logo
اقتصاد

كيف تستطيع الصين الصمود أمام حرب ترامب التجارية؟

كيف تستطيع الصين الصمود أمام حرب ترامب التجارية؟
الرئيس الصيني شي جين بينغ يتحدث خلال اجتماع مع مجموعة من المسؤولين التنفيذيين الأجانب بقاعة الشعب الكبرى في العاصمة بكين يوم 28 مارس 2025.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:16 أبريل 2025, 04:58 م

استجابت بكين للرسوم الجمركية العشوائية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطريقة منظمة ومتصاعدة. ففي الأيام الأخيرة، أمرت شركات الطيران الصينية بوقف تسليم طائرات بوينغ الجديدة، وحظرت تصدير بعض المعادن النادرة.

وجاءت هذه التحركات بعد زيادات ترامب الدرامية في الرسوم الجمركية التي وصلت إلى 145% على بعض السلع الصينية. في المقابل، رفعت الصين رسومها الجمركية على المنتجات الأميركية إلى 125%.

ترامب، الذي طالب مرارًا وتكرارًا بأن يتصل به الرئيس الصيني شي جينبيغ لبدء المفاوضات، يصر على أن «الكرة في ملعب الصين».

ووفق تقرير لـ«بلومبرغ» فقد طرح ترامب محادثات مع نظيره الصيني أكثر من ست مرات منذ بدء الحرب التجارية. لكن الآفاق تبدو ضئيلة، حتى مع بلوغ حرب الرسوم الجمركية ذروتها على ما يبدو.

أخبار ذات صلة

الصين تنجح.. كيف تظهر الأرقام قوة تفوق التوقعات؟

الصين تنجح.. كيف تظهر الأرقام قوة تفوق التوقعات؟

من غير المرجح أن يُجبر الضغط التجاري شي، على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. بل يبدو أن السلطات الصينية عازمة على إثبات قدرتها على تحمّل معاناة اقتصادية وسياسية أكبر من خصمها اللدود، وفق «بلومبرغ».

حلول الصين

الخبير الاقتصادي نورييل روبيني، وهو حاليًا مستشار أول في شركة «هدسون باي كابيتال مانجمنت»، يحذر من أن الرئيس الصيني ونوابه مصرون على أن الصين يمكنها تحمل معاناة اقتصادية وسياسية أكثر من الولايات المتحدة.

ويقول روبيني إن الصين لديها فلسفة «المعاناة من أجل البلاد»، وأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم لديه المزيد من خيارات السياسة لتعويض تأثير أي صدمة جمركية على النمو، وفق ما نقلت «بلومبرغ».

وتشمل هذه الحلول التحفيز المالي الضخم، فضلاً عن التيسير النقدي والائتماني، وكلاهما ليس من الخيارات المتاحة لأميركا المثقلة بالديون.

ويناقش روبيني أيضًا الخطوات الأكثر تطرفًا التي قد تفكر فيها الصين إذا صعّد ترامب حربه التجارية. وأبرزها الخيار «النووي» المتمثل في التخلص من حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية، والذي من شأنه أن يُحدث صدمة في سوق السندات الأميركية. والأخطر من ذلك، أن رسوم ترامب الجمركية قد تُسهّل على الصين تبرير غزو تايوان، كما يقول.

ويحذر روبيني قائلاً: «يمكن أن تتفاقم الحرب التجارية إلى حرب اقتصادية شاملة، ويمكن أن تتفاقم الحرب الاقتصادية الشاملة إلى حرب ساخنة حقيقية. يبدو أن الناس لا يدركون ذلك».

وقال جوليان إيفانز بريتشارد، رئيس قسم الاقتصاد الصيني في كابيتال إيكونوميكس: «إن حقيقة أن السلطات الصينية وافقت مرة أخرى على زيادات التعريفات الجمركية الأميركية تشير إلى أنها ليست في عجلة من أمرها للتفاوض مع إدارة ترامب»، وفق «بلومبرغ».

توسيع الشراكات الاقتصادية

وتسعى بكين أيضًا إلى تعزيز علاقاتها مع شركائها التجاريين الآخرين. إذ التقى شي رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يوم الجمعة.

بدأ الرئيس الصيني، يوم الاثنين، جولة إقليمية بزيارة إلى فيتنام، كما التقى شي اليوم الأربعاء، ملك ماليزيا ورئيس وزرائها لتعزيز التعاون الثنائي ومكانة بكين كشريك موثوق في جنوب شرق آسيا.

وذكرت بلومبرغ سابقًا أن كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي يخططون للقاء شي في وقت لاحق من هذا العام.

ولا تزال الصين تملك أدواتٍ لزيادة الضغط على الولايات المتحدة دون الاعتماد على الرسوم الجمركية. إذ أعلنت السلطات يوم الخميس فرض قيودٍ على واردات شركات هوليوود، فاتحةً بذلك جبهةً جديدةً في الحرب التجارية التي تستهدف قطاع الخدمات الأميركي، وهو أحد المجالات القليلة التي تحقق فيها أميركا فائضًا تجاريًا مع الصين.

وتقول أليسيا جارسيا هيريرو، كبيرة الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى «ناتيكسيس»، إن بكين قد تسمح لليوان بإضعاف قيمته أكثر، مما يضع ضغوطا على الدولار، أو يثير التكهنات بشأن بيع سندات الخزانة.

وقالت: «لا تزال الصين تتمتع بنفوذ كبير جدًا. ويزداد هذا النفوذ؛ لأن الاقتصاد الأميركي لن يُحقق أداءً جيدًا، وخاصةً في النصف الثاني من العام، لذا قد يزداد هذا النفوذ بدلًا من أن يتناقص».

أخبار ذات صلة

الرئيس الصيني يزور ماليزيا لتعزيز التعاون الإقليمي في ظل رسوم ترامب

الرئيس الصيني يزور ماليزيا لتعزيز التعاون الإقليمي في ظل رسوم ترامب

محصلة سلبية

ويرى بعض العلماء الصينيين البارزين أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين عبارة عن منافسة بين الطرفين حول من سيعاني أقل، وهي «لعبة محصلتها سلبية» يخسر فيها كلا الجانبين.

وفي يناير الماضي، قال تشانغ يويان، مدير معهد الاقتصاد والسياسة العالمية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: «ما دام منافسي يعاني خسارة أكبر مني، فهذه نتيجة مقبولة»، في إشارة إلى العقلية التي تحرك بعض قرارات السياسة الأميركية تجاه الصين.

خيار المفاوضات

بدوره رأى وو شينبو، مدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة فودان في شنغهاي، إن أحد الخيارات هو أن يفتح ترامب محادثات بشأن الفنتانيل، ويكافئ أي تقدم من خلال إزالة الرسوم الجمركية البالغة 20% المرتبطة بالشكوى الأميركية.

وأضاف وو، أن الرئيس قد يوقف بعد ذلك الرسوم الجمركية الأوسع، ويسمح بالحوار وجهاً لوجه على المستوى الوزاري، مما يمهد الطريق لمحادثات القيادة.
في غضون ذلك، تستعد بكين لتعزيز قدرتها على الصمود في وجه الضغوط الاقتصادية.

وقد عقد كبار القادة اجتماعًا خاصًا يوم الخميس لمناقشة إجراءات تحفيزية إضافية، مثل دعم الإسكان والإنفاق الاستهلاكي، وفقًا لما أوردته بلومبرغ في وقت سابق.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC