logo
اقتصاد

استخدام اليوان في المعاملات الدولية يرتفع إلى مستويات قياسية

استخدام اليوان في المعاملات الدولية يرتفع إلى مستويات قياسية
ار الأميركي في بنك كاسيكورن في بانكوك موظف بنك يحصي عملات اليوان بجانب عملات الدولالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:29 أغسطس 2024, 11:54 ص

ارتفع استخدام اليوان الصيني عبر الحدود إلى مستويات قياسية مع اتجاه الصين إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأميركي، وتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع روسيا وعدد من الدول، وتوسيع شبكة خطوط تبادل العملات معها، ليشكل اليوان حاليًا حوالي 4.74% من المدفوعات العالمية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

أخبار ذات صلة

اليوان الصيني.. هل يمكنه مزاحمة الدولار؟

اليوان الصيني.. هل يمكنه مزاحمة الدولار؟

 

وفقًا لبيانات الإدارة العامة للنقد الأجنبي في الصين، فإن 53% من المعاملات الصينية الداخلية والخارجية ا استخدمت اليوان في يوليو من هذا العام، مقارنةً مع 40% في الشهر نفسه من عام 2021. هذه الأرقام تعكس تحولات كبيرة في طريقة تعامل الصين مع شركائها التجاريين، حيث لم يعد الدولار الأميركي العملة الوحيدة المهيمنة في تسوية المعاملات عبر الحدود.

العقوبات الأميركية على روسيا لم تكن العامل الوحيد الذي دفع الصين إلى تعزيز استخدام عملتها في التجارة الدولية. فقد استغلت بكين هذا الوضع لتطوير نظامها المالي وربط شبكاتها المالية مع تلك الروسية، مما أسهم في تعزيز مكانة اليوان على الساحة الدولية. في هذا السياق، قالت الزميلة البحثية في "معهد كارنيغي" في برلين ألكسندرا بروكوبينكو، إن "الوضع الذي أوجدته العقوبات شكل حافزاً كبيراً للصين لتطوير نظامها المالي وربط نظامها بنظام روسيا".

إلى جانب ذلك، وسعت الصين شبكة خطوط تبادل العملات مع دول أخرى مثل السعودية والأرجنتين ومنغوليا، وهي دول تمتلك موارد إستراتيجية تحتاجها الصين، ما أسهم في زيادة حجم التجارة التي تتم باليوان.

ومنذ عام 2022، تم إنشاء بنوك تصفية جديدة لليوان في دول مثل لاوس وكازاخستان وباكستان والبرازيل وصربيا، وفقًا لبنك الشعب الصيني.

ورغم هذه التحولات، إلا أن استخدام اليوان على مستوى التجارة العالمية لا يزال محدودًا مقارنة بالدولار. ووفقًا لبيانات "شبكة سويفت للمدفوعات الدولية"، يشكل اليوان حاليًا حوالي 4.74% من المدفوعات العالمية، ما يجعله في المرتبة الرابعة بعد الدولار واليورو والجنيه الإسترليني. ومع ذلك، يرى إدوين لاي، أستاذ في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، ومتخصص في تدويل اليوان، أن هذا التحول طبيعي، إذ قال: "من الطبيعي أن تسوي اقتصادات كبيرة مثل الصين معظم تجارتها بعملتها الخاصة. ورغم أن هذا ليس إنجازاً كبيراً من الناحية الدولية، إلا أن الصين حققت تحسينات واضحة".

أخبار ذات صلة

روسيا تدفع فاتورة العقوبات.. نقص اليوان يضغط على البنوك

روسيا تدفع فاتورة العقوبات.. نقص اليوان يضغط على البنوك

 

أما فيما يتعلق بالحفاظ على استقرار سعر صرف اليوان مقابل الدولار، فقد أوضح لويس فنسنت غاف من شركة "غافكال للخدمات المالية" (Gavekal financial services) أن الاستقرار كان ضرورياً لتشجيع الشركاء التجاريين على التعامل باليوان. وقال: "لا يمكن للصين أن تطلب من دول مثل إندونيسيا وتايلاند وكوريا الجنوبية أن تتاجر باليوان بدلاً من الدولار إذا كانت عملتها ضعيفة. لتحقيق ذلك، تحتاج إلى عملة مستقرة".

لكن رغم هذه الجهود، لا يزال اليوان بعيداً عن منافسة الدولار كعملة رئيسية للتجارة الدولية. فالتحديات طويلة الأمد مثل القيود على رأس المال في الصين والتأثير الكبير للدولار على النظام المالي العالمي تعرقل توسع استخدام اليوان. في هذا السياق، يقول دانيال ماكدويل، أستاذ في جامعة سيراكيوز، وزميل في المجلس الأطلسي، إن الصين لا تسعى للإطاحة بالدولار، بل تهدف إلى تعزيز استقلاليتها المالية وتقليل تعرضها للصدمات الخارجية المرتبطة بتقلبات الدولار. ويؤكد أن "الدافع الأساسي للصين هو تعزيز الاستقلالية والمرونة، وليس تحدي هيمنة الدولار على الساحة الدولية".

ورغم أن الصين قطعت شوطًا كبيرًا في تعزيز استخدام اليوان في التجارة الدولية، إلا أن الطريق لا يزال طويلًا أمام العملة الصينية لتحقيق مكانة تضاهي مكانة الدولار في النظام المالي العالمي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC