في أحد أبرز الخطابات المنتظرة خلال منتدى دافوس، دعت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إلى التعامل بـ«براغماتية» مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. وفي كلمتها التي جاءت بعد يوم من تنصيب ترامب لولاية ثانية، شددت فون دير لاين على ضرورة الدفاع عن اتفاق باريس للمناخ ومراجعة العلاقات مع الصين لتحقيق توازن أكثر عدالة.
بدأت فون دير لاين كلمتها بنبرة تحمل قدراً من المرارة، قائلة: «النظام العالمي التعاوني الذي كنا نطمح إليه قبل 25 عاماً لم يتحقق. بدلاً من ذلك، دخلنا في حقبة جديدة من المنافسة الجيوستراتيجية الشرسة». وأعلنت عن إطلاق خطة أوروبية في فبراير المقبل تهدف إلى تعزيز الإنتاجية عبر الابتكار، ودعم التنافسية، وتحقيق إزالة الكربون.
رغم أنها لم تذكر اسم ترامب مباشرة في خطابها، فإن إشاراتها كانت واضحة، وخصوصاً عند حديثها عن «حقبة جديدة من المنافسة الجيوستراتيجية بلا رحمة». وأكدت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي سيعتمد نهجاً براغماتياً في تعامله مع الإدارة الأميركية الجديدة، موضحة أن الأولوية ستكون لإطلاق حوار فوري لتحديد المصالح المشتركة والاستعداد للتفاوض.
وأضافت: «لا أحد يرغب في قطع الروابط الاقتصادية العالمية». لكنها شددت على أن الاتحاد الأوروبي يعتزم تنويع شراكاته التجارية عالمياً، في ظل تهديد ترامب بزيادة الضرائب الجمركية على الواردات الأجنبية. وذكرت في هذا السياق اتفاق التجارة الحرة مع دول «ميركوسور»، الذي يواجه عراقيل من بعض الدول الأعضاء مثل فرنسا. وفي مواجهة إعلان إدارة ترامب انسحابها من اتفاق باريس للمناخ، وصفت فون دير لاين الاتفاق بأنه «أفضل أمل للبشرية جمعاء»، وأكدت أن أوروبا ستظل ملتزمة بأهداف الاتفاقية، وستواصل العمل مع الدول الساعية لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ.
كما تناولت فون دير لاين العلاقات المتوترة مع الصين، مشيرة إلى الحاجة إلى إعادة التوازن في هذه العلاقة على أساس «العدالة والمعاملة بالمثل».
وأوضحت أن التحديات تشمل مجالات مثل السيارات الكهربائية، والألواح الشمسية، وحماية الملكية الفكرية في قطاع الاتصالات. واختتمت فون دير لاين خطابها بدعوة إلى التعاون الدولي، قائلة: «رسالتنا للعالم واضحة: نحن مستعدون للحوار إذا كان يحقق فوائد متبادلة».