وبينما أكد جيروم باول ورفاقه على ضرورة توخي الحذر وإرجاء موعد خفض أسعار الفائدة ربما إلى اجتماع سبتمبر أو يوليو المقبل بدلًا من التوقعات السابقة، ربما ترى الأسواق تحركًا أقرب للمركزي الأوروبي.
المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة قريبًا، وذلك في حال عدم حدوث أي مفاجآت كبيرةكريستين لاغارد
ترى كريستين لاغارد أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة قريبًا، وذلك في حال عدم حدوث أي مفاجآت كبيرة أو ارتفاعات حادة في أسعار النفط نتيجة للتوترات الحاصلة في الشرق الأوسط.
وقالت كريستين لاغارد لمراسلة على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي منذ قليل: "إننا نلاحظ عملية انكماشية للأسعار تتحرك وفقًا لتوقعاتنا بشأن توجهات التضخم في منطقة اليورو".
وأضافت لاغارد: "نحتاج فقط إلى بناء المزيد من الثقة في عملية مكافحة التضخم هذه، وإذا تحركت البيانات وفقًا لتوقعاتنا، وإذا لم نواجه صدمة كبيرة فإننا نتجه نحو لحظة يتعين علينا فيها تخفيف السياسة النقدية التقييدية".
وفي غضون ذلك أوضح جيروم باول أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اتخذ نهجا حذرا لتجنب المبالغة في رد الفعل على انخفاض التضخم خلال العام الماضي؛ ولم تعط البيانات الأخيرة ثقة أكبر في مسار تراجع التضخم إلى هدف الفيدرالي الأميركي البالغ 2%، وذلك خلال حديثه بمنتدى واشنطن بمركز ويلسون في واشنطن، منذ ساعات.
لم تعط البيانات الأخيرة ثقة أكبر في مسار تراجع التضخم إلى هدف الفيدرالي الأميركي البالغ 2%جيروم باول
تعد هذه هي المرة الأولى التي يعطي فيها البنك المركزي الأوروبي أوضح إشارة حتى الآن إلى أنه قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه في يونيو.
وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد: "إن البنك المركزي لا يزال في طريقه لخفض أسعار الفائدة على المدى القريب، وربما يحدث تغير للسياسة في يونيو، لكنه مرهون بأي صدمات كبيرة".
كان البنك المركزي الأوروبي قد أبقى في اجتماعه الأخير على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى قياسي، وذلك للاجتماع الخامس على التوالي، لكنه أشار إلى أن تباطؤ التضخم يعني أنه قد يبدأ في التخفيض قريبًا.
أشارت لاغارد إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيراقب أسعار النفط عن كثب وسط مخاوف متزايدة من انتشار الصراع في الشرق الأوسط.
ولفتت لاغارد إلى أنه منذ الهجوم الجوي الإيراني غير المسبوق على إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإن رد فعل أسعار النفط كان معتدلًا نسبيًا.
كما أكدت رئيسة المركزي الأوروبي أنه ومع عدم حدوث أي صدمة إضافية، سيكون الوقت قد حان لتخفيف السياسة النقدية التقييدية في وقت قصير للغاية.
البنك المركزي الأوروبي سيراقب أسعار النفط عن كثب وسط مخاوف متزايدة من انتشار الصراع في الشرق الأوسطكريستين لاغارد
في تحول عن اللغة السابقة، قال البنك المركزي الأوروبي: "سيكون من المناسب خفض سعر الفائدة على الودائع بنسبة 4% إذا كانت ضغوط الأسعار الأساسية وتأثير رفع أسعار الفائدة السابقة ستعزز الثقة في أن التضخم يتراجع نحو هدفه البالغ 2% في العام المقبل بطريقة مستدامة".
ولم يشر البنك المركزي بنحو مباشر إلى تخفيف السياسة النقدية في بياناته السابقة.
وخلال المؤتمر الصحفي، ورداً على سؤال عما إذا كان خفض سعر الفائدة في يونيو قد يتبعه تخفيضات لاحقة، أجابت لاغارد: "لقد كنت واضحة للغاية بشأن ذلك، وقلت عمداً إننا لا نلتزم مسبقًا بأي مسار لسعر الفائدة".
احتمالات خفض سعر الفائدة في يونيو تتوقف على انخفاض التضخم كما هو متوقعأولي رين
وقالت لاغارد: "هناك قدر كبير من عدم اليقين، علينا أن نكون منتبهين لتلك التطورات، وعلينا أن ننظر إلى البيانات، وعلينا أن نستخلص استنتاجات من تلك البيانات".
ورفضت لاغارد التعليق عندما سئلت عما إذا كانت تخفيضات البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام هي توقعات معقولة للمشاركين في السوق.
يأتي ذلك في الوقت الذي يركز فيه صناع السياسات والاقتصاديون على شهر يونيو بعدِّه الشهر الذي يمكن أن يبدأ فيه تخفيض أسعار الفائدة، بعد أن خفض البنك المركزي الأوروبي توقعاته للتضخم على المدى المتوسط.
من الواضح أن التوترات الجيوسياسة في منطقة الشرق الأوسط والحرب بين روسيا وأوكرانيا لها تأثير مباشر وسريع على الطاقة والغذاءكريستين لاغارد
وردا على سؤال حول ثقة البنك المركزي في استمرار انخفاض التضخم في أعقاب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، لا سيما في حالة ارتفاع أسعار النفط وسط التوترات الجيوسياسية، أجابت لاغارد: "جميع أسعار السلع الأساسية لها تأثير، وعلينا أن نكون منتبهين للغاية لتلك التحركات".
وقالت لاغارد: "من الواضح أن التوترات الجيوسياسة في منطقة الشرق الأوسط والحرب بين روسيا وأوكرانيا لها تأثير مباشر وسريع على الطاقة والغذاء".
وفي غضون ذلك قال أولي رين، عضو السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي إن احتمالات خفض سعر الفائدة في يونيو تتوقف على انخفاض التضخم كما هو متوقع، مشيرًا إلى أن أكبر المخاطر التي تهدد السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي تنبع من التوترات بين إيران وإسرائيل والحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.
وقال رين، الذي يشغل منصب محافظ بنك فنلندا، في بيان: "مع اقتراب الصيف، يمكننا البدء في خفض مستوى القيود في السياسة النقدية، بشرط أن يستمر التضخم في الانخفاض كما هو متوقع".
وأضاف: "إن أكبر المخاطر تنبع من الجغرافيا السياسية، سواء الوضع المتدهور في أوكرانيا أو التصعيد المحتمل للصراع في الشرق الأوسط، بكل تداعياتها".
وتأتي التكهنات بأن البنك المركزي الأوروبي قد يبدأ قريبًا في خفض أسعار الفائدة حتى مع قيام المستثمرين بتخفيض رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
ويسعر المتداولون الآن احتمالية بنسبة 20% لخفض سعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي في يونيو، بعد أن أظهرت قراءة أخرى للتضخم أن أسعار المستهلكين لا تزال ثابتة.