القانون.
واختارت Binance عدم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الأميركية لأنها قررت أن القيام بذلك سيحد من قدرتها على جذب المستخدمين الأميركيين والحفاظ عليهم.
عملاء VIP
أنشأت Binance ثغرات سمحت لعملاء VIP المقيمين في الولايات المتحدة بالتداول في البورصة الدولية من خلال كيانات خارجية.
واعتمدت قضية الحكومة على المستندات الداخلية والمحادثات وتفاصيل المكالمات الهاتفية لإظهار كيف ساعدت Binance عملاء VIP في التحايل على حظر عنوان IP.
وزعمت الحكومة أن هذه الاستراتيجيات سمحت لمستخدمي VIP المقيمين في الولايات المتحدة بتنفيذ معاملات العملة الافتراضية "ما يعادل مليارات الدولارات الأميركية يوميًا".
بناءً على تعليمات منمن الإدارة العليا، شجع الموظفون الشخصيات المهمة على إخفاء اتصالاتهم في الولايات المتحدة، بما في ذلك عن طريق إنشاء حسابات جديدة.
عملاء أميركا
لا يزال المستخدمون في الولايات المتحدة يشكلون 16% من إجمالي المستخدمين على Binance، أكثر من أي دولة أخرى.
قامت Binance بإزالة التصنيف الأميركي لموقع المستخدم وأعادت تصنيفه على أنه "UNKWN".
بيان بينانس
وكتبت بينانس في تغريدة على منصة إكس: "يسعدنا أن نعلن أننا توصلنا إلى حل مع العديد من الوكالات الأميركية فيما يتعلق بتحقيقاتها".
وتابعت بينانس: "يتيح لنا ذلك الاتفاق إلى قلب الصفحة على فصل صعب، ولكنه جزء من التعلم الذي ساعدنا على أن نصبح منصة أقوى وأكثر أمانًا".
